تطلق كلمة الحائر أو الحاير، اصطلاحاً على صحن سيّد الشهداء عليه السلام. ولهذه الكلمة جذراً لغوياً، وجذراً تاريخياً. جاء في لسان العرب في تعريف الحائر أنه: الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء(سفينة البحار 1: 358)، وجاءت أيضاً بمعنى الشخص الحيران.
كان يطلق على كربلاء قديماً اسم "الحير" ويعني المنطقة المرتفعة الفسيحة،حيث كانت منذ القدم موضعاً لسكنى أقوام من العرب.
وتدل في المصطلح الفقهي والعبادي على ما يشتمل عليه الصحن الشريف من ضريح وأورقة ومتحف و… الخ بأقسامها القديمة والجديدة.
أنّ للإقامة والعبادة في حائر أبي عبد الله عليه السلام فضيلة، كما أنّه من جملة المواضع التي يخيّر فيها المسافر بين الصلاة قصراً أو تماماً، وللعلماء فيها آراء مختلفة (بحار الأنوار 86: 88، المزار للشيخ المفيد: 140).
يرى البعض أنّ حائر يشمل ما يضمنه الصحن لا أكثر. ويحظى حائر الحسين بقدسية فائقة والدعاء فيه مستجاب، حتى أنّ بعض الأئمة كان يتوسّل بحائر الإمام الحسين للشفاء؛ من جملة ذلك أنّ الإمام الهادي عليه السلام حينما مرض أرسل شخصاً إلى حائر الإمام الحسين ليدعو له هناك، كما ويطلق على أهالي كربلاء ومن يسكن إلى جوار الصحن الشريف اسم "الحائري".
أمّا المناسبة التاريخية التي دعت إلى إطلاق هذا الاسم على صحن الشهداء فهي أنّ المتوكّل العباسي لما أمر بهدم القبر ومحو آثاره وتفريق جموع الشيعة من حوله لأنه كانت بمثابة مصدر إلهام يشكل خطراً عليهم، أجروا الماء على موضع القبر إلاّ أنّ الماء حينما بلغ ذلك الموضع توقف وتجمع وبقي حائراً في مكانه وتراكم حول القبر حتى صار كالجدار، فيما بقيت باحة القبر جافة (الإعلام للزركلي30:8 (الهامش)، بحار الأنوار 50: 225، سفينة البحار 1: 358)، ولما كان موضع تجمع الماء يسمى حائراً، فقد اتخذت باحة القبر هذا الاسم أيضاً. وجاء في النصوص التاريخية ما يلي: "في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكّل بإطلاقه على قبر الحسين ليُعفيه، فكان لا يبلغه" (بحار الأنوار 86: 89).
وجاء في روايات أخرى أنهم لما أرادوا حرث الأرض بواسطة الثيران، حرثوا كلّ المنطقة المحيطة بالقبر، إلا أن الثيران حينما كانت تبلغ القبر تقف ولا تتقدم(إثبات الهداة 5: 183).