اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
الشعائر الحسينية
إن ثورة الحسين (عليه السلام) لم تكن ثورة وقتية لتموت بعد زمان، وإنما كانت ثورة الحق ضد الباطل، وثورة العدالة ضد الظلم، وثورة الإنسانية ضد الوحشية، وثورة الهداية ضد الضلال، ولذا كان من الضروري، امتداد هذه الثورة مادامت الدنيا باقية، ومادام يتقابل جيشا الحق والباطل والهداية والضلالة، وهذا هو سرّ تحريض الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الكرام المسلمين على الاحتفال بذكرى عاشوراء طول الدهر، ومنه اتخذ المسلمون مجالس العزاء والحفلات التأبينية بمختلف أشكالها، طول الزمان، وإلى هذا يشير ما ينقل من أنه : (كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء). أما ألوان العزاء وكيفيات الذكرى فليست شيئاً محدداً، فلمن شاء أن يتخذ الشكل المناسب على شريطة أن لا يكون هناك نص خاص من الشريعة الإسلامية على تحريمه فمثلاً لا يحق للإنسان أن يتخذ الانتحار سبيلاً لذكرى الثورة ـ كما يتخذه البوذيون أحياناً للوصول إلى أهداف دينية، أو وطنية ـ لأن الإسلام نهى عن قتل النفس، أما ما لم يكن فيه نص خاص على التحريم، فذلك جائز بل مستحب لأنه من مصاديق قوله سبحانه: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) أما استهزاء بعض الناس على بعض الشعائر، فغير ضار، فإن الناس استهزأوا بجميع الأنبياء كما في القرآن الحكيم : (يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون)