... أبو هريرة...
صحِبَ الرسولَ أقلَّ من عامينِ وهو المُبرِّزُ في الصحيحينِ !
عجَباً، فأين مِن الصحابةِ من قضى قربَ الرسولِ ملازماً عِقدينِ ؟!
أو من قضى كلَّ الطفولةِ والصِّبا وشبابَه بسماعِه والعين ِ ؟!
أو من تربّى في بيوتِ المصطفى وهو الوصيُّ ووالدُ الحَسنيْنِ ؟!
لسنا نرى لهمُ ألوفاً مثلما لأبي هريرةَ في الكتابينِ!
هل يروينَّ الدِينََ مَن لم يروِه إلا نميرُ تسوّل الزندين ِ؟!
تبعَ الرسولَ ليملأ البطنَ الذي ما كانَ يشبعُ منذُ حوْلينِ
وأرادَ سهماً في الغنيمةِ وهو لم يغزُ بمصطلقٍ ولا بحُنَين ِ !
وهو الذي رضيَ المذلةَ قابعاً مستجدياً من زينِهم والشيْن ِ!
أعطَوْهُ أو منعوه، وهو مرابطٌ لا في الوغى بل بين بابينِ
متظاهراً بوقوعه في غَشيةٍ لينالَ خُبزاً بعدُ أو خبزينِ
ولِمَ العَطالةُ أيّها الراوي وهل كانت لديك إعاقةُ القدمينِ؟!
أم كنتَ أعمى، أو مريضاً مزمناً أو كنتُ ذا نقصٍ بلا كفينِ؟!
ولقد ألحّ على الصِحابِ بسؤْلِه حتى تضجّرَ منه ذو الحِلمينِ
والمصطفى بدماثةٍ معروفةٍ أقصاهُ في سفرٍ إلى البحرينِ
ليخلّصَ الأصحابَ من إلحاحهٍ وشراهةٍ من صاحب البطنينِ
فمَن التسوّلُ همُّه أنّى له بألوفِه الألفاتِ في العامين ؟!
لكنّ من صحِبَ الرسولَ حياتَه لم يروِ من مئةٍ ولا مئتينِ !
لا تعجبوا، فأبو هريرةَ بطنُه قد قاده للمبغضِ الثقلين ِ!
لأولئك الطلقاءِ نسلِ أميةٍ فسماطُهم دسِمٌ على الجنبينِ
مع أنه مُنعَ الحديثَ بدرّةٍ من ثاني الخلفاء في العقدينِ
لكنّه صار المحدّثَ أوّلاً في عهدِ من يُدعى بذي النورين !
وبنو أميةَ أشبعوا أمعاءَه ليروّج التخديرَ في الأفقينِ
ليقولَ أنهمُ الولاةُ وليس من حقٍ ولايةُ والدِ السِبطينِ !!
لكنه يأتي يصلّي خلفَه ولدى ابنِ هندٍ يملأ البطنينِ!!
ياأيها الراوي، ولا يخلو فمٌ ممّا رويتَ بمُسندِ الشيخين ِ
قد خفتَ يوما لو بثثت حصيلةً قطْعاً لبلعومٍ من الوَدَجينِ
سترومُ أنك ما بثثتَ روايةً وبها افتريت على ضحى الثقلينِ
في يوم حشرِك سوف يُقطع آثماً لا فردُ بلعومٍ بل الاثنينِ
ستودّ أنْ لو كنتَ أنتَ هريرةً لا صاحباً لهريرةِ العصرينِ