[جند النور]

أنا العراق .. لا زال .. دمي يراق

أنا العراق يا شعب العراق .. أنا بلد البلدان .. وفخر الحضارات والزمان .. أنا دولة الدول .. وجامع الأديان والملل .. أنا العراق .. أنا راية التوحيد .. وشعار الحق والتمهيد .. أنا العراق .. أنا جنة الموعود .. وصراط الله للخلود .. أنا أرض الوعد والميعاد .. أنا بلد الأشهاد .. أنا صومعة الأمجاد .. أنا منبر الأحرار .. أنا ميدان الثوار .. أنا دوحة الأطهار .. أنا البقعة المباركة .. أنا الربوع الزاهرة.. أنا عراق اللآليء الفاخرة .. أنا العراق يا شعب العراق .. أنا المهد للرسالة .. أنا المحراب للإمامة .. أنا رمح الله في أرضه .. ومنطلق سلطانه وعدله .. أنا الذي امتزجت دماء طهره بفراته .. أنا الذي ابتلاني الله بغياب شمسه .. أنا الذي طعن بخناجر أخوته .. ونحر بسيف أمته .. أنا العراق .. أنا لا زلت أعاني أئمة النفاق.. وعناد أهل الكفر والشقاق.. أنا العراق لا وطن للأوطان غيري.. ولا شعب ينتخب خيرٌ من شعبي .. لمملكة الرحمن.. وسلطة الإيمان.. في مستقبل الزمان .. أنا أرضي أرض النجباء .. وموطني موطن الأتقياء .. وشعبي شعب الولاء .. لأطروحة الأنبياء والأوصياء.. أنا عراق صاحب الأمر .. أنا هوية القائم المنتظر .. أنا عراق المغدور بسيف الحقد والعمى .. أنا عراق المنحور من القفا .. أنا عراق المغيب عن الورى .. أنا وادي طوى والمقدسات.. أنا مهبط آدم والرسالات .. أنا منتدى الكتب النازلات .. أنا العراق يا أبناء العراق .. أهكذا أكون محكوما بالمجون والقيان .. أهكذا أصبح ميدانا لأهل الآثام والعصيان .. أهكذا أصبح أوكار الطغاة والطغيان.. فأين أنتم يا أبناء الرافدين.. ويا ليوث الفرقدين .. أين أنتم يا حماة الدين .. وحصون الثقلين.. أين حق الرجال على الرجال .. يا فخر الزمان والأجيال.. وأنا لا زلت وحيدا في ميادين القتال .. ها أنا اليوم مثخن بالجراح .. ها أنا اليوم كسير الجناح.. ها أنا اليوم ضحية السياف والذباح .. بعد أن كنت سورا للبطاح .. ها أنا اليوم لا فجر ولا صباح .. فمتى الفلاح .. متى الفلاح .. ها أنا اليوم أراكم شيعا وأحزابا.. تحصدكم مناجل الشرق والأغراب .. تنعقون وراء كل رويبضة وغراب .. ما هكذا الظن بكم .. ولا أخبرت بذلك عنكم .. وهذا مهديكم ينادي الله .. الله يا أبناء بلاد الله .. هذا عراقكم فلا تضيعوه .. الله .. الله .. بحقكم لا تهدروه.. الله .. الله .. بإسلامكم لا تدرسوه .. الله .. الله .. بقرآنكم لا تهجروه .. أنتم طلائع الدين والمذهب .. وجهابذة العلم والأدب .. إياكم ومن خادعوكم ومكروا بكم .. بعد أن تاجروكم بشعارات رقيعة .. واستعطفوكم بادعاءات وضيعة .. إنهم والله صعاليك الغرب وقراصنة الشرق .. فلا تمدوا لهم يدا.. ولا تعطوهم صوتا أبدا .. يا ويلي يا ويلي أن بايعتم الدجال من جديد.. أو ناصرتم السفياني العنيد .. إنهم والله أذلاء وعبيد .. لكل شيطان مريد .. إن الأمر يا شعبي خطير خطير .. فأعلنوا من أجل إنقاذي النفير .. ولا تتهاونوا مع كل وضيع حقير .. لا رأي له سوى التطبيل والتزمير.. أنظروا أرضي صيروها خراب في خراب.. أنظروي مياهي جعلوها سراب في سراب .. إن هؤلاء لا يؤمنون بعراقكم .. ولا صلة لهم بعقيدتكم .. إياكم .. إياكم أن تيأسوا من أمل الله ورحمته .. لتكونوا عقبة في طريق التمهيد لفرجه .. وقد هيأ الله لكم من يجمع شملكم ... وملتقى هممكم ونزاهة وطنيتكم .. تقودها ثلة من الأخيار الأنصار .. للتمهيد لعدل خاتم الأطهار .. مهدي الزمان وبقية الأنوار .. أولئك هم حقا طليعة العراقيين.. وقامعي كيد الفجار المارقين .. فبهم وعلى أيديهم .. تشفى جراحاتي .. وتسكن عبراتي ... وتهدأ أحزاني وآلامي .. فأنا العراق يا أهل العراق .. أخاطبكم وأطلب العون منكم .. في سبيل وحدتكم ومواجهة عدوكم والطامعين بأرضكم .. فلا تخذلوني وأنا لا زلت مقيدا ًبأغلال الحقد اللئيم .. والثأر القديم .. ولا تتركونني أستنزف الدماء .. بمفخخات جند الطلقاء .. بين تنافس الأشقياء .. وظلام رايات الأدعياء .. فأنا العراق .. أمانة الله في أعناق الوطنيين الأمناء ..