كالعادة مقال رائع تفجره الكاتبة ناهدة التميمي مدعم بتحليلات منطقية رصينة تعبر عن خبرة الكاتبة ورؤيتها الدقيقة للاحداث وكأنها تنطق عن مابداخلنا فتراها تبدي رأيها وتحلل وتطرح الحلول ... رغم ان انتخابات المهجر حق دستوري ولكن يجب الحذر منها والتخوفات التي طرحتها التميمي واقعية ولها وجود على ارض الواقع... اترككم مع المقال الرائع الذي جاء بعنوان ( حذار من انتخابات المهجر ...!!! ) لناهدة التميمي :
تتعالى هذه الايام الاصوات المطالبة باشراك عراقيي المهجر في الانتخابات المقبلة وكان اخرها اليوم في برنامج الحصاد على الشرقية حيث تباكت على حرمانهم من حق التصويت .. والحقيقة هذا الامر ماكان ليهم الشرقية من قريب ولابعيد لولا ان الامر محسوب ومحسوم سلفا لصالح البعثيين .. فمثلا هم يعولون كثيرا على من يقطنون سوريا من العراقيين فجلهم من البعثيين والتصويت سيكون محسوم لهم, وذات الامر سيكون بالنسبة للاردن فهي مضمونة لهم .. ومصر هي مضمونة لهم ايضا وكذلك الحال بالنسبة للعراقيين الذين يعيشون في بعض المدن الامريكية فهي مجهزة لهم وان كان غالبية من يعيش فيها من الشيعة الا انهم استقطبوهم عن طريق ائتلافات بعثية علمانية خصوصا بالنسبة للباحثين عن التغيير والذين استهوتهم فكرة عودة الدولة المركزية القوية والخدمات والامن وما الى ذلك والذين يؤمنون بان حكم الدولة ليس كحكم الشرع .. ولذلك لابد من تطعيم اعلى مؤسسات الدولة والبرلمان بعناصر علمانية مثقفة تعرف العالم ومطلعة لكي تاخذ دوورها وتضع الامور بمسارها الصحيح .
.
وهناك من يرى ان الاكراد اكثر من استفاد من التصويت في الخارج فيذهبون الى ان الاكراد اتاحوا لاكراد سوريا وتركيا بالانتخاب حتى ولو دون جواز عراقي او جنسية عراقية باعتبار ان الاكراد هم اكراد في اي بلد كانوا وهذا مما زاد وضاعف في اعدادهم وحصتهم و اربك الكثير من الامور وضببها . ويرى اخرون ان التصويت لعراقيي المهجر ليس فعالا لانهم اصبحوا مواطني دول اخرى وهم لايعيشون نفس معاناة الموطن العراقي الذي يعيش في اتون الاحداث وازماتها ..
وهذه ليست المشكلة الوحيدة , فالمشكلة الحقيقة تكمن في اعلان نتائج الانتخابات والتي اتحداهم ان تظهر بعد يوم او يومين من اجراء الانتخابات كما هو حاصل في كل دول العالم , فحتى الافريقية منها والمعدمة التصاريف والتكاليف تعلن النتائج فيها بعد يوم او يومين , اما في هولندا فتعلن النتائج بعد اغلاق صناديق الاقتراع بنصف ساعة في الجريدة التلفزيونية لان التصويت الكتروني ويحسب الكتروني وتكون النتائج جاهزة قبل اانتهاء التصويت .. الا في العراق فلا يتم اعلان النتائج الا بعد شهرين او ثلاثة او حتى اربعة مما يشير وبوضوح الى عمليات تلاعب ومحاصصة وموزانة .. وهذا مايعد خيانة لصوت الناخب المسكين الذي ادلى بصوته مطمئنا ولايعرف ان كل شيء خاضع للمساومة والمحاصصة .
ويشاع ايضا من ان هنالك مخطط بين تركيا ودول الخليج لتغيير الخارطة السياسية المقبلة فلن يحصل المالكي وحزبه حسب المخطط الا على 20% والائتلاف الوطني من 10 الى 15% وهذا يعني في احسن الاحوال ان الشيعة سيحصلون على 35% وسيمنح الاكراد بعد النفخ بنسبتهم حوالي 20% وسيحصل السنة بين 20% الى 25% وستتشتت الاصوات الباقية في ائتلافات ثانوية
والنتيجة ستكون تحالف سني كردي وستكون الوزارات الممنوحة للشيعة اضعف واقل بكثير من الواقع الحالي ومن المتوقع ان لايكون رئيس الجمهورية ولارئيس الوزراء من الشيعة وربما يحصلون على رئاسة مجلس النواب بعد تقليص صلاحياته حتى لايستطيع المناورة مع رئيس الوزراء المقبل.
ومن المحتمل ان تتعرض بغداد الى عمليات ارهابية كبرى لاسقاط ورقة الامن من يد السيد المالكي او حتى محاولة اغتياله شخصيا او رموز سياسية اخرى لعرقلة الانتخابات والتلاعب بنتائجها وقلب موازينها
فالارهاب تقف وراءه القوى المجرمة داخل العراق والقوى الاقليمية المعروفة ومليارات الخليج ورغبة امريكية. لذا على الجميع الانتباه من الالتفاف حول نتائج الانتخابات والتلاعب بها وتغيير مسارها.