لقد حثت الروايات الواردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) وعن الأئمة الأطهار عليهم السلام على ذكر الموت والتفكير فيه في كل الأوقات وخصوصاً عند الأقدام على المعاصي وترك الطاعات فقد روي أن النبي (صلى الله عليه واله) سُئِلَ ، أي المؤمنين أكيس؟ فقال (صلى الله عليه واله) (أكثرهم ذكراً للموت وأشدهم إستعداداً له)
وخرج (صلى الله عليه واله) يوماً إلى المسجد فإذا بقوم يتحدثون ويضحكون فقال لهم (أذكروا الموت اما والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)(ولذكر الموت والتفكير في أحوال الموتى من الأقارب والأباعد فوائد كثيرة حيث إنه يميت الشهوات في النفس ويعتبر علاج لقسوة القلب وقطع الأمل في الدنيا ولأستعداد للموت بالعمل الصالح. وينبغي أخذ الموعظة من الموتى الذين سبقونا حيث أصبحت اصواتهم هامدة ورياحهم راكدة وأجسامهم باليه وديارهم خاليه فاستبدلوا بالقصور المشيدة بالقبور اللاطئة الملّحدة ومن أراد أن يتعض فليذهب إلى القبور ويتفكر في أحوال الموتى. ومن أعظم الكلمات الدالة على أخذ العظة من الموتى ما قاله الأمام علي (عليه السلام) قبل ساعة بموته (أنا بالأمس صاحبكم وأنا اليوم عبرة لكم وغداً مفارقكم ليعضكم هدوئي وخفوت أطراقي وسكون اطرافي).