العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.19 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي (( جنون العاشقين)) قصة فكاهية هادفة.
قديم بتاريخ : 26-10-2009 الساعة : 10:40 AM




((جنون العاشقين))



كان شاباً في غاية الوسامة والجمال ، فقد ألقى الله عليه مسحة من جمال نبيه يوسف الصدّيق (ع) فأصبح فتنة للناظرين ، وأصبحت تتغنى بحسنه وجماله ، وتتمنى قربه وصاله، كل العذارى من فتيات قريته الصغيرة الهادئة، القابعة بالقرب من أحد الشواطئ البحرية الجميلة حيث يغازلها البحر بموجات مياهه الزرقاء ،والمزدانة بالبساتين والمزارع، المكتظة بالنخيل الباسقة والأشجار الخضراء والورود ذات الرائحة الزكية النفاثة... لتجتمع في تلك القرية الصغيرة كل مظاهر الجمال المتمثلة في : الخضرة والماء والوجه الحسن.
**********************
ولكنهم فجأة افتقدوه !!!، فله بضعة أيام لم يحضر جلسات المسامرة الليلية التي يعقدونها في بعض المزارع الجميلة الواقعة بطرف القرية فيتعشون بشيء من المشويات، ويأكلون شيئاً من الفاكهة التي يقطفونها من الثمار المتدلية من أشجار تلك المزرعة الجميلة، ثم يشربون الشاي أو العصير وهم يخوضون في شتى الأحاديث، فمرة عن :القضايا الاجتماعية ، وأخرى عن المشاكل الأخلاقية ، وتارة عن الهموم الدراسية .....
كما أن (باسم) لم يعد يحضر إلى الجامعة التي كان متفوقاً فيها ، وهو في سنته الأخيرة منها، ولم يبقَ شيء على تخرّجه وحصوله على" البكالوريوس" ليمارس مهنته في (الطب العام) إلى أن يُوفّق لنيل شهادة "الماجستير" ومن بعدها "الدكتوراه" في طب "العيون" كما كان يأمل أن يكون.
ونتيجة لما يتحلى به "باسم" من حلو السجايا ، وجميل الصفات، أسر قلوب أصدقائه وزملائه ونال إعجابهم ، وحظي بحبهم... فأصبحوا يأنسون بمجالسته ، ويرتاحون لمعاشرته ، ويطربون لسماع حديثه وعذوبة كلامه، الذي يجمع بين المتعة والفائدة مع الطرفة والفكاهة..
ومما يزيد قلق أصحابه عليه، وحيرتهم في أمره ،أنهم كلما ذهبوا إلى منزله وطلبوا مقابلته أجابهم( أبوه) :
أن باسم قد أغلق على نفسه باب غرفته ولا يريد مقابلة أحد من الناس البتة .
وكلما ها تفوه عن طريق هاتفه المحمول وجدوه مقفلاً ، وسمعوا النداء الآلي يخاطبهم: (إن الهاتف المطلوب لا يمكن الإتصال به الآن ،فضلاً أعد المكالمة فيما بعد وشكراً".
*********************
طالت غيبة "باسم" أياماً حتى كاد أن يتمّ فصله من الجامعة لولا حب الأساتذة – بما فيهم العميد- له ،وحرصهم على عدم ضياع مستقبله ، ولكنهم كانوا متحيرين في أمره ، لا يعرفون شيئاً عن أخباره ، ولا يعلمون ما هي مشكلته ،ولا يدرون ماذا يصنعون؟؟!!!.
وحينما امتدت الغيبة وطال الغياب، أصدر عميد الجامعة قراره بفصل " باسم"، فتأثر أصحابه حتى سالت دموعهم على خدودهم ، "كالنساء!!" حزناً على صديقهم وضياع مستقبله .... لكنهم لم ييأسوا، وأخذوا يفكرون بجدّية في طريقة تمكّنهم من الوصول إلى باسم ومحاولة التعرف على مشكلته علّهم يتمكنون من مساعدته وإعادته إلى سابق عهده.
طال تفكيرهم إلى أن برق جبين أحدهم فرحاً وهو" ثامر" فراح يقول:
لقد اهتديت إلى فكرة جميلة.
سألوه بلهفة:
ما هي؟
أجابهم وهو "يحك" شعر رأسه محاولاً تجميع أفكاره:
أرى أن نجتمع بمجموعة من الأساتذة المحبين لباسم ونطلب منهم أن يتوسطوا لدى العميد بتأخير قرار فصل باسم أياماً .
صمتوا قليلاً كالمتأملين في فكرته ومدى جدواها، إلى أن بدد "هشام" الصمت قائلاً:
الفكرة جميلة ،ولكن هب أن الأساتذة لم يقتنعوا بها ، أو أن العميد نفسه لم يقبل وساطتهم فماذا نفعل؟؟؟.
وقبل أن يجيب"ثامر" سبقه "جمال" إلى الكلام فقال:
بل سيستجيب الأساتذة لطلبنا ،وسيقبل العميد بوساطتهم أيضاً ،أنا واثق من ذلك لمعرفتي بمدى حب الجميع بما فيهم الأساتذة والعميد لباسم.
وأتم ثامر كلام جمال بقوله:
ومع ذلك فهي محاولة إن لم تنفعنا شيئاً ،فلن تضرنا بشيء.
*******************
اجتمعوا بخمسة من الأساتذة المحبين لباسم والمقربين من العميد أيضاً وطرحوا عليهم فكرتهم، فأيدوها بقوة وتحمّسوا لها بشدة ، ولكنهم صدموهم بسؤال قالوا فيه:
نحن قد نؤثر على العميد، ونقنعه بتأخير قرار فصل باسم،ولكن ما هي الخطوة القادمة؟؟!!، وما الذي يمكنكم القيام به من أجل إقناع باسم بالرجوع إلى الجامعة؟؟!!،وأنتم إلى الآن لم تتمكنوا حتى من رؤيته ،أو معرفة مشكلته؟؟!!.
أدهشهم السؤال ،فطأطأوا رؤوسهم متحيرين ، وبان أثر الخيبة والحزن في وجوههم... مرّت عليهم دقائق ودقائق وهم سكارى من الحيرة والدهشة، إلى أن عاد إلى "هشام" شيء من وعيه ورشده، فقال وهو يحاول أن يخفي اضطرابه ويتمالك أعصابه:
فعلاًهذه مشكلة كبيرة ، فطيلت الأيام الماضية لم نتمكن من الالتقاء بباسم رغم محاولاتنا المتكررة، ولكن لديّ فكرة إن وافقتموني عليها ربما نصل من خلالها إلى نتيجة.
سألوه عن فكرته فأجابهم:
كلكم تعلمون مدى حب العميد لباسم، فلماذا لا نستغل هذا الحب؟؟!!.
سأله أحد الأساتذة وهو الأستاذ "هاني" وعلامات التعجب بادية على محياه:
نستغل هذا الحب؟! كيف؟!!.
ــ اسمحوا لي أن أوضح لكم قصدي ،وما أرمي إليه.
ــ تفضل.
هكذا أجابه " ثامر" فقال "هشام" :
نستغل هذا الحب بأن لا يكتفي الأساتذة بمحاولة إيقاف قرار الفصل فقط.
سأله الدكتور "هاني" بدهشة:
وماذا بوسعنا أن نفعل أكثر من ذلك؟؟!!!.
تبسم وأجاب:
مع محاولة إيقاف قرار الفصل ، تحاولون أن تقنعوا العميد بأن يتدخل بنفسه لحل مشكلة باسم،وذلك بأن يذهب إلى بيته ويحاول أن يلتقي به.
ضج الدكاترة الجامعيون في وجهه:
ما هذا الهراء يا هشام؟؟!!، أتظن أن لنا كل هذه السلطة على العميد حتى نطلب منه هذا الطلب؟؟!!، نحن غير واثقين من تأثيرنا عليه وثنيه عن قرار الفصل،فكيف نقنعه ـ وهو العميد ـ بالذهاب إلى باسم وما هو إلاّ طالب من الطلبة،وإن امتاز عليهم بالجد والإجتهاد؟؟!!.
رد هشام:
أعلم أن الأمر ليس سهلاً عليكم ، ولكن حبنا لباسم وخوفنا عليه يدفعنا إلى المحاولة والتشبث بكل سبيل من أجل حلّ مشكلته:
وتدخل جمال في الحديث فقال:
كلامك صحيح يا هشام، فعلينا أن نسلك كل الطرق من أجل حلّ هذه المشكلة ، ولكني لا أوافقك الرأي في أن يطلب الدكاترة من العميد الذهاب إلى باسم في بيته ،فأنت بهذا تضعهم في مأزق كبير،وموقف محرج جداً.
صاح ثامر:
لكن ليس لدينا أي حلّ آخر
أجابه جمال بثقة:
بل أمامنا حلول كثيرة.
ــ مثل ماذا؟!
هكذا أبدى هشام سؤاله التعجبي ،فأجابه جمال:
إذا تمكن الدكاترة من إقناع العميد بإلغاء قرار الفصل أو تأجيله على أقل تقدير فهذا يكفينا، أما الخطوة الثانية فأرى أن نذهب أنا والدكتور هاني للقاء باسم، فأنتم تعلمون أن باسم يحب الدكتور هاني ويحترمه كثيراً، ولا أظنه سيمتنع عن لقائه.
استصوب الجميع هذه الفكرة وأيدوها،واستقر رأيهم عليها.
***********************
في صبيحة اليوم التالي ذهب الدكاترة الخمسة إلى العميد،وبعد أن أخذ الإذن لهم (سكرتيره ومدير مكتبه) دخلوا عليه فتلقاهم بالتحية والترحاب ثم سألهم عن سبب زيارتهم ،عندها شرع الدكتور هاني في الكلام فقال:
إننا يا سيادة العميد جئناك برجاء ، وأملنا أنك لن تردنا فيه.
تبسم وسأل:
وما هذا الرجاء؟.
ــ لقد أصدرتم قبل أيام قراراً بفصل باسم من الجامعة،وأملنا فيكم أن تعيدوا النظر في هذا القرار، فكما تعلمون سيادتكم أن باسم طالب خلوق ومجد ، وجدير بكم أن تقوموا بمساعدته.
ــ صدقني يا دكتور هاني أنه يؤسفني جداً أن أصدر مثل هذا القرار في طالب نجيب كباسم ، ولكن ماذا أفعل فأنا مقيّد بالقانون والنظام ، وباسم قد تجاوز المدة القانونية للغياب بأيام كثيرة، ومع ذلك فهو لم يقدّم أي عذر ولا نعرف عنه أي شيء.
ــ ولأننا لا نعرف عن أمره أي شيء ولا ندري ما هي مشكلته جئنا لسيادتكم أنا وسائر زملائي الأساتذة والدكاترة نلتمس منكم تأجيل هذا القرار وإعطاءنا فرصة لمعالجة هذا الموضوع.
- وكيف ستعالجونه؟.
- لقد ارتأينا أنا وسائر الزملاء ـ بعد إذن سيادتكم طبعاًـ أن أقوم أنا بزيارة باسم في بيته محاولاً التعرف على مشكلته ومساعدته على حلها، لعلّ وعسى أن يعود باسم إلى ما كان عليه من قبل.
قام العميد عن مكتبه وجلس مقابلهم على أريكة أخرى وراح يقول:
إنني أقدّر فيك يا دكتور هاني أنت وأخوتك الأساتذة هذا الاهتمام بالطلبة المجتهدين وحرصكم على مستقبلهم، ولكن المشكلة أن الموضوع قد خرج من يدي تماماً.
سأله مدهوشاً:
كيف؟!!
فأجاب:
لقد رفعت قرار فصل باسم إلى الوزارة ،ولم يعد بإمكاني فعل أي شيء.
هزهم النبأ من الأعماق وراحوا يسألون بذهول:
ماذا تعني يا سيادة العميد؟! أتعني أنه لم يعد بالإمكان إرجاع باسم إلى الجامعة؟؟؟!!.
- لا،لا،لا أعني ذلك ، ولكن لا يمكن أن يرجع إلاّ بتقديم مبرر مقبول لغيابه.
- وما الذي يمكننا فعله لمعالجة هذا الأمر؟!!.
صمت العميد مفكراً وهم يرقبونه على أحرّ من الجمر إلى أن قام من أمامهم وعاد إلى الجلوس على مكتبه وهو يقول:
أنا تقديراً لكم وحباً لباسم سوف أعالج هذا الموضوع ، وسأقوم بالتنسيقمع بعض المستشفيات، من أجل إصدار تقرير طبي يثبت أن باسم كان مريضاً وبحاجة إلى إجازة مرضية ،فقط أنتم تكفّلوا بإقناع باسم بالرجوع إلى الجامعة ثم دعوا الأمر لي.
تهلّلت وجوههم فرحاً وشكروا العميد شكراً بالغاً وخرجوا من مكتبه والأمل يحدوهم بحلّ هذه المشكلة وإنهائها



توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:40 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية