(..روى مسلم في صحيحه عن نافع قال : جاء عبد الله ابن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد ابن معاوية ، فقال : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة .
فقال : إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ، سمعته يقول : من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية .
وهذا حدَّثَ به عبد الله بن عمر لعبد الله بن مطيع بن الأسود لمّا خلعوا طاعة أمير وقتهم يزيد ، مع أنه كان فيه من الظلم ما كان ، ثم إنه اقتتل هو وهم ، وفعل بأهل الحرة أموراً منكرة !!
فعـُلِمَ أن هذا الحديث دلَّ على ما دلَّ عليه سائر الأحاديث الآتية من أنه لا يخرج على ولاة أمور المسلمين بالسيف !! وأن من لم يكن مطيعا لولاة الأمور مات ميتة جاهلية !!.) انتهى المراد .
يقول مرآة التواريخ :
نأخذ من هذا النقل عن ابن تيمية ما يلي :
1- تحذير ابن عمر لعبدالله بن مطيع من خلع بيعة يزيد ، وإلا فمصيره الموتة الجاهلية .!
2-الظلم الذي في يزيد - مع ما فعل بأهل الحرة من أمور منكرة - لا تسوّغ الخروج عليه بالسيف وخلع طاعته .
3- الحديث المذكور مع غيره من أحاديث يدل على تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين بالسيف .
4-من لم يطع ولي أمر المسلمين مات ميتة جاهلية .
أقول :
ولو سألنا ابن تيمية : من هذا ولي أمر المسلمين الذي لا يجوز الخروج عليه ، وأن من خرج عليه أو لم يطعه مات ميتة جاهلية ؟!
لأجابك بـ : هو يزيد بن معاوية . (الفاجر الخمير السكير اللعين)
فمن لم يكن مطيعاً - لولي أمر المسلمين - يزيد بن معاوية مات ميتة جاهلية .
يقول مرآة التواريخ : أمّا الخروج على أمير المؤمنين صلوات الله عليه - عند ابن تيمية - فاجتهاد يثاب فاعله ، وإن تسبب في مقتل ما يزيد على ( 16 ) ألف قتيل .
ليس هذا فحسب ، بل أمير المؤمنين مُتّهم من قبله - الذي لا أدري إن لم يكن ناصبياً فما هو النصب! - بقتل المسلمين !!
وأختم بـ : اعطف كلامه أعلاه بخروج الإمام الحسين على يزيد الفسق ، لتعرف ماذا يريد أن يصل إليه !