[أيمن آل زاهر]

لطالما عشقت الغيوم
عشقت لونها الأبيض تتخلله أشعة الشمس
فتزيده ألقا
تبين بهاء الشمس
وتظهر روعة القمر
أتأثر لبكائها في الشتاء
وأتعجب من بكائها في الصيف
بودي لو لم تبك أبدا
لكننا دون بكائها نموت
لطالما بخرت الشمس مائي
فحملته الغيوم في قلوبها
أراها تجيء وتروح
اعطيها البخار وتعطيني الماء
وفي أحد مواسم العطاء
جاءتني غيمتان نحيفتان
سوداوان
والسوداوات مصدر الخير
أعطيتهن
وانتظرت أن يذهبن
مدت إحداهن إلي يدها!
وسلمتني قطرة بكل هدوء
نظرت لتلك القطرة متعجبا
فلما رأيتها جميلة شكرت الغيمة
حثتها صاحبتها على المغادرة
فغادرت كلتاهما
لقد قبلت تلك القطرة لأنها من طبيعتي
احتضنتها في داخلي
ولم أكن أعلم ما سيجري
لقد أعادت ترتيب جزء كبير من جزيئاتي في نظام بلوري
كانت هي نواته
فأصبحت ملكة في ساحة جسمي
لها سلطانها وسطوتها
سهرت ليال على راحتها
وضحيت كثيرا لأجل راحتها
أهملت جزءا مني من أجلها
ونمى جزء مني بسببها
لقد كانت سطوتها عظيمة
فالتجأت إلى ربي ليبقي لي جمالها
ويقيني من جبروتها
وطال عملي ليحقق ربي لي أملي
فحقق لي ربي ما أريد