قدّم لنفسك ما استعطت من التّقى
إنّ المنية نازل بك يا فتى
أصبحت ذا فرح كأنك لاترى
أحباب قلبك في المقابر والبلى
* * *
حان الرحيل
قل للمقيم بغير دار إقامة
حان الرحيل فودّع الأحبابا
انّ الذين لقيتهم وصحبتهم
صاروا جميعاً في القبور ترابا
* * *
الدنيا
ذري كدر الدنيا فإنّ صفاءها
تولّى بأيام السرور الذّواهب
وكيف يعزّ الدهر من كان بينه
وبين الليالي محكمات التجارب
* * *
فيم الكلام
فيم الكلام؟ وقد سبقت مبرّزا
سبق الجواد من المدى المتنفس
والصلح تأخذ منه ما رضيت به
والحرب يكفيك من انفاسها جرع
* * *
عزمت تصبرا
لئن ساءني دهر عزمت تصبّراً
وكلّ بلاء لا يدوم يسير
وان سرّني لم أبتهج بسروره
وكل سرور لا يدوم حقير
* * *
عاجلتنا
عاجلتـنا فـاتاك وابل برّنا
طلاّ ولـوأمهلتنا لم نقصر
فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع
مـا صنته وكأنّنا لم نشتر
* * *
حين يسأل
إذا ما أتـاني سائل قلت مرحباً
بـمن فضله فرض عليّ معجل
ومن فضله فضل على كلّ فاضل
وأفضل أيـام الفتى حين يسأل
* * *
السخي والبخيل
خلقت الخلائق من قدرة
فمنهم سخيّ ومنهم بخيل
فأمّا السخيّ ففي راحة
وأما البخيل فحزن طويل
* * *
لوعلم البحر
نحن أناس نوالنا خضل
يرتع فيه الرجاء والأمل
تجود قبل السؤال أنفسنا
خوفاً على ماء وجه من يسل
لوعلم البحر فضل نائلنا
لغاض من بعد فيضه خجل
* * *
قال العيون
قال العيون وما أردن
من البكاء على عليّ
وتقبلنّ من الخليّ
فليس قلبك بالخليّ
* * *
كسرة وكفن
لكسرة من خسيس الخبز تشبعني
وشربة من قراح الماء تكفيني
وطمرة من دقيق الثوب تسترني
حياً وان متّ تكفيني لتكفيني
* * *
السخاء فريضة على العباد
ان السخاء على العباد فريضة
لله يقرأ في كتاب محكم
وعد العباد الاسخياء جنانه
وأعدّ للبخلاء نار جهنّم
من كان لا تندى يداه بنائل
للراغبين فليس ذاك بمسلم