هذا الرحيل عتي في مرارته
قصيدة رثاء ألى روح حكيم العراق سماحة حجة الأسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم قدس الله ثراه وأسكنه فسيح جناته
فقد الأكارم أضنى الروح والجسدا
وبث في خافقي الأحزان والكمدا
غاب الحكيم وفي أعماقه غصص
وبالرحيل عدو الله قد سعدا
الجرح ياسيدي مازال ملتهبا
وأنت للجرح كنت البرء والضمدا
عراقنا اليوم مفجوع ومكتئب
بحر من الحزن في أجوائه احتشدا
هذا العراق الذي قد قل ناصره
وعمق البغي في أوصاله النكدا
تترى عليه سهام دونما عدد
ويرقب الناصر الموعود والسندا
كأن آهاته الحرى تخاطبنا
أين الحكيم .. ؟ أحقا أنه فقدا؟
فكيف يرحل عني والشجا لهب؟
ياللفجيعة ليت النجم ما بعدا
كان الحكيم لنا ذخرا ودالية
وكان في دوحة الأيمان متحدا
وكان في ملكوت الله مبتهلا
يذوب وجدا يناجي الواحد الأحدا
وكان معتصما بالله محتسبا
لم يبغ من دونه عونا وملتحدا-1
هو التقي الذي لن ينحني أبدا
هو الحكيم لغير الله ماسجدا
ياسيدي ياحكيم الشعب ياعلما
رحيلك المر أبكى الشيخ والولدا
قارعت ظلم الليالي دونما جزع
بقيت رغم الضواري صابرا جلدا
أفنيت نفسك للأوطان تحرسها
والعزم فيك سما كالنور محتشدا
لوحدة الشعب من كرد ومن عرب
وتوئد الفتنة العمياء والزبدا
للطائفية سحقا قلتها علنا
لو أنكر الحاقد المهزوم أو جحدا
مواصل دمث الأخلاق مدكر -2
وتمقت العيش أذ تحياه منفردا
وظل صوتك في أعماقنا غدقا
يجلي الهموم وفي طياته الصعدا
تسع وخمسون عاما أنجبت قيما -3
منها انجلى عبق الأيثار وانفردا
هذا الرحيل عتي في مرارته
فكيف يخمد فينا جمرنا الحردا؟
ياعاشق الوحة الغراء في وله -4
نهلت من نبعها الأيمان والمددا
عهدت فيك نقاء قل حامله
وما سعيت لغير الحق معتقدا
وأن نبلك يبقى في ضمائرنا
وأن توقف ذاك النبض وابتردا
عبد العزيز أبا الأحرار ياشمما
يامن سكنت الحشا والقلب والكبدا
ياسيد الكبرياء المر ياجبلا
في أصغريك هدى الأسلام قد صمدا
نرثيك ياسيدي والدمع منهمل
والحزن قد جاوز الآفاق والبلدا
كل المحبين أضناهم وأوجعهم
رحيل من ظل في القرآن مجتهدا
ياسيدي أن في أحداقهم كدر
يغالبون الأسى والخطب والسهدا
يبغون طلعتك الغراء ياسندا
فكيف جسمك في الأتراب قد رقدا ؟
في مقعد الصدق أنت اليوم مغتبط -5
مع الموالين والأبرار والشهدا
آل الحكيم تقاة في مسيرتهم
هم غيثنا المرتجى لو ماؤنا ركدا
هم سادة من رسول الله لحمتهم
وبالشهادة ظلوا أسعد السعدا
هم الأباة الغيارى في استقامتهم
هم جذوة الحق تسمو رفعة وهدى
فكم شهيد قضى من بينهم ورع
ماأعظم الحق والأبرار والشهدا !
طوبى لمن عمر الأيمان خافقه
أمات فيه الهوى والغل والحسدا
أبا عمار أنت اليوم في دعة
في جنة الخلد حيا باقيا أبدا
وفي غراسك تفريج لوحشتنا-6
أنعم بها من غراس أينعت رشدا
للموت فينا سهام غير طائشة
من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
__________________________________________________ _____
أشارات :
1-ملتحدا : موئلا وملجأ ( ولن تجد من دونه ملتحدا )سورة الكهف –الآية 27.
2-مدكر :معتبر . متعظ ( ولقد يسرنا القرآن فهل من مدكر ؟) سورة القمر –الآية 22
3-تسع وخمسون : أشارة ألى عمر الفقيد الكبير قدس الله ثراه.
4-الدوحة الغراء : آل بيت رسول الله ص.
5-مقعد الصدق : المكان الرضي ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر )سورة القمر – الآية 55
6-غراس : جمع غرس وأقصد بهم أبنا الفقيد الكبير سماحة السيدين عمار ومحسن حفظهما الله تعالى .
جعفر المهاجر – السويد
28_8_2009