تعيش ريـم مع أُمِها وأخيها المريض والأصغر سناً منها في بيتٍ صغيرٍ متواضعٍ واقعٌ في مکانٍ بعيدٍ عن السعادةِ الدنيويه حياةً بسيطةً جدا فالأم تبذل أقصى جهدها من أجلِ طفليها اليتيمين و لإدخال الفرحة في قلبيهما لكنها تشعر دوما بإخفاق لانها لا تستطيع ان تحضر لهم الالعاب والمأكولات واللباس الجيد وكل ماتحصل عليه يذهب جُلّه الى علاج أبنها المريض ,اما الأب فقد توفي منذ صغر ريم ولا تذكر ريم شيئا عنه وهكذا جرى بهم الحال في الفقر والحسرة واليتم ,
منذ بضعة ايام اعتادت تلك الطفلة الصغيرة البريئة صاحبة الإبتسامة الجميلة ان تحاكي القمــرَ في كل ليلة عن كل مايجري لها في النهار والقمــر يتلألأُ في ليالي ريــم من أجلِهـا وكأنه يناغيها ويبسط قلبها ويذهب عنه حزن التيتم والوحدة , مرت الأيام و على هذا المنوال الجميل وريم تحكي وتقص للقمــر حياتها بقلب يملؤه البراءة, لم تعرف ريم معنى الألم لوجود القمــر معها تحب ان تحكي معه فقط وأحياناً تقول له كم احب ان أكون معك في السماء مع صغيراتك النجمات لألعب معهن و اتخلص من هذه الوحدة ياحبيبي ياقمر ألا تستطيع ان تأخذني إليك ؟!! ...
في إحدى الليالي المظلمة والباردة خرجت ريم الى الحديقة منتظرة القمر حتى تريه لعبتها وهي في أوج فرحها وسعادتها لإمتلاكها هذه اللعبة الجديدة ولأول مرة في حياة ريم الفقيرة ,انتظرت ريم القمر والنجمات الصغيرات طويلا لكنهم لم يأتوا بقيت وحيدة جدا منتظرة لهم رغم برودة الطقس حتى غرقت في نوم عميق وعندما صار الصباح خرجت الام تبحث عن صغيرتها في كل مكان فلم تجدها في سريرها فإذا بريم نائمة على الارض الباردة
حاولت الام بهستيريا شديدة أن توقظ ريم من النوم لكن بلا فائدة اصبحت ريم قطعة ثلج و ماتت عندما لازمها البرد حين ارادت النوم في ليلة ظلماء من دون رؤية القمر وأخيرا تحقق حلم ريم وعرجت روحها الى السماء مسافرة الى صديقها القمر ولتلعب مع تلك النجمات الصغيراات .