1) قد يعتمد البعض على رواية وردت بهذا المعنى [ صحيح مسلم 4/1492 , فضائل الصحابة ] توهم بأنّ أهل البيت هم هؤلاء كلهم , ولكن يلاحظ في المقام ـ مع غضّ النظر عن البحث السندي ـ أن تطبيق مصداق أهل البيت (ع) في هذا الحديث لم يرد من النبي (ص) حتى يكون حجة , بل هذا الكلام والقول جاء توضيحاً على لسان زيد بن أرقم , وكما هو معلوم فإن اجتهاد زيد لا يكون حجة علينا .
هذا وقد تضافرت الأحاديث على مصداقية أهل الكساء في معنى (( أهل البيت (ع) )) عند الفريقين مما لا يبقى أيّ شك وريب في المقام بأنّ المراد من أهل البيت (ع) هم الانوار الخمسة الطيبة ( عليهم السلام ) الذين نزلت فيهم آية التطهير .
(2) الآية التطهير ولو أنها نزلت في أصحاب الكساء بصراحة الروايات المتواترة , ولكن في نفس الوقت تشمل بقية الائمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) , ويدلّ على ذلك :
أولاً : إن الآية الشريفة تدل بصراحة على عصمة أهل البيت (ع) ـ كما قرر في محله ـ , فمدار الحكم في الآية هو العصمة , وهذا الحكم يكون جارياً في من كان معصوماً من ذريتهم (ع) , وبعبارة واضحة : أن باقي الأئمة (ع) بما أنهم معصومون , سوف يكونون من مصاديق أهل البيت (ع) في الآية .
ثانياً : إن ذيل حديث الثقلين (( ... انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )) يدل بوضوح على استمرارية تواجد أهل البيت (ع) الى يوم القيامة , وأيضاً حديث (( إثني عشر خليفة أو امير أو قيم أو رجل )) يشير الى نفس المعنى بتعبير آخر , وعليه فان حصرنا مفهوم (( أهل البيت )) في أصحاب الكساء , لم يبق لهذين الحديثين معنى واضح في تطبيق مصداق (( أهل البيت )) في كل زمان , فحذراً من هذا الاشكال نلتزم بشمول العنوان المذكور في مورد باقي الأئمة (ع) , إذ هم القدر المتيقن من مصداقية (( أهل البيت )) عند الجميع .
العرض الشجري