|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.73 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
الافراط بالمحبة.............
بتاريخ : 08-02-2007 الساعة : 09:47 PM
الإفراط في محبة الأولاد
قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) آل عمران/ 188.
من عوام نشوء عقدة الحقارة، الإفراط في إبداء مظاهر الحب والحنان بالنسبة إلى الطفل. إن الأطفال الذين يبذل لهم من العناية والحب أكثر مما ينبغي ينشأون في النتيجة معجبين بأنفسهم، فيلاقون طيلة أيام حياتهم، وخاصة عند مواجهة مشاكل الحياة، والشعور بالحقارة والضعة بشدة، فيقدمون على أعمال غير مرضية... وقد يؤدي بهم الشقاء والضغط الروحي إلى الجنون والانتحار.
أن المحبة ضرورية لنمو روح الطفل كالغذاء الضروري لنمو جسمه. وإن أهمية التوازن الصحيح في كم المحبة وكيفها وأسلوب إظهارها لا تقل عن أهمية المحبة ذاتها. وكما أن لكل من التقليل من الغذاء، والإكثار منه، وتسممه، أثراً في بدن الطفل، كذلك لكل من التقليل من المحبة، والإكثار منها، والمحبة غير موضعها والتي ينحرف بها الطفل آثاراً مشومة في رح الطفل وتسبب له مشاكل كثيرة.
الاعتدال في المحبة:
الهدف من التربية الصحيحة هو أن تقرن حياة الطفل بالسعادة، وتكلل جهوده بالنجاح. إذ الحياة على طولها تتضمن صراعاً مع المشاكل وهكذا يواجه الفرد كثيراً من المنخفضات والمرتفعات والمنغصات والمصائب في مختلف أدوار حياته. والمربي القدير هو الذي يعمل على تنشئة جسم الطفل وروحه على أحسن الأساليب بحيث يعده للمقاومة والثبات أمام صعوبات الحياة.
وكما أن جسم الطفل يقوى نتيجة للمراقبة الصحية، والتوازن في أكله ونومه وحركته ورياضته، ويستطيع من مقاومة البرد والحر، والجوع والعطش، والمرض على أحسن وجه، فكذلك روحه فإنها تنمو قوية في ظل الصحة الروحية والتعاليم الخلقية، والتوازن بين أساليب العطف والحنان والشدة والخشونة... وبذلك يتمكن من الصمود أمام المصائب والمشاكل والإندحارات الروحية.
وبالعكس فإن الأطفال الذين يواجهون المحبة والرأفة الزائدتين، ويستسلم لهم آباؤهم وأمهاتهم بدون أي قيد أو شرط، ويستجيبون لجميع مطاليبهم من صالح أو طالح، وبالتالي ينشأون على الاستبداد والإعجاب بالنفس... فإنهم يحملون أرواحاً ضعيفة ونفوساً سريعة الانهزام من ساحة المعركة، ويتأثرون من دور الطفولة حتى آخر لحظة من العمر من مواجهة أبسط الأشياء، وأخف المصائب، وينكسرون أمام مشاكل الحياة بسرعة.
إن الأفراد الذين نشأوا في ظل الحنان المفرط، هم أتعس الأفراد، لأنهم يعجزون عن حل مشاكل الحياة الاعتيادية، فيلجأون في الشدائد إلى الانتحار متصورين أن النهاية الحتمية لفشلهم يجب أن تبرر بالانهزام من معركة الحياة.
خطأة تربوية:
بالرغم من أن كل أسلوب أهوج يتبعه الوالدان في تربية الأولاد يكون له الأثر السيئ، ويولد نوعاً من الانحراف، فإن الإكثار الضار من المحبة للأطفال يعد من أعظم الأخطاء التربوية. إن العواقب السيئة التي يلاقيها الأطفال بهذه المناسبة مهمة وخطرة. ولقد اهتم جميع علماء النفس بهذا الموضوع في بحوثهم التربوية، ولكل منهم حوله كلام مفصل.
ولأنقل لكم ـ على سبيل الشاهد ـ بعض النصوص لعدد من علماء الغرب:
1 ـ يقول (جلبرت روبين): ((إن تعويد الطفل على الإعجاب بنفسه يورث الغضب الشديد فيه لأبسط الأشياء، والاستبداد في الراي. وفي الغالب يدفعه إلى الرغبة في طلب الجاه، وفي النتيجة يحصل الطفل على القدرة التي تساعده على التقدم، ومع كونه ذا أعصاب هزيلة فإنه ينجح بواسطة الحيلة والشدة. إن جعل الأطفال معجبين بأنفسهم يكون منهم أفراداً تعساء، ضعفاء، عديمي الإرادة)).
|
التعديل الأخير تم بواسطة melika ; 08-02-2007 الساعة 09:50 PM.
|
|
|
|
|