إذا كنا لا ننتفع من القرآن فالسبب هو ضعف يقيننا، ولذا فإن أحوالنا لن تتغيّر حتى إذا رأينا الإمام عليه السلام، ويكون حالنا كحال البعض ممن كانوا في زمان حضور الأئمة عليهم السلام، كمثل ذلك الشخص الذي قال للإمام الجواد عليه السلام: أظنّك سكران.
فقال له الإمام عليه السلام: (اللهمّ إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائماً فأذقه طعم الحديد، وذلّ الأسر) فما أسرع أن هلك ذلك الشخص.
إن الإمام عليه السلام والقرآن يختلفان عن كتاب رستم وأسفنديار! فهل نحن من أهل القرآن أم لا؟ نقضي العمر ونحن ندعو بتعجيل فرج الإمام عليه السلام فحذار أن لا نكون منهم.
ماذا تقول آية: ((وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)) [الرعد:31]؟ هل الأمور التي تذكرها الآية هي من باب فرض المحال وخلاف الواقع؟ أم هي تريد أن تقول: إن أهل القرآن يستطيعون أن يأتوا بكل هذه الأعمال بواسطة القرآن؟
نقل عن الجاحظ وهو أحد علماء العامة قوله: إني قرأت الخطبة الفلانية لأمير المؤمنين عليه السلام أربعين مرّة، وكنت أستفيد منها في كل مرة شيئاً جديداً. والقرآن أيضاً كذلك، فإنّ الإنسان يستطيع من خلال مطالعة القرآن، والتأمل والتدبّر في آياته، أن يستفيد أشياء جديدة لم يكن قد توصل إليها قبل ذلك.
من كلمات الشيخ العرف بهجت رحمه الله.