العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الأخ الراجي
عضو جديد
رقم العضوية : 30997
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 64
بمعدل : 0.01 يوميا

الأخ الراجي غير متصل

 عرض البوم صور الأخ الراجي

  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : الأخ الراجي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قديم بتاريخ : 28-04-2009 الساعة : 09:40 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين00

(لبيك يا رسول الله) التَّلْبِيَةُ هي الإجَابَة و الاسْتِجَابَة والطاعَة وهي هنا بِمَعْنَى:إجابَةً بعْد إجابةٍ لَك يا رسول الله،فهذا قِمَّةُ الطاعة للنبي صلى الله عليه وآله،والآن أسأل صاحبَ اللَّقَب: أَتَرَى نَفْسَك مُسْتَجِيبًا و مُطِيعًا للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله فيما تصنع؟!

كلا،لَسْتَ كذلك0

نعود إلى موضوعنا:

واقعة الغدير مِن كتـاب(الغدير)لِلشيخ الأميني(ج 1) - رواها عن أكثر مِن مَصْدَرٍ مِن مصادر العامَّة - :

واقعة الغدير

أَجْمَـــــــعَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله الخروجَ إلى الحَــــــجِّ في سنة عشرٍ مِن مُهَاجرِه ، وأَذَّنَ في الناس بذلك ، فقَدِمَ المدينةَ خَلْقٌ كثيرٌ يَأْتَمُـون بهِ في حجَّتهِ تلك التي يُقـــــال عليها حجَّـة الوداع،وحجة الإسلام،وحجة البلاغ،وحجة الكمال،وحجة التمام،ولم يَحجَّ غيرَها مُنذ هَاجَرَ إلى أن توَفّاه اللهُ ، فخَرَج صلى الله عليه وآله مِن المدينةِ مُغتسِلاً مُتَدَهِّنًا مُتَرَجِّلاً مُتَجَرِّدًا في ثوْبَيْن صحَارِيَّيْن00إِزَارٍ ورِدَاءٍ ، وذلــك يوْم السبت،لِخَمْسِ ليَالٍ أو سِتٍّ بَقِينَ مِن ذي القعدة ، وأخْرَجَ معه نساءَه كلَّهـن في الهَوَادِج ، وسَارَ معه أهلُ بيْتهِ ، وعامَّةُ المهاجرين والأنصار ، ومَن شاء اللهُ مِــن قبــــــائل العرب وأفنـــاء الناس 0 وعند خُرُوجهِ صلى الله عليه وآله أَصَابَ الناسَ بالمدينةِ جُدَرِيٌّ ( بِضَمّ الجيم وفتح الدال وبفتحِهما ) أو حصْبَـــــــةٌ مَنَعَت كثيرًا مِن الناسِ مِن الحج معه صلى الله عليه وآله ، ومع ذلك كان معه جُمُــوعٌ لا يَعْلمُها إلا الله تعالى ، وقد يُقال : خرَجَ معه تسعون ألفًا ، ويُقال: مـائة ألفٍ وأربعة عشر ألفًا وقِيل: مائة ألفٍ وعشرون ألفًا ، وقِيل: مائة ألفٍ وأربعة وعشرون ألفًا،ويقال أكثر مِن ذلك ، وهذه عِدَّة مَن خَرَجَ معه،وأمَّا الذين حَجُّوا معه فأكْثر مِن ذلك كـالمُقِيمِين بمَكَّة،والذين أَتَوْا مِن اليَمَن مع عَلِيٍّ ( أمير المؤمنين ) وأبي موسى0

أَصْبَح صلى الله عليه وآله يوْم الأحد بِـ(يَلَمْلَم)،ثم أراح فتعشى بِـ (شرف السيالة) وصَلَّى هناك المغربَ والعشاءَ،ثم صَلَّى الصبْحَ بِـ (عرق الظبيـة)، ثم نَزَلَ(الروحاء) ثم سَارَ مِن ( الروحاء ) فصَلَّى العصرَ بِـ ( المنصرف ) ، وصَلَّى المغـربَ والعشاءَ بِـ (المتعشى)وتَعَشّى به ، وصلَّى الصبْحَ بِـ (الأثابة)،وأصبَحَ يوم الثلاثاء بِـ(العرج) واحْتَجَمَ بِـ (لحى جمل) - وهو عقبة الجحفة - ونَزَلَ(السقياء)يوم الأربعاء،وأَصْبَحَ بِـ (الأبـواء) ، وصلَّى هناك ثم رَاحَ مِن (الأبواء)،ونَزَلَ يوْم الجمعة(الجحفة)،ومِنها إلى (قديد) وسَبتَ فيه ، وكان يوْم الأحد بِـ (عسفان) ، ثم سَارَ فلما كان بِـ (الغميم) اعْتَرَضَ المُشَاةُ فَصَفُّوا صُفوفًا،فشَكَوْا إليه المَشْيَ،فقال:[اسْتَعِينُوا باليسلان]- وهو مَشْيٌ سَريعٌ دُونَ العَدْوِ - ففَعَلُوا فوَجَــــــــدُوا لذلك رَاحَةً ، وكان يوْم الاثنين بِـ (مر الظهران)،فلم يَبْرَح حتى أَمْسَى ، وغَرُبَــت له الشمسُ بِـ (سرف) فلم يُصَلِّ المغربَ حتى دَخَلَ ( مَكّةَ )،ولمَّا انْتَهَى إلى (الثنيتين) بَاتَ بينهما،فدَخلَ(مكة)نهَارَ الثلاثاء0 فلمَّا قضَى مَناسِكَه وانْصَرَفَ رَاجِعًا إلى ( المدينة ) ومعَه مَن كان مِن الجُمُــــــــوع المَذكُورَاتِ و وَصَلَ إلى ( غَـــدِيرِ خُمٍّ) مِن الجحفة التي تَتَشَعَّبُ فيها طُرُق المَدَنِيِّين والمِصْريِّين والعِرَاقيّين ، و ذلك يوْم الخميس الثامِن عشر مِن ذي الحجة،نَزَلَ إِلَيْـهِ جبرئيلُ الأمينُ عن الله بقوله:

{يا أيها الرسول بَلِّغ مَا أُنْزِل إليك مِن ربِّك000الآية}وأَمَــــرَهُ أَنْ يُقِيمَ عَــــلِيًّا عَلَمًا

لِلناسِ ، ويُبَلِّغهم مَا نَزَلَ فِيه مِن الولاية وفَرْضِ الطاعَةِ على كلِّ أَحَدٍ ، وكان أَوَائِـلُ القوْم قريبًا مِن (الجحفة) فأَمَــرَ رسولُ الله أن يُرَدَّ مَن تَقَدَّم منهم ويُحْبَس مَن تَأَخَّرَ عنهـم في ذلك المكان،ونَهَى عن سمرات خمْسٍ مُتَقَارِبَاتٍ،دَوْحَاتٍ عِظَامٍ:أَنْ لا يَنْزلَ تحْتهنَّ أَحَدٌ،حتى إذا أَخَذَ القوْمُ مَنازلَهم،فَقُمَّ مَا تحْتهنَّ حتى إذا نُودِي بالصلاةِ صلاةِ الظهرِ عَمَدَ إِلَيْهِنَّ فصَلَّى بالناس تحْتهُنَّ ، وكان يوْمًا هَاجِــــرًا ، يَضَعُ الرَّجُلُ بعْضَ رِدَائه على رأْسهِ وبعْضَه تحْت قَدَمَيْهِ مِن شِدَّة الرَّمْضَاء ، وظُلِّلَ لِرســول الله بِثَوْبٍ على شَجَرَةٍ سمرة مِن الشمس ، فلمَّا انْصَرَف صلى الله عليه وآله مِن صـــلاته قَامَ خَطِيبًا وَسطَ القوْم ، على أَقْتَاب الإبل ، وَأَسْمَعَ الجميعَ ، رافِعًا عَقِيرَتَه فقال : [الحمـــــد لله ونستعينــــه ونؤمن به ، ونتوكـــــــل عليه ، ونعـــوذ بالله مِن شرور أنفسنــــــــــا ومن سيئـــــــات أعمالنا ، الذي لا هــــاديَ لِمَن أَضلَّ ، ولا مُضِلَّ لِمَن هدى ، وأشهـــد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد 00

أيُّهــــا الناس00قد نَبَّأَنِي اللطيفُ الخبيرُ أنه لَمْ يُعَمَّر نبيُّ إلا مِثْل نصْفِ عُمْرِ الذي قبله ، وإني أُوشَك أَنْ أُدْعَى فأجبت ، وإني مسؤولٌ وأنتم مسؤولــــون ، فمَاذا أنتم قائلون؟]

قالوا : نَشْهَد أنك قد بَلَّغتَ ونصَحْتَ وجهدت فجزاك اللهُ خيرًا ، قال :

[ أَلَسْتم تشهدون أن لا إله إلا الله ، و أن محمدًا عبده ورسوله ، وأن جنتَـــــه حقٌّ ونارَه حقٌّ وأنَّ الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعــــــث من في القبور؟] قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال :

[اللهم اشْهَد] ، ثم قال :

[أيها الناس00أَلا تَسْمَعُون؟] قالوا : نعم 0 قال :

[فإِنِّي فَرطٌ على الحوض ، وأنتم وَارِدُون عَلَيَّ الحــــوضَ ، وإنَّ عَرْضه مـــــا بين صنعاء وبصرى ، فِيه أقْدَاحٌ عَدَدَ النجوم ، مِن فضة ، فانْظُرُوا كيف تخلفـــوني في الثقلَيْن] ، فنادَى مُنادٍ : ومَا الثقلان يا رسول الله ؟ قال :

[الثقلُ الأكبر كتابُ الله ، طَرَفٌ بِيَدِ الله عز وجل و طَرَفٌ بِأَيْدِيكم ، فتَمَسَّكُــــوا به لا تضلوا ، والآخَرُ الأصغر عِتْرَتِـــي ، وإنَّ اللطيف الخبير نَبَّأَنِي أنهما لَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الحوضَ ، فسألتُ ذلك لهما رَبِّي ، فلا تَقْدَمُـــوهُمَا فتَهْلَكُوا ، ولا تَقْصُرُوا عنهما فتَهْلَكُوا] ، ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فرَفَعَها حتى رُؤِيَ بَياضُ آبَاطِهما ، وعَرَفَه القوْمُ أَجْمَعُون ، فقال:

[ أيها الناس00مَنْ أَوْلَى الناس بالمؤمنين مِن أنفسهم ؟]





قالوا : اللهُ ورسولُه أَعْلَم ، قال :

[ إنَّ اللهَ مَوْلاي ، وأنا مَوْلَى المؤمنين ، وأَنَا أَوْلَى بهم مِن أَنفسِهم فمَن كنتُ مَوْلاه فعَلِيٌّ موْلاه ] ، يَقُولُها ثلاث مرّات ، وفي لَفْظِ أحْمد إمام الحنابلة : أرْبع مرات ، ثم قال: [اللهم وَالِ مَن وَالاه ، وعَادِ مَن عَادَاه ، وأَحِبَّ مَن أَحَبَّه ، وأَبْغِض مَن أَبْغَضَه وانْصُرْ مَن نصَرَه ، واخْذُلْ مَن خَذَلَه ، وأَدِر الحَـــــــــقَّ معــه حيْث دَارَ ، ألا فَلْيُبَلِّغ الشاهِدُ الغايبَ] ، ثم لمْ يَتَفَرَّقُوا حتَّى نَزَلَ أمينُ وحْيِ اللهِ بقوله : {اليوْم أكملـتُ لكم دِينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم نعمتي000الآية}0 فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:

[ اللهُ أكْبَر على إِكمال الدِّين ، وإتمام النعمة ، ورِضَى الرَّبِّ بِرِسَالتِي ، والولايــــــةِ لِعَلِيٍّ مِن بعدي] ، ثم طَفِقَ القوْمُ يُهَنِّئُون أميرَ المؤمنين صلوات الله عليه ، ومِمَّــن هَنَّأَهُ في مُقَدَّم الصحابة: الشَّيْخان أبو بكر وعمر ، كلٌّ يقول : بَخٍ بَخٍ لك يـا بن أبي طالب: أَصْبَحْتَ وأَمْسَيْتَ مَوْلاي ومَوْلى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ ، وقال ابنُ عباس : وَجَبَــــت واللهِ في أَعْنَـــاقِ القوْم ، فقال حسَّان : ائْذَنْ لِي يا رسول الله أَنْ أَقُولَ في عليٍّ أبياتًا تَسْمَعْهُنَّ ، فقال :

[ قُلْ على بَرَكَةِ الله ] ، فقامَ حسانُ فقال :

يا مَعْشَرَ مَشْيَــــخَةِ قريش00أُتْبِعُها قوْلي بِشهادةٍ مِن رسول الله في الولايةِ مَاضِيَةٍ ثم قال :

يُنَادِ بهم يوْمَ الغديرِ نبيُّهم * بِخُمٍّ ، فأَسْمِع بالرسول مُنادِيا000

العناية بحديث الغدير:

كان للمولى سبحانه مَزِيدُ عِنَايَةٍ بِإِشْهَـــارِ هذا الحديث ، لِتَتَدَاوَلَه الأَلْسُنُ وتَلُوكُه أَشْدَاقُ الرُّوَاة ، حتى يكون حُجَّة قائِمَةً لِحَامِيَةِ دِينهِ الإمـــــــامِ المُقْتَدَى صلوات الله عليه ، ولِذلك أَنْجَزَ الأَمْرَ بالتَّبْلِيغ في حِينِ مُزْدَحَمِ الجمــــــــاهير عند مُنْصَرَفِ نبيِّهِ صلى الله عليه وآله مِن الحج الأكبر ، فنَهَضَ بالدعْوَةِ وكَرَادِيسُ الناس وزُرَافاتُهـم مِن مُختلَفِ الديَار مُحْتَفَّةٌ بهِ ، فرَدَّ المُتقدِّمَ ، وجَعْجَعَ بالمُتأخِّر ، وأَسْمَعَ الجميــــــعَ وأَمَرَ بتَبْلِيغِ الشاهِدِ الغايبَ ، لِيَكُونُوا كلُّهم رُوَاةَ هذا الحديث ، و هم يَرْبُـــــون على مائةِ ألْفٍ ولم يَكْتَفِ سبحانه بذلك كلِّه حتى أَنْزَلَ في أَمْرهِ الآياتِ الكريمةَ تَتَلامَعُ مَرَّ الجَدِيدَيْن بُكْرَةً وعشيًّا ، لِيكُون المسلمـــون على ذِكْرٍ مِن هذه القضِيَّـــــــــة في كلِّ حِينٍ ، ولِيَعْرِفوا رُشْدَهم ، والمَرْجِعَ الذي يَجِب عليهم أنْ يَأْخُذُوا عنه مَعَالِمَ دِينِهم0 ولم يَزَلْ مِثْلُ هذه العِنَايَةِ لِنبيِّنا الأعظم صلى الله عليه وآله حيْث اسْتَنْفَرَ أُمَمَ الناس لِلْحَج في سَنَتهِ تلْك ، فالْتَحَقُوا به ثــبًّا ثــبًّا ، وكــراديسَ كــراديسَ ، وهو صلى الله عليه وآله يَعْلَم أنه سوْف يُبَلِّغهم في مُنْتهَى سَفَرِه نَبَأً عظيمًا ، يُقامُ به صَرْحُ الدِّين ويُشَادُ عَلالِيه ، وتَسُود بهِ أُمَّتُه الأُمَمَ ، ويَدُبُّ مُلْكُها بيْن المشــــرق والمغـرب ، لو عَقلَت صالِحَها ، وأَبْصَرَت طريقَ رُشْدِها، ولِهذه الغايَةِ بِعَيْنِها لم يَبْرَح أَئِمَّةُ الدِّين

سلام الله عليهم يَهْتُفُون بهذه الواقعة ، ويَحْتَجُّون بها لإِمَامَةِ سَلَفِهم الطَّاهِر ، كمَــا لم يَفْتَأ أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه بِنَفسِه يَحْتَجّ بِهَا طِيـــــلَةَ حياته الكريمـــــة ويَسْتَنْشِــــد السامِعِين لَها - مِن الصحابة الحضُورِ في حجَّة الوداع - في المُنْتَدَيَاتِ ومُجْتَمَعَاتِ لَفَائِفِ الناس ، كلُّ ذلك لِتَبْـــــقَى غَضَّةً طَرِيَّة ، بِالرّغمِ مِن تَعَاوُر الحِقَبِ والأعْوَامِ ، ولِذلك أَمَرُوا شِيعَتَهم بالتَّعَيُّدِ في يوْم الغدير والاجتماعِ وتَبَادُلِ التَّهَانِـــي والبَشَائِر ، إِعَادَةً لِجِدَّةِ هاتِيكَ الواقعة 000وأمَّا كُتُبُ الإمامية في الحديث والتفسير والتــــاريخ وعِـــــلْمِ الكَلامِ فضَعْ يَدَك على أَيٍّ منها تَجِدْه مُفْعَمًا بِإِثْبَاتِ قِصَّةِ الغدير والاحْتِجَــــــــاج بِمُؤَدَّاها ، فمِن مَسانِيـــــــــدَ عَنْعَنَتْـــــها الرُّواةُ إلى مُنْبَثَق أَنْــــوَار النبُوّة ، و(مِن) مَرَاسِيلَ أَرْسَلَها المُؤَلِّفُون إِرْسَالَ المُسَلَّم ، حَذَفُوا أَسَانِيدَها لِتَسَالُــم فِرَقِ المسلمين عليْها(الخ)0

وقال العلامةُ الأميني (قده) قبْل ذلك مباشرة:

أهمية الغدير في التاريخ:

لا يَسْتَرِيب أَيُّ ذِي مسكة فِي أنَّ شَرَفَ الشَّيْءِ بِشَرَفِ غَايَتهِ ، فعَلَيهِ إِنَّ أَوَّلَ مَــا تُكْسِبُه الغاياتُ أهميةً كبرى مَن مواضيع التاريخ هو مَا أُسِّسَ عليه دِينٌ ، أو جَرَت به نِحْلَةٌ ، واعْتَلَت عليه دَعَايمُ مَذهَبٍ ، فدَانَت بهِ أُمَمٌ ، وقامَت به دُوَلٌ ، وجَرَى بهِ ذِكْرٌ مع الأَبَد ، ولِذلك تَجِد أَئِمَّةَ التاريخ يَتَهالَكُون في ضَبْطِ مَبادِئ الأدْيان وتعاليمها وتَقْيِيدِ مَا يَتْبَعُها مِن دِعَايَاتٍ ، وحروبٍ ، وحكوماتٍ ، وولاياتٍ التي عليها نَسَلَـــت الحِقَبُ والأعْوَامُ ، و مَضَت القرونُ الخالية { سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا ولَنْ تَجِـــــــد لِسُنةِ الله تبديــلاً } وإذا أَهْمَلَ المُؤَرِّخُ شيئًا مِن ذلك فقد أَوْجَدَ في صحيفته فراغًا لا تَسُدُّه أَيَّةُ مُهِمَّة ، وجَاءَ فيها بأَمْرٍ خَدَاجٍ ، بُتِرَ أَوَّلُه ، ولا يُعْلَم مَبْدَؤه ، وعســـى أن يُوجِب ذلك جهلاً للقارئ في مَصِير الأمْر ومُنتهاه 0 إنَّ واقعة ( غـــــدير خم ) هي مِن أَهَمِّ تلك القضايا ، لِمَا ابْتَنَى عليها وعلى كثيرٍ مِن الحجَج الدامِغَة ، مَذْهَــــــــبُ المُقْتَصِّين أَثَرَ آلِ الرسول صلوات الله عليه وعليهم ، وهم مَعْدُودون بالمـــــــلايين وفيهم العلــم والسؤدد ، والحكماء ، والعلماء ، والأماثل ، ونوابغ في علوم الأوايل والأواخر ، والملوك ، والساسة ، والأمراء ، والقادة ، والأدب الجم ، والفضـــــــل الكثار ، وكتب قيمة في كلِّ فنٍّ ، فإنْ يَكُن المُؤَرِّخُ منهم فمِن وَاجِبهِ أنْ يُفِيض علـى أُمَّتهِ نَبَأَ بدْءِ دعْوَتهِ ، وإنْ يكن مِن غيرهم فلا يَعْدُوه أنْ يَذكُرَها بَسِيطةً عندمــــــــا يَسْرِد تاريخَ أُمَّةٍ كبيرة كهذه ، أو يَشْفَعُها بِمَا يَرْتَئِيه حوْل القضيةِ مِن غَمِيزة فِــــي الدّلالَةِ ، إِنْ كان مَزِيجَ نفْسِه النزُولُ على حُكْم العاطفة ، ومَا هنالك مِن نَعَــــــــرَاتِ طائِفتِه ، على حِينِ أَنه لا يَتَسَنَّى له غَمْزٌ في سَنَدِها ، فإنَّ مَا نَاءَ بهِ نبيُّ الاســـلام يوْم الغدير مِن الدعوة إلى مَفَادِ حَدِيثهِ لم يَخْتَلِف فِيه اثنان ، وإن اخْتَلَفُوا في مُؤَدَّاه لأَغْرَاض وشَوَائِب غير خَافِيَة على النَّابهِ البَصِيرِ ، فذَكَـــــرَها مِن أَئِمَّةِ المُــؤَرِّخِين البلاذري المتوفى سنة ( 279 ) في (أنساب الأشراف) ، و ابن قتيبـــــــة المتوفى (276) في (المعارف) ، و(الإمامة والسياسة) ، والطبري المتوفى (310) فــــــي

كتابٍ مُفْرَدٍ ، وابن زولاق الليثي المصري المتوفى ( 287) في تأليفه ، والخطيـب البغدادي المتوفى ( 463 ) في تاريخه ، وابن عبد البر المتوفى ( 463) فـــــــــي (الاستيعاب ) ، والشهرستاني المتوفى (548) في (الملل والنحل) ، وابن عساكــر المتوفى (571) في تاريخه ، وياقوت الحموي في (معجم الأدباء) ج 18 ص 84 مِن الطبعة الأخيرة ، وابنُ الأثيـــــــر المتوفى (630) في (أسد الغابة) ، وابنُ أبي الحديد المتوفى (656) في (شرح نهج البلاغة) ، وابن خلكان المتوفى (681)في تاريخه ، واليافعي المتوفى (768) في (مرآة الجنان) ، وابنُ الشيخ البلوي فـــــي (ألف باء) ، وابنُ كثير الشامي المتوفى (774) في (البداية والنهاية) ، وابــــــــنُ خلدون المتوفى (808) في (مقدمة تاريخه) ، وشمسُ الدين الذهبـــــي في (تذكرة الحفــــــــاظ) ، والنويري المتوفى حدود (833) في (نهاية الإرب في فنون الأدب) وابنُ حجر العسقلاني المتوفى (852) في (الإصابة) و (تهذيب التهذيب) ، وابـــنُ الصباغ المالكي المتوفى(855) في (الفصول المهمة)،والمقريزي المتوفى(845) في (الخطط) ، وجلالُ الدين السيوطي المتوفى (910) في غيرِ واحدٍ مِن كتبـــــــهِ والقرماني الدمشقي المتوفى (1019) في (أخبار الدول) ، ونورُ الدين الحلبـــــــي المتوفى (1044) في (السيرة الحلبية) ، وغيرُهم0

وهذا الشأنُ في علْم التاريخ لا يَقِلّ عنه الشأْنُ في فنِّ الحديث ، فإنَّ المُحَدِّثَ إلــــى أيِّ شَطْرٍ وَلَّى وَجْهَه مِن فضَاءِ فنِّهِ الوَاسِع ، يَجِد عنده صِحَاحًا ومسانيدَ تُثْبِت هذه المَأْثَرَةَ لِوَلِيِّ أَمْرِ الدِّينِ عليه السلام ، ولم يَزَل الخَلَفُ يَتَلَقَّاه مِن سَلَفِهِ حتى يَنْتَهِــي الدَّوْرُ إلى جِيلِ الصحابةِ الوُعَاةِ لِلْخَبَر ، ويَجِد لها مع تَعَاقُبِ الطبَقَاتِ بَلَجًا ونُــــورًا يُذْهِب بالأَبْصار ، فإنْ أَغْفَلَ المُحدِّثُ عمَّا هذا شَأْنُه فقد بَخَسَ لِلأُمَّةِ حقًّا ، وحَرَمَها عن الكثير الطيِّب مِمَّا أَسْدَى إليها نبيُّها نبيُّ الرحمة مِن بِرِّهِ الواسع ، وهِدَايَتهِ لـها إلى الطريقةِ المُثْلَى ، فذكَرَها مِن أئمَّة الحديث إمامُ الشافعية أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة (204) كمَا في (نهاية ابن الأثير) ، وإمامُ الحنابلــة أحمدُ بن حنبل المتوفى (241) في (مُسْنَدِه)و(مَنَاقِبِهِ)،وابنُ ماجة المتوفـى(273) في (سُنَنهِ) ، والترمذيُّ المتوفى (276) في (صحيحه)،والنسائيُّ المتوفى (303) في (الخَصَايص) ، وأبو يعلى الموصلي المتوفى (307) في (مسنده) ، والبغـــويُّ المتوفى (317) في (السنن) ، والدولابي المتوفى (320) في (الكنى والأسمـــاء) والطحاويُّ المتوفى (321) في (مشكل الآثار) ، والحاكمُ المتوفى (405) فــــــــي (المستدرك) ، وابنُ المغازلي الشافعي المتوفى (483) في (المناقب) ، وابنُ مـندة الأصبهاني المتوفى (512) بِعِدَّةِ طُرُقٍ في (تأليفه)،والخطيب الخوارزمي المتوفـى (568) في (المناقب) و (مقتل الإمام السبط عليه السلام) ، والكنجيُّ المتوفــــــــى (658) في (كفاية الطالب) ، ومحبُّ الدين الطبري المتوفى (694) في (الريــاض النضرة) ، و(ذخاير العقبى) ، والحمويني المتوفى (722) في (فرايد السمطيــــن) والهيثميُّ المتوفى (807) في (مجمع الزوايد) ، والذهبيُّ المتوفى (748) فـــــــي (التلخيص) ، والجزريُّ المتوفى (830) في (أسنى المطالب) ، وأبو العبــــــــــاس القسطلاني المتوفى (923) في(المواهب اللدنية)،والمتقي الهندي المتوفى(975)

في (كنز العمال) ، والهروي القاري المتوفى (1014) في (المـــــــــرقاة في شرح المشكاة) ، وتاجُ الدين المناوي المتوفى (1031) في (كنوز الحقايق في حـــــديث خير الخلايق) و (فيض القدير) ، والشيخاني القادري في (الصـــــــراط السوي في مناقب آل النبي) ، و با كثير المكي المتوفى (1047) في (وسيلة الآمال في مناقب الآل) ، وأبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى (1122) في (شرح المـــــــواهب) وابنُ حمزة الدمشقي الحنفي في (كتاب البيان والتعريف) ، وغيرُهم 0

كمَا أنَّ المُفَسِّر نُصْبَ عَيْنَيْهِ آيٌ مِن القرآن الكريم نازِلَةٌ في هذه المسألة يَرَى مِـــن واجبهِ الإِفاضَةَ بِمَا جاءَ في نُزُولِها وتفسِيرها ، ولا يَرْضَى لِنَفسِه أنْ يَكُون عمَلُـــه مَبْتُورًا ، وسَعْيُه مُخْدَجًا ، فذَكَرَها مِن أئمَّةِ التفسيرِ الطبـــــريُّ المتوفى (310) في (تفسيره) ، والثعلبيُّ المتوفى (427 / 437) في (تفسيره) ، والواحديُّ المتوفـــى (468) في (أسباب النزول) ، والقرطبيُّ المتوفى (567) في (تفسيره) ، وأبــــــو السعود في (تفسيره) ، والفخرُ الرازي المتوفى (606* في (تفسيره الكبير)،وابنُ كثير الشامي المتوفى (774) في(تفسيره)،والنيشابوري المتوفى في القرن الثامن في (تفسيره) ، وجلالُ الدين السيوطي في (تفسيره) ، والخطيبُ الشربينـــــــي في (تفسيره) ، والآلوسي البغدادي المتوفى (1270) في (تفسيره) ، وغيرُهم . والمُتَكَلِّمُ حين يُقِيم البراهينَ في كلِّ مسألةٍ مِن مسائل علْم الكلام ، إذا انْتَهَى بــــــهِ السَّيْرُ إلى مسألة (الإِمَامَة) فلا مُنْتَدَحَ ( مَفَرّ) له مِن التَّعرض لِحديثِ الغدير حُجَّـــةً على المُدَّعَى أو نَقْلاً لِحُجَّةِ الخَصْمِ ، وإنْ أَرْدَفَه بالمناقشةِ في الحِسَابِ عند الدِّلالَــةِ كالقاضي أبي بكر الباقلاني البصري المتوفى سنة (403) في (التمهيد)،والقاضـي عبدالرحمن الإيجي الشافعي المتوفى ( 756 ) في ( المواقف ) ، والسيد الشريـف الجرجاني المتوفى (816) في (شرح المواقف) ، والبيضاوي المتوفى (685) في (طوالع الأنوار) ، وشمس الدين الأصفهاني في (مطالع الأنظار) ، والتفتازانـــــــي المتوفى (792) في (شرح المقاصد) ، والقوشجي المولى علاء الدين المتوفــــــى (879) في (شرح التجريد) ، وهذا لَفْظُهم :

إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قد جَمَعَ الناسَ يوْمَ ( غـــــــدير خم ) مَوْضِعٍ بيْن مَكّةَ والمدينة بِالْجُحْفَة ، وذلك بعْد رُجُوعهِ مِن حجة الوداع ، وكان يومًا صائفًا حتى أنَّ الرجلَ لَيَضَع رداءَه تحْت قدَمَيْه مِن شدة الحر ، وجَمَع الرجالَ ، وصَعَـــــــــد عليها وقال مخاطبًا :

[مَعَاشِرَ المسلمين00أَلَسْتُ أوْلى بكم مِن أنفسكم ؟]

قالوا : اللهم بلى ، قال :

[مَن كنتُ موْلاه فعليٌّ موْلاه ، اللهم والِ مَن وَالاه ، وعَاد مَن عَاداه ، وانْصُرْ مَـــن نَصَرَه ، واخْذُل مَن خَذَله] 0

ومِن المُتَكَلِّمِين القاضي النجم محمد الشافعي المتوفى (876) في (بديع المعانـــي)

وجلال الدين السيوطي في (أربعينه) ، ومفتي الشام حامد بن علي العمادي فــــــي (الصلاة الفاخرة بالأحاديث المتواترة) ، والآلوسي البغدادي المتوفى (1324) فـي (نثر اللئالي) ، وغيرهم 0

واللُّغَوِيُّ لا يَجِد مُنْتَدَحًا مِن الإِيعَاز ( الإشــارة ) إلى حديث الغدير عند إِفَاضَةِ القوْلِ في معنى (المولى) أو (الخم) أو (الغدير) أو (الولي)، كابن دريد محمد بن الحسن المتوفى (321) في (جمهرته) ج 1 ص 71 ، وابن الأثير في (النهاية)،والحموي في (معجم البلدان) في (خم) ، والزبيدي الحنفي في (تاج العروس) ، والنبهانـــــي في (المجموعة النبهانية) 0

قال ابنُ حجر القسطلاني في(فتح الباري شرح صحيح البخاري)ج 7 ص 61:

وأمَّا حديثُ [مَن كنتُ موْلاه فعليٌّ موْلاه ] فقد أَخْرَجَه الترمذيُّ والنسائيُّ وهو كثيرُ الطُّرُق جدًّا ، وقد اسْتَوْعَبَها ابنُ عقدة في كتابٍ مُفْرَدٍ ، وكثيرٌ مِن أَسانِيدِها صِحَاحٌ وحِسَانٌ 0 وقد رَوَيْنا عن الإمام أحمد (بن حنبل) قال: مَا بَلَغَنا عن أَحَدٍ مِن الصحابةِ مَا بَلَغَنا عن عليِّ بن أبي طالب0

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0

توقيع : الأخ الراجي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
[اللهم أرِنِي الحَقَّ حَقًّا حتى أتَّبعَه،وأرنِي البَاطلَ باطلاً حتى أجْتَنبَه،ولا تَجْعله عَلَيَّ مُتَشَابهًا فأتَّبعَ هَوَايَ بِغَيْر هُدى مِنك]
نسألكم الدعاءَ بعافية الدِّين والدنيا
من مواضيع : الأخ الراجي 0 يا شِيعَة محمدٍ وآل محمد00تفضَّلُوا
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:41 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية