[ali jaber]

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد ، السلام عليك مولاي صاحب الامر عجل الله تعالى فرجك وجعلني من خدام نعلك الشريفتين :
بالله عليكم أدفعوا عني شكوكي !!
سؤال راودني ، يساله كل عاقل بلا شك وكل باحثٍ عن الحق ، هو ان بماذا يُفضل انسان على آخر او بماذا يُأمرُ أمرءٍ على ثانٍ وما هي المقاييس التي تؤهل واحد من مجتمع يعج بالناس ليكون هو قائدهم والآخذ بيدهم ،لانه عُرف من الازل انه يستحيل ان ينجح مجتمع إلا بوجد قائد حكيم يقوده وكما قال الرسول -معنى الحديث – انه اذا كنتم ثلاثة فأمروا واحد عليكم .
من هذا المنطلق بحثت تقريباً بكل تواريخ الامم السابقة واطلعت على حضارات القدماء من عصور سالفة والعصور التي تواجدت فيها الانبياء فلم أجد سوى جواب واحد أجمعت عليه كل البشرية بمختلف اديانها وطبقاتها وتفكيرها ، هو أن المرء يختاره الشعب ليكون أميراً عليهم وليكون قائدهم بحيازته كمالاتٍ أكثر من أهل مجتمعه وأرتقائه بعلوم ٍ أكثر من أي واحد آخر بمجتمعه من ثم تندرج بعدها مميزات هذا الشخص من قدرته الجسديةو كثرة الاموال وغيرها لكن اهم مميز لشخص القائد هو تفوقه بالعلم ومعرفته الجمة بالامور الحياتية ، فلما كان الانبياء كانوا هم اولى بهذه الدرجة لحيازتهم العلوم والقرب من الله اكثر من غيرهم فكانوا هم قوّاد الامم عبر التاريخ ، فالله قال بكتابه الكريم : ((أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدّي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون)) .
ولكن أستوقفني أمرٌ أذهلني وأخذ بلبي لشكوكٌ أرّقتني هو أن بعد موت النبي محمد صلى الله عليه واله كان أعلم الناس بعده كما المعروف لدى كل المسلمين هوابن عمه علي ابن ابي طالب عليه السلام وقد استنتجت هذا من روايات مستفاضة وصريحة بكل كتب الحديث حيث قال النبي : (أنا مدينة العلم وعلي بابها )(1) وقال ص: ( اعلم امتي بعدي علي ابن ابي طالب) (2) وقال الصحابي الجليل ابن عباس : (لقد اعطي علي علي ابن ابي طالب تسعة اعشار العلم ، وايم الله لقد شارككم في العشر العاشر) (3) أو بقول الصحابي عمر ابن الخطاب : (علي اقضانا)(4) أو إذا اردنا ان نقيس ايمانه بالدرجة الثانية يوجد روايات لا تحصى منها : (عن ابن عمر عن النبي ص لو ان السماوات والارض موضوعتان في كفة وايمان علي في كفة لرجح ايمان علي)(5) لم اُفاجاء بالروايات -فهذا علي – لكن الذي فاجاني هو انه رغم القاعدة المعروفة عبر التاريخ الذي سار عليها الانبياء ان الاعلم يصلح للقيادة قد اُخر علي ابن ابي طالب عنها وأمسك بالحكم قبله ثلاثة من صحابة الرسول ص، أتحدى تحدياً بأدب، اكبر عالم أن يأتي لي برواية مجمع عليها عند كل فرق الاسلام بأن أحد من هؤلاء الثلاثة نص عليهم النبي ص انهم علماء الامة او أعرف الناس بعد الرسول بل الروايات ها هي امامنا من اكبر الكتب بأن الاعلم علي واكثر صلابة بالايمان علي بل كان كل من هؤلاء يستغيثون بعلي لينهلوا منه العلم مثل قول الخليفة عمر : ( لولا علي لهلك عمر)(6) أو عن ماذا أتحدث عن الشجاعة كان علي عليه السلام أشجع أمة محمد بعده ص كان أكثر الصحابة بأساً وشدة على الكافرين فمثلا : روى النسائي عن عبد الله ابن بريدة قال: سمعت ابو بريدة يقول : حاضرنا خيبر فأخذ اللواء ابو بكر فلم يفتح له ، فأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له وأصاب يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله إني دافع لوائي غداً الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، قال ابو بريدة وبتنا طّيبة ان الفتح غداً فلما اصبح الرسول قام قائماً ودعا باللواء والناس على مصافهم فما منا انسان له منزلة عند رسول الله الا و هو يرجو ان يكون صاحب اللواء فدعا علي رض وهو أرمد فتفل في عينيه ومسحها ودفع اليه اللواء وفتح الله عليه(7) تساؤلات حيرتني انا خادم من يجيبني لماذا لم يكن علي ابن ابي طالب هو الحاكم هو القائد بعد الرسول ؟الم يكن اعلم من اي احد الم يكن اشجع منهم الم يكن أكثر قرباً لله من كل الصحابة !! لماذا لم يعين مباشر هو الحاكم مع ان هؤلاء الخلفاء كانوا يأخذون منه العلم والمسائل الفقهية وغيرها ولم يأخذ هو طوال حياته من اي مخلوق الا من محمد ص ؟
(1) *الحافظ ابو بكر الصنعاني في كتاب المستدرك 3ص127، إبن كثير في تاريخه 7ص358، إمام الحنابلة احمد اخرجه بالمناقب ، الحافظ ابو عيسى الترمزي في كتابه الجامع ، الحافظ ابو جعفر الطبري في تهذيب الاثار، ابو بكر ابن الجعابي اخرجه ب5 طرق في مناقب ابن شهر اشوب 1ص261، ابو محمد الاصبهاني اخرجه في كتابه السنة نقله عنه السخاوي في المقاصد الحسنة، ابن السقا الواسطي رواه عنه المغازلي في المناقب، ابو نعيم الاصبهاني في كتابه معرفة الصحابة ، اخرجه الحافظ ابو بكر في التفق والمفترق وتاريخ بغداد 4ص348،الاستيعاب ج2ص461، السمرقندي اخرجه في صحيح الاسانيد فالحديث صحيح عنده كما في تذكرة الحفاظ 4/28، الزمخشري في الفائق1/28، البلوي الاندلسي في كتابه الف باء ج1ص222، ابو السعادات في جامع الاصول نقله عن الترمزي، ابن الاثير الجزري في اسد الغابة 4ص22، في الدر المكنون والجوهر المصون كما في ينابيع المودة ص419،في مطالب السؤل ص22والدر المنظم كما في ينابيع المودة ص65، ابن القزار في تذكرته ص29، الكنجي الشافعي في الكفاية ص98-102، الشافعي المكي رواه في الرياض النضرة 1/192وذخائر العقبى ص77، كتاب بهجة النفوس 2ص175وج4ص78، الزركشي المصري في فيض القدير 3ص47، العسقلاني في تهذيب التهذيب ج7ص337، الحنفي العيني في عمدة القاري 7ص631، السيوطي في الجامع الصغير ج1ص374وفي جمع الجوامع 6ص401، ... وكتب لا يساع المقام لذكرها فضلا عن كتب الرواية للامامية كلها عامة ً
(2)* اخرجه الديلمي عن سلمان وذكره الخوارزمي في المناقب ص49، ومقتل الحسين ص43، وكنز العمال 6ص153.
(3) الاستيعاب 3ص40، الرياض 3ص194، مطالب السؤل 30. قال الامام علي عليه السلام : سلوني والله لا تسألوني عن شي يكون الى يوم القيا مة الا اخبرتكم ، سلوني عن كتاب الله فوالله ما من ايه الا وان اعلم ابليل نزلت ام بنهار في سهل ام في جبل * اخرجه ابوعمر في جامع بيان العلم 1ص114، والمحب الطبري في الرياض 2ص198، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص124، والاتقان 2ص198، تهذيب التهذيب 7ص338، فتح ا لباري 8ص485، عمدة القاري 9ص167، مفتاح السعادة1ص400
(4)* حلية الاولياء 1ص56، طبقات ابن سعد ص459 والاستيعاب في معرفة الاصحاب 4ص38، تاريخ ابن كثير 7ص359، وقال ثبت عن عمر ، تاريخ الخلفاء للسيوطي 115، تاريخ ابن عساكر2ص325، مطالب السؤل 30، الرياض النضرة 2ص198.
(5)* كنز العمال ج11 ص617
(6)*الاحكام في اصول الاحكام 2-151، الاستيعاب في معرفة الاصحاب 3-113، الرياض النضرة في مناقب العتر ة 4-194،وتفسير النيسابوري في سورة الاحقاف ، ومناقب الخوارزمي 48، شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحنفي 417هامش السراج المنير، تذكرة السبط 87ومطالب السؤل13 ،وفيض القدير 4ص357.
(7)*خصئاص امير المؤمنين للنسائي الشافعي ص56. وقد روى هذا الحديث كثير من كتب الحديث لكن بطرق مختلفة مثل : صحيح البخاري :5\22-23 . صحيح مسلم:4\1871.