|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.64 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
كركوك ... العمامة (بقلم: نور الدين موصللو)
بتاريخ : 17-03-2009 الساعة : 10:59 AM
كركوك ... العمامة
نور الدين موصللو *
في الوقت الذي تعددت مصطلحات تسمية كركوك من منطلقات سياسية جزئية ( فئوية ) لا تتجاوز حدود الرغبات الضيقة في اجندة هذا التجمع وذاك الحزب ، اي انها لم تكن على مستوى المسؤولية الوطنية العراقية البحتة لتسع مساحة العراق الواسعة رغم ا اصوات العديد من القوى والشخصيات السياسية العاملة في ساحة الوطن المحتل التى تصدح بعراقية المدينة وخصوصياتها التراثية والفلكلورية والتاريخية والادارية والجغرافية ، ومن هذه الاسماء المتداولة . . .كركوك التآخي ، كركوك القدس ، كركوك القلب و . . و . . وكركوك اوكسجين التركمان والعراقيين ومع ان الاسم الاخير نابع من الروح الوطنية الحقة الا ان التصريح الاخير على لسان المرجع الديني الاعلى الذي جاء على لسان احد المقربين للمرجع الديني نسخ جميع تلكم التسميات السياسية المتصارعة عندما شبه كركوك بـ ( العمامة ) قائلا . . . كركوك عمامتي وعمامة كل العراقيين .
اما لماذا كركوك ( العمامة ) للسيد السستاني والعراقيين فلها ابعاد ثقافية سياسية بدلالات الاعراف والتقاليد الاجتماعية والدينية ، حيث توضع على الهامة فوق الرأس بمغزاها اللفظي والاصطلاحي اقوى من تاج الملك لانه خاص بالاخير في حين ( العمامة ) بمنزلة منبع الحرمة والاحترام والتقديس لدى العوام من الناس حيث يستخدمها المتفيقهون والراسخون في العلم والمعرفة الدينية والدنيوية واصول معارفها ومصادرها على اختلاف مستوياتهم وتوجهاتهم تجمعهم الشهادة وكتاب العظيم القادر المقتدر والذين يكن لهم الشعب العراقي كل الود والتقدير على تنوع اديانهم .
الملاحظ ان هذا التصريح الصريح الشفاف لم يأت مباشرة بعد زيارة الساسة الاكراد لسماحته حسب المعمول في البروتوكولات الدبلوماسية التى يأتي بعد كل زيارة رسمية ، هذا ان دل على شئ انما يدل على دماثة وحسن الخلق الرفيع وبعد نظر السيد المرجع الاعلى وترفعه عن نطاق التعاملات الرسمية السياسية ذات الافق الضيق اولا ، ومن اجل ان لا يخلق ردود افعال قد تكون سلبية حول تلك الزيارات التى تمت في وقتها ، اما ثالثا فان التسمية جاءت بمثابة قنبلة ( غير ذرية ولا سامة ) سلمية واشارة الى اطراف العملية السياسية لتزرع اشجار الزيتون وليس اغصانها فقط على ربوع العراق عامة وكركوك خاصة بعد ان راهنت وربما مازالت تراهن على اندلاع حرب اهلية في كركوك التى ستبقى كما قال سماحته عمامة كل العراقيين .
بناء ًعليه فان التجاوز على كركوك تجاوز على شرف العراق برمته ويعني الاعتداء عليهما ، ففي العرف والتقاليد المعروفين لدى العراقيين بغض النظر عن الفكر العشائري والنظم القبلي هو( كسر عظم ) و ( اراقة دم ) يترتب عليهما نتائج وخيمة من الثأر والانتقام اذا ما عولجت بالعقلانية والمنطق السليم ، لذا فان كركوك يجب بالضرورة ان تبقى خارج سياقات المطالب السياسية غير الشرعية والتساومات الجانبية كما رفع شعارها المضاد واعلنها للملأ المرجع الاعلى سماحة السيد على السستاني وجعلها ( العمامة ) خارج نطاق التمذهب بكافة انواعه .
____________________
* كاتب عراقي تركماني من الموصل
|
|
|
|
|