شهدت مدينة النجف توافد الملايين من الزائرين القادمين سيرا على الأقدام او عن طريق العجلات المختلفة بمناسبة ذكرى وفاة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم )، وقد استعدت المدينة المقدسة بكل مؤسساتها الأمنية والخدمية والصحية لاستقبال هذا الكم الهائل من الزائرين .
غرفة العمليات العليا في المدينة والمتكونة من محافظ النجف اسعد ابو كلل وقائد غرفة العمليات الأمنية بالمدينة الفريق أول ركن عثمان الغانمي ومدير عام شرطة النجف اللواء عبد الكريم مصطفى العامري والضباط آمري الوحدات العسكرية في الجيش العراقي وبقية الوحدات الامنية الساندة عقدوا مؤتمرا صحفيا لشرح ابعاد الخطة الامنية التي وضعت لحماية الزائرين .
وقال الفريق عثمان الغانمي قائد عمليات النجف في مؤتمر الصحفي ": بتوجيه من رئيس الوزراء و القائد العام للقوات المسلحة تم تشكيل غرفة عمليات لإدارة حماية زوار الامام علي بمناسبة وفاة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) ". واضاف الغانمي ":غرفة العمليات ضمت ممثلين من وزارات الداخلية و الدفاع و الامن الوطني و مكتب القائد العام للقوات المسلحة ، وتهدف الى تنسيق عمل موارد وزارة الداخلية المتمثلة بمديرية شرطة النجف الاشرف و اللواء 31 للفرقة الثامنة المتواجد في النجف الاشرف ".مشيرا بقوله ":الخطة كانت منسقة و جيدة و تم احاطة محافظة النجف الاشرف بثلاثة اطواق امنية وشارك فيها اكثر من 30 الف عنصر امني ".
محافظ النجف الاشرف أسعد ابوكلل أكد بدوره ": ان آلاف الزائرين العرب و الاجانب دخلوا عن طريق مطار النجف و نحن نعمل على تسهيل اقامتهم و توفير كل مستلزماتهم ." واضاف ابو كلل ":عقدنا اجتماعا موسع مع اللجنة العليا المكلفة من رئيس الوزراء و تمت مناقشة الخطة التفصيلية و درسنا معظم الثغرات الممكنة في سبيل تأميم مرور الزائرين و قمنا بزيارات ميدانية للاطمئنان على سير الزيارة ."
من الناحية الصحية اكد الناطق الاعلامي باسم مديرية صحة النجف سالم حسين ان " صحة النجف دأبت على تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والزائرين اثناء الزيارات الكبيرة التي تشهدها مدينة النجف وخاصة زيارة وفاة الرسول الاعظم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) فبالتعاون مع المؤسسات الحكومية بالمدينة قامت باعداد وتهيات غرفة عمليات لتنفيذ الاجراءات تقديم الخدمات الصحية للزائرين فقد هيأت المديرية جميع مستشفيات المدينة وضواحيها والمراكز الصحية واصبحت هذه المؤسسات الصحية بأمرة غرفة العمليات الخاصة بذكرى الزيارة ."
وعن الاجراءات قال ": ومن هذه الاجراءات ايقاف دخول العمليات الباردة والاقتصار على العمليات الطارئة في المستشفيات الى حين انتهاء الزيارة وقد بدا العمل فعلا بهذه الاجراءات من يوم الجمعة الماضي وسيستمر لحين الانتهاء من مراسم الزيارة ، كما قامت دائرة صحة النجف بتوزيع مايقارب ال20 من المفارز الطبية المتنقلة والثابتة وقد انتشرت هذه المفارز على طول الطرق المؤدية الى المدينة المقدسة من الشمال والجنوب والشرق ، مع التنقل الدائم لسيارات الاسعاف كما تم اصدار قوائم خاصة بالاطباء الخفراء تنظيما لعملهم بالمناسبة ."
سالم اكد " ان مديرية صحة النجف أصدرت كتيبات صحية توجيهية ستوزع الى زائري المدينة تتضمن نصائح طبية وصحية لهم منها عدم تناول الاطعمة المعرضة للاتربة وعدم تناول الاطعمة الا من خلال المحطات او المواكب الخدمية التي خصصت لهذا الغرض ، كما قامت الكوادر الصحية المتخصصة بفحص كميات المياه التي توزع تباعا على الزائرين ."
اما فيما يتعلق بالزائرين الوافدين العرب والاجانب فان الاجراءات الصحية المتبعة تجاههم تتم عبر المنافذ الحدودية العراقية اما الاجراءات الصحية التي تتم في المدينة المقدسة تعد اجراءات شكلية وتاكيدية ليس الا ."
اما الزائرين فقد عبر العديد منهم عن ارتياحه الى الاجراءات المتبعة بكافة تصنيفاتها ، لكن الزوار العرب والاجانب كان لهم رأي اخر فمع عدم اعتراضهم على الاجراءات الامنية المتبعة في المدينة الا اعتراضهم اوضحه ابو محمد من السعودية - الاحساء - فقال ": ان استقرار الاوضاع الامنية في العراق عامة وفي المدن المقدسة خاصة يعد العامل الاكبر لقدومنا للزيارة ، ونؤكد كلما صار الوضع الامني اكبر ازداد عدد الزوار الوافدين الى العراق ، وقد لمسنا ان ظاهرة استقرار الأوضاع الأمنية اخذ أبعادا واسعة عن السنة الماضية وهذا خلاف ماكنا نسمع من الاخبار التي ترد الينا فنحن خلال زيارتنا الى مدينتي كربلاء والان النجف مرتاحين جدا".
واضاف بقوله " كنا سابقا مشحونين باخبار العنف والقتل في العراق وتردنا الاخبار ان القتلى في العراق يملئون الشوارع ، لكن عندما قدمنا ورأينا الاوضاع على حقيقتها تغيرت لدينا الاراء والافكار بل زاد اطمئنانا اكثر في المجيء سنويا للزيارة ."
(عادل ع ) متعهد حملات الزوار العرب من الخليج العربي ": عند قدوم الزائر العربي الى العراق بعد حصوله على فيزا الدخول من السفارات العراقية في البحرين او في دبي يكتب في جواز سفره مدة الفيزا 30 يوما ولكننا نتفاجيء بعد خروجنا من المطار يبغلوننا عن اسباب عدم تجديد الاقامة بعد الخروج وعند ذلك نتعرض للابتزاز من قبل سماسرة ومافيا الاقامات ، وبهذا نتعرض الى معوقات غير طبيعية خاصة في كربلاء ، اما في النجف لم نراجع لغاية اليوم أي دائرة رسمية بهذا الخصوص ."
" كما اشتكى الزوار الوافدون من خارج العراق للزيارة بقلة التسهيلات الموجودة في مطار النجف ومنها أوقات الرحلات التي تتاخر عن مواعيدها المقررة بصورة غير طبيعية كما فوجئنا عند قدومنا الى النجف بارتفاع اسعار الرحلات الجوية قبل يومين من الرحلة ويكون هذا الارتفاع هائل وليس تدريجي ويصل الى اكثر من مئة دولار لبطاقة السفر الواحدة للزائر ونحن نجد ان هذه الزيادات تحصل في المناسبات الدينية فقط وبعد انتهاء المناسبة الدينية تعود اسعار التذاكر الى طبيعتها ."
وتابع ": نطلب من المسؤوليين العراقيين البحث بجدية عن حلول لمعاناة المسافرين القادمين من خارج العراق كما ندعو الى تسهيل الموافقات الامنية لكل دول الخليج العربي .
الزائران حسن الحايكي و ابراهيم الغنيني من البحرين اكدا ان عدد الزوار العرب هو اكثر من السنة الماضية وقد يتراوح بين 20 الى 25 الف زائر عربي خاصة من دول الخليج ، وان زيادة عدد الزوار تأتي من الاستقرار الامني وسهولة الاجراءات الامنية التي تزداد سهولة ماعدا اجراءات الفيزا لاننا نلاقي صعوبة كبيرة بالحصول عليها ."
المركز الاعلامي للبلاغ