قال الصادق (عليه السلام): حدثني أبي، عن أبيه (عليهما السلام) أن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم و كان إذا حج حج ماشيا وربما مشى حافا وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عزوجل، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار.
عن أبي سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: لما حضرت الحسن بن علي بن أبيطالب الوفاة بكى فقيل له: ياابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي أنت به؟ وقد قال فيك رسول الله (صلى الله عليه واله) ماقال؟ وقد حججت عشرين حجة ماشيا؟
وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل؟ فقال (عليه السلام): إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الاحبة ايضاح: قال الجزري: هول المطلع، يريد به الموقف يوم القيامة [أو )
مايشرف عليه من أمر الاخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال.
حدث أبويعقوب يوسف بن الجراح، عن رجاله، عن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه واله) في جبل أظنه حرى أو غيره ومعه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي (عليه السلام) وجماعة من المهاجرين والانصار وأنس حاضر لهذا الحديث وحذيفة يحدث به إذ أقبل الحسن بن علي (عليهما السلام) يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال: إن جبرئيل يهديه وميكائيل يسدده، وهو ولدي والطاهر من نفسي وضلع من أضلاعي هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو.
فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة
قلبي وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو لايرفع بصره عنه، ثم قال: [أما] إنه سيكون بعدي هاديا مهديا هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني ويعرف الناس آثاري ويحيي سنتي، ويتولى اموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك وبرني فيه وأكرمني فيه.