[الجندي]

اللهم صلي على محمد واله الطيبين الطاهرين :

مشابهة ومخالفة في مرض الرسول صلى الله عليه واله ومرض ابو بكر ومرض عمر بن الخطاب .

حادثة مرض ابو بكر :
جاء في تاريخ الطبري :3/429 و في ص 176- 177 من نظام الحكم لظافر القاسمي . وسيرة عمر لابن الجوزي : 37 . وتاريخ بن خلدون : 2/85 .
(( ان ابا بكر دعا عثمان خاليا فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهده ابو بكر ابن ابي قحافة الى المسلمين , قال : ثم اغمي عليه فذهب عنه , فكتب عثمان اما بعد : فاني استخلف عليكم عمر بن الخطاب , ولم آلكم خيرا , ثم افاق ابو بكر فقال : اقرأ علي , فقرأ عليه , فكبر ابو بكر وقال : (( اراك خفت ان يختلف الناس ان اسلمت نفسي في غشيتي , قال : نعم , قال : جزاك الله خيرا عن الاسلام واهله واقرها ابو بكر (رض) , وذكر الطبري قبل ذلك عن عمر انه كان جالسا والناس معه ومعه شديد مولى لابي بكر معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر وعمر يقول : (( ايها الناس اسمعوا واطيعوا قول خليفة رسول الله انه يقول : اني لم آلكم نصحا )) . تاريخ الطبري : 1/ 2138 , ط اوربا .
اقول :
وجه المشابهة :
1- ان رسول صلى الله عليه واله مرض وان ابا بكر مرض ايضا .
2- ان رسول الله صلى الله عليه واله تكلم وهو مريض وان ابا بكر ايضا تكلم وهو مريض .
3- ان المرض قد اشتدّ برسول الله صلى الله عليه واله ولم يغمى عليه ولم يغش من شدة الوجع , وان المرض قد اشتدّ بابي بكر حتى اغمي عليه وغشى من شدة المرض .



وجه المخالفة :
معلوم لدى الجميع ان عمر بن الخطاب حضر مرض الاثنين :
1- نراه يقول عندما اراد رسول الله صلى الله عليه واله ان يكتب : يقول عمر حسبنا كتاب الله ان الوجع قد اشتدّ برسول الله) او قال كما قال ابو حامد الغزالي ما سرّه استفهموه ان رسول الله يهجر ( حاشاك يا مولاي ) .
2- نراه يقول عندما اراد ابو بكر ان يتكلم او يكتب ، يقول عمر : ( اسمعوا واطيعوا قول خليفة رسول الله انه يقول : اني لم آلكم نصحا ) .

من الغريب ان يؤذن لابي بكر ان يكتب وصيته ويقول ما يريد وهو مريض وفوق هذا كله انه كان يغشى عليه من شدة المرض ولا يقال عليه انه ( يهجر من شدة المرض ) ، وبخلافه نرى ان النبي صلى الله عليه واله يحال بينه وبين كتابة ما اراد او قول ما اراد .... والله ان هذا لشيء عجاب !!!!

حادثة مرض عمر بن الخطاب :

الامامة والسياسة لابن قتيبة : 21- 22 , الطبقات :2/364 .
: ( طعن عمر بن الخطاب وقال طبيبه : لا ارى ان تمسي فما كنت فاعلا فافعل , قال لابنه عبد الله : ناولني الكتف فمحاها وقال من شدة الوجع : ((والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع)) وكان راسه في حجر ابنه عبد الله فقال لابنه : ضع خدي بالارض ، فلم يفعل ، فلحطه وقال له : ضع خدي بالارض لا ام لك والويل لعمر ولأم عمر ان لم يغفر الله لعمر ) .
ونرى ان عمر بالرغم من من هذا الوجع الشديد الذي كان يعانيه فقد اوصى وصيته ورتّب امر الشورى واطمأن ان عثمان هو الخليفة من بعده واطمأن ان لا يتسلط هاشمي على رقاب الناس , وامر بضرب عنق من خالف هذه التعليمات كما روى البلاذري : 5/18 ، وابن سعد في طبقاته : 3/247 .
وهنا نرى ان عمر يكتب وصيته ويقول ما يريد وهو على فراش الموت وقد اشتدّ به الوجع وامره وقوله نافذ ولا يعترض عليه احد ولا يحول بينه وبين كتابة ما يريد ، بينما يحال بين الرسول صلى الله عليه واله وبين كتابة ما يريد لان المرض قد اشتدّ به وان القرآن وحده يكفي !!!!
الا يسال المخالف السلفي نفسه كيف لا يكفي القرآن والنبي موجودا ، ويكفي القرآن والنبي غائبا ؟

واللحمد لله رب العالمين