حسن: لقد تم إيقاف البحث عن عمر لمضي أشهـر دونَ العثور على أثراً له يعتقدون إنهُ قد هربَ من البلاد
حسين: أخافٌ على حيدر..؟
حسن: أجـل فاعتقاداتهم لن تفيدنا في شيء .. تخيل لو إن عمر ما يزال في البلاد سيكون هذا خطراً على أبنـي حيدر
حسين: مضت أربعة أشهر بل أكثر ولم يظهـر عمر هل تعتقد إنهُ سينتظر كل هذهِ الأشهر والأيام..! .. لا بتأكيد قد رحلَ من البلاد
حسن: آمـل ذلك
حسين: فلتنهض الآن وتذهب لمنزلكم لابدَّ إنهم بانتظارك
حسن: صدقت في ذلك
حسين: أبعد عن عقلك هذا التفكير فسيتعبك بلا فائدة
حسن: إن شاء الله
بينما فاضل..فادي ..جواد يسيرون وصلَ فاضل إلى منزلهم فأكمل فادي وجواد السيـر وهما يتحدثان
فادي: كان التدريب ممتع هذا اليوم
جواد: كثيــراً
فادي: لم نعد نتدرب كما في السابق
جواد: أجـل فمباريات التصفية قد انتهت .. تـرقبها في السنة القادمة وسنتدرب كما في السابق.. هههه
فادي: صدقت .. ليس لنا إلا الإنتظار
جواد: أجل .. كيفَ حالُ وليد..؟! .. مـرت أشهـر لم أرهُ فيها..!!
فادي –متغيـر الوجه- : إن شاء الله بخيـر .. لـم يعد يخرج وليد كما في السابق
جواد: لمَ..؟
لـمَ هذا السؤال..؟!
كأنَّي أصبحتُ متطفلاً..؟!
سرعان ما تراجعتُ بقـول: أعتذر..!
فادي: لا لا داعي للاعتذار.. تغيـرَ وليد كثيراً أصبحَ انطوائي ولا يحب الخروج بعد زواج أبيه
جواد: ألم تحاولوا إخراجهُ من هذا الحال..؟
فادي: بلى حاولنا ولا نزال
جواد: ليتني أستطيع تقديم المساعدة فأنتَ تعرف مدى حبي لهذا الصغيـر
فادي: شكراً لكَ .. لابدَّ إنه سيتأقلم مع هذا الوضع وسيعود مثلما كان
جواد: إن شاء الله
ذهولٌ خيمـا على فـؤادي
من رجـلٍٍ غريبٍ أقبلَ إلـيَّ
وصمـتٌ تصببَ فـي روحي
من نظـراتٍ أخـافـتْ مقلتيَّ
وظلمةٌ باتتْ تغـمـغمُ عليّ
وحيـرةٌ مـن مـا يجـري إلـي
حوتْ بالخوفِ تسيطـرُ عليَّ
..!..
أقبـل حيدر لـوليد الذي كانَ منشغلاً بتفكيـر..!
حيدر –جالساً بجوارِ أبنه- : بُنـي ما بالك..؟
وليد: لاشيء أبتي
حيدر –يتمعن النظـر إليه- : لكنَ عيناك تقولان غير هذا..!
وليد: أشعـر بتعبٍ بسيط
حيدر: ألم تعد تثق بوالدك..؟
وليد –يرتمي بين أحضانِ أبيه- : لا تقل هذا أبتاه .. إنَّي تعبٌ قليلاً هذا كـل شيء
حيدر: هل تحبُ أن ترى والدك يتألم..؟
وليد: لااااا ..لا
حيدر: إذاً تناول طعامكَ بشكلٍ دائم
وليد: أنّي آكل بشكلٍ دائم
حيدر: هذا غير صحيح .. البارحة لم تأكل شيء واليوم لم تتناول إفطارك هذا كله يسبب لكَ التعب.. لأجلي بُني .. أهتمَ بصحتك .. أم تريدني أن أترك عمـلي وأتفرغ للاهتمام بصحتكَ بنفسي
وليد: لا أبتاه
حيدر: سأفعلها إن لم تنتبه لصحتك
لـم أرى إلا الدموع تتساقط على وجنتي..!!
لماذا..؟! .. ما السبب..؟!
لم أكن أعرف..!
ضمني أبتي والآلام تسيطـر عليه..!
للحال الذي وجدني عليه..!
حيدر –يمسح دموع وليد- : لا تبكي حبيبي لا تبكي .. أرجوك .. ليتك تخبرني ما بك لمَ هذا الحزن الذي سيطر عليك
وليد: لا .. لاشي أبتـي
كيفَ أسأله هذا السؤال..!
كيف وأنا أعلم لمَ هذا الحزن..؟!
لمَ هذا الانطواء والكدر الذي..
الذي سيطر على قـرة عيني
آآآآآه
ليتنـي أستطيع التخفيفَ عنه
ولكن بآيتي طريقة..!
كانت أفكاري مشتته
مشتته للحال الذي كانَ عليه أبنـي..!!
حيدر: أينَ تلك البسمة التي تٌزهي وجهك يا بُني..؟
وليد: ستعود أبتاه ستعود وعن قريب
لقد قالها وهـو واثقٌ من ذلك
قال ستعـود..!
أراحني ما قالهُ كثيـراً..!
طرقَ باب غـرفتي..!
لقد كانت جدتي زينب
زينب: لقد وضعنا الطعام على المائدة فلتنزلا
حيدر: نحنُ قدمان
أمسكَ حيدر بيدي وليد ونـزلا معها
بينما أكبر يتناول الطعام مع والديه
أردفَ قائلاً: أبتـاه هل تأذن لي اليوم بالخروج..؟
أبا أكبر: إلى أين..؟
أكبر: سأذهب أنا ورفاقي للملعب
أكبر: حسناً ولكن لا تتأخـر
أكبر: اليوم الأربعاء نريدُ أن نستمتع أنا ورفاقـي
أبا أكبر: بعد تأديتك لصلاة المغرب في المسجد تعود للمنزل
أم أكبر: وقتٌ جيد .. ليس لديك اعتراض
أكبر –والبسمةُ تغمـرُ شفتيه- : بتأكيد .. شكراً أبتاه
رنَ هاتف منزلهم..!
أكبر –ناهضاً- : لابدَّ إنهُ قاسم
أكبر –رافعا السماعة- : قاسم لقد وافقَ أبـي
قاسم: فلتسلم أولاً
أكبر: هههه ..اََلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ
قاسم: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ
أكبر: أبي وافق على خروجي معكم
قاسم: هذا ممتاز وسالم وسامي أيضاً وافقا والديهما وأنا كذلك
أكبر: رائع .. إذاً سنلتقي في العصر الساعة الرابعة
قاسم –وقد تغيرت نبرته- : اتصلت بوليد ولكنهُ تعذر
أكبر: لم يكن لهُ داعي أن تتصل به
قاسم: لمَ تقولُ هذا..؟
أكبر: لم يعد يريد الخروج معنا فلا فائدة من الاتصال له
قاسم: مهما يكن يظل صديقنا ومن الواجب الاتصال به فربما غيرَ رأيه
أكبر: لا بأس
قاسم: سأتركك الآن .. سأنامُ قليلاً
أكبر: حسناً .. تصبح على خيـر