الجزء التاسع
انتهـى من المذاكرة .. استلقى على فراشه وسجَّى حيدر الغطاء عليه
حيدر –قبـلهُ على جبينه- : تُصبح على خيـر بُنـي
وليد: وأنتَ من أهل الخيـر
حيدر: أحلامً سعيدة
وليد –بنبرة حزينة- : ولكَ أبى
تبسمَ حيــدر في وجهه .. أطفـئ الأنوار .. خرج بعدهـا
جـلس عـلي يتحدث مع زوجتهِ سكينه
علي: تجادلتُ مع أخيكـِ بسبب موافقته على الزواج هذا اليوم
سكينه: لـمَ فعلت ذلك..؟ ، أمي من أصرت عليه .. ما ذنبهُ..؟
علي –منفعلاً- : كانَ يستطيع أن يصرَ على رفضه
سكينه: حتى وإن أصرَ على رفضه ستظل أمي تحنُ عليهِ وتحن .. ولو قبـلَ بالزواج من نفسهِ ما الخطـأ في ذلك..؟ .. ألا يحق لهُ أن يتزوج..؟
علي: لكنهُ قالَ بأنه لن يتزوج بعد أختي
سكينه: قــالهــا فعلاً .. ولكن كـل الظروف ضده .. فما بوسعهِ أن يفعل..؟!
علي: أسبابٌ ليست مقنعه
سكينه: لـو كانت أمكَ رحمها الله على قد الحياة وظلت غاضبه عليك .. هـل هذا سيريحك ويسرك..؟ .. أتستطيع أن تغمض جُفنيك وهي غاضبةٌ عليك..؟
علي: لا طبعاً
سكينه: وهذا الحال الذي عليه أخي .. هو أيضاً لن يستطيع أن يرى والدتي غاضبةٌ عليه
علي –في ضيق- : لا بأس .. سأخلد إلى النوم
بعد مُضي الدقائق والساعات حـل الصبــاح والتقى عمـر بمن وكلَ لهُ مهمة إحضار المعلومات..!!
عمـر: مــاذا حدث..؟
الرجل: لم أحضر لك معلومات كافيه
عمر: لا بأس .. أخبرني الآن ما هي المعلومات التي أحضرتهـا
الرجل: ابنهما ذاك الذي يلعب كرة السلة أُصيبه في حادث وأبنهما الآخر سيقوم بخطبة فتاة تنسبُ له
قاطعهُ عمر من هول الصدمه: مـاذا....؟ .. هـل تقصد حيدر..؟
الرجل: أجـل
عمـر: لااااااا .. هذا مستحيــل .. لابدَّ إن هذا كذب
الرجل: وما أدراني .. لقـد سألت كما طلبت مني .. وهذهِ النتائج
عمـر: كيــــــف ذلك.....؟ .. وزوجته..؟؟!!
الرجل: زوجتهُ توفيت .. ألا تعلم..؟
عمر –غاضباً-: بــــلى أعلم .. ولكن يستحال أن يتزوج غيرهـا .. يــســـتحال
الرجل –مستغرباً- : لــمَ..؟!!
عمـر: ليسَ هذا مهم .. أريدكَ أن تتأكد من صحةِ هذا الخبر وآيتي معلومات تخص هذا يجب أن تحضرها إليّ
الرجل: حسناً .. أمهلنـي يومان
عمر: يومان فقط
الرجل: حسناً .. وداعاً الآن
عمر: وداعاً
ثمَّ ذهب
عمـر – في نفسه: هـل هذا يعقل..؟! .. بعد كـل هذا التعب والتخطيط لقتلِ زوجته لأفجعهُ بها .. ينساها بكـل سهوله ويتزوج فتاة غيرها..؟! .. لا هذا مستحيل .. لقد كان يحبها كثيراً
وصـل حيـدر للمستشفـى .. ذهب لرؤية أخيه على الفـور
حيدر –داخلاً- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ.. صباحُ الخيـر
فادي: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ.. أهلاً أخـي .. صباحُ النور
حيدر: كيف حالك الآن..؟
فادي: الحمدُ لله .. أنَّـي بخيـر
حيدر: الحمدُ لله
فادي: ما أخبار والديّ ووليد..؟ هـل الجميـع بخيـر..؟
حيدر: أجـل إنهم بخير والحمدُ لله
فادي: لـقد راودني البارحة حلماً مزعجاً
حيدر: ربما كانَ كابوساً .. ضع تحت وسادتك بعضاً من آيات الله ولن تراودك بأذن الله أحلاماً مزعجه
فادي: كانت فاطمة في هذا الحلم
حيـدر –متفاجئ نوعاً ما- : هـل هذا صحيح..؟!
فادي: أجـل .. كانت تبكـي بشده .. عندما سألتها لمَ تبكين..؟ .. لم تجب وظلت تبكي وتردد وليد .. وليد..!!
حيدر: اللهم أجعلهُ خيراً
فادي: يا رب
أوصل حسن زوجته زينب لمنزل أخيه حسين ، ثمَّ استقبلتهـا سكينه .. أدخلتها لغرفة الجلوس
زينب: هـل دعوتم أبا فاضل وولديه..؟