ذلك هو الموقف الرهيب والخطير الذي وقفه عمر بن الخطاب وأكثر الصحابة تجاه أمر رسول (ص) عندما أراد أن يكتب لهم ذلك الكتاب الذي يعصم المسلمين.
وعارضوه بشدة وقساوة وعدم احترام لمقامه السامي حتى اتهموه بالهجر والهذيان ، مدعين بأن كتاب الله يكفيهم فلا حاجة لكتابة الرسول.
ومن خلال هذة الحادثة التي سماها ابن عباس رزية المسلمين يتبين لنا بأن الأكثرية من الصحابة يرفضون السنة النبوية ويقولون : (حسبنا كتاب الله ).
أما علي وأتباعه من الصحابة وهم الأقلية والذين سماهم رسول الله (ص ) بشيعة علي ، فكانوا يمتثلون أوامر الرسول بدون اعتراض ولا نقاش و يعتبرون كل أقواله وأفعاله سنة واجبة الاتباع تماما ككتاب الله ، ألم يقل كتاب الله : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول }(النساء : 59).
وسيرة عمر بن الخطاب معروفة عند كل المسلمين ومواقفه المعارضة للنبي في كل أدوار حياته مشهورة. وبطبيعة الحال فان عمر بن الخطاب كان يرى عدم التقيد بالسنة النبوية ، ويظهر ذلك جليا من خلال أحكامه عندما أصبح أميرا للمؤمنين فكان يجتهد برأيه مقابل النصوص النبوية بل كان يجتهد برأيه مقابل النصوص الالهية الجلية فيحرم ما احل الله ويحلل ما حرم الله.
وبطبيعة الحال ان أنصاره ومؤيديه الصحابة كانوا على شاكلته ، وان محبيه والمعجبين به من السلف والخلف يقتدون به وببدعة الحسنة كما يسمونها.