طماطة
أستيقضت في الصباح الباكر وعيناي محملتا بالنعاس الذي بدأ يأكل عيني المتعبه
أرتب للفطور الذي اعمله الى اخي محمد الصغير بعدما صرت ابآ و أمآ له
أحسسه بحنان الأم و عطف الأب الذي فقده وهو صغير ...
ماذا افعل له من فطور وهو كره شيء أسمه (( طماطة ))
في الصباح طماطة و في الغداء طماطة وفي العشاء طماطة هي وحدها التي وقفت معي من رخصها و توفرها بالسوق
السوق !! اووووه نعم يجب ان اذهب للسوق مسرعا حتى اشتري الطماطه واعدها له ولي فطورا
خرجت من الباب المحمل بالاصفاد و الاقفال المحكمه وعيني تذهب يسارا و يمينا خوفا من القتل او الاختطاف في بلد كثرت به تلك الامور المستورده
حسن _ بكم اليوم الطمـاطه
بائع الخصار _ بنفس سعرها اكيد !!
حسن _حمدا لله لم يرتفع سعرها مثل باقي الخضار و الطعام
اعطني خمس كيلوا من الطماطه الجيده !!
بحثت في جيبي المثقب والذي صار مفتوحا لكل من هب ودب حاله حال الوطن
خجل احمرار وجهي بلون الطماطه اتركها اتركها ..لا اريد اليوم
بائع الخضار لماذا !!
حسن _لا املك ثمنها فقد وقعت مني او نسيت المبلغ
بائع الخضار خذها وفي الظهر اعطني المبلغ فأنت زبوني المفضل ها ها ها ها دائما تشتريها
اخذتها مسرعا عسى الحق بأخي الصغير واجده نائم في احلامه و اجهز الفطور له
يا الله ما هذا سيطره !! سيطره للجيش !!
هل هم منهم ام منا !! اي الهويه استعمل !!
هل استعمل هذه الهويه ام الاخرى ((بأشاره الى جيبه اليمين )) هل استعمل هذه فيكونوا الجيش من انصار تلك الهويه ام استعمل تلك الهويه فيكونوا الجيش من هذه الهويه !!
يا ربي اي مصيبة انا بها !!
حيره قلق خوف تفكير ...
الافضل لي ان اسلك طريق الازقه و الافرع و انهزم من تلك الهويه وهذا الجيش !!
الحمد لله ها انا قد وصلت ...
هايا استيقض فموعد المدرسه قرب هيا للفطور الدسم !!
محمد الطفل _ وهو يفرك بعينيه الجميلتين وهل احضرت لنا اللحم !!
حسن _ كلا احضرت لك الـــ طماطة
محمد الطفل _ يبوووووه ايضا قماقه !!
حسن _ ليس قماقة طمآآآآطه
محمد الصغير _ قماقه ..ق م ا ق ه لا استطيع ان اقولها مثلك
حسن _ امنيتي ان تلفضها صحيح ولو مره واحده في عمري اسمها طماآآطة وليس قماقه
الا تشاهد لونها الجميل الاحمر كل شيء احمر اسمه طماطة وبدأ يتراقص مع الطماطه كأنها الفتاة التي طال انتظارها
هيا اسرع فالفطور جاهز
وبدآنا نتناول فطورنا واذا بأطلاقات نار ترتفع عاليا و اصوات انفجارات تهز الطاوله المحمله بالطماطة
محمد الصغير _ شاهد يا حسن هذه ايضا قماقة !!
حسن _ اين هي تقصد النار العاليه جراء الانفجار !
محمد الصغير _ نعم لونها احمر فهي تشبه القماقه
حسن _ يا الله الف مره قلت لك اسمها طماآآطه وليس قماقه واذا سمعتك تقولها قماقه اضربك !!
طق طق طق .. من في الباب ... من ... من ..
ذهبت مسرعا صوب الباب واذا بي اجد ورقه حمراء اللون مكتوب فيها اخرج من منزلك والا قتلناك انت و اخوك !!
اسودت الحياة بوجهي وصرت لا اشاهد الا السواد وانا افكر بمنزل عائلتي الذي عشت به من صغري فكيف اتركه واهاجر !!
وقعت عيني على التلفاز واذا بي اشاهد فلم الرساله وكيف هجروا المسلمين من ديارهم بمكه
يا الله ماذا افعل !!
واين اخذ محمد الصغير واسكنه بعدما بقي لي و له فقط هذا المنزل العتيق المحمل بالغبارو المثقب من كل مكان اتركه !!
محمد الصغير_ ماهذه ورقة القماقه الذي وجدتها ؟!
حسن _ ورقة الطماطه !! انها ورقة تتتتهديييـ لا عليك فهي تشبة لون الطماطه و ليس القماقه لا فائده منك فأنت مصر ان تقول قماقه
ها ها ها رحت اضحك عسى ان لا ينتبه اخي الصغير لتلك الورقه
قررت ان لا ارحل وان اترك هذه الورقه و ارميها ولا افكر بها
وصرت اتابع عملي و حياتي كما هي
وفي نهار يوم جميل ومشرق ذهبت للسوق وكالعاده الطماطه هي وحدها واقفه معي بمحنتي و سد جوعي و جوع اخي
الحمد لله ها انا قد وصلت للمنزل فتحت الباب واذا بظهري المحمل بالتعب قد اصيب بطلقات ناريه اسقطتني ارضا وعيني على محمد الصغير ينتظر فطوره الدسم الطماطه او كما يسميها هو قماقه ...
هرع مسرعا نحوي وهو يبكي ويحتضنني كما احتضنته منذ صغره و يقول
اخي حسن لا تمت اخي حسن لا تمت فقد أمتلأت يدي بالطماطه من ظهرك
حسن _ بين سكرات الموت مااا مااا مااا هي ؟
محمد الصغير _ الطماطه فقد صار بيدي طماطه من ظهرك شاهد انها نفس اللون ولكنها غاليه و ليس رخيصه بسعر الطماطه لا تمت أرجوك و تتركني وحدي
حسن _ حمدا لله انك تعلمت ان تقول ط م ا ط ة فلا خوف عليك بعد الان
العراقي 27-4-2008