¨°o.O (الهَدَفْ الإلّهي من خَلْقِ الإنْسانْ ) O.o°¨
بتاريخ : 17-12-2007 الساعة : 10:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوّهم...
أعزنا الله بخلقه لنا من بعد العدم حيث لم نكُ شيئاً ..
وزادنا عزاً بحسن خلقه ودِقةِ صنعته لنا ...
وزادنا عزاً على عز بأن جَعل لنا عقولاً تُميّزنا عن الحيوانات ...
وبلغ الله بنا أعز العز حينما جَعل لنا الأرض ذلولاً والمخلوقات مُسخرات بأمره لأجلنا ...
ولَحري بالإنسان أن لا يَنسى هذه النِعم ولَنِعمَة الوجود كافية لأن تُحرك فطرة الإنسان نحو العبادة ...
ليس من باب الخوف من الله و الطاعة له فالكافر لا يعرف ذلك ... بل من مبدأ آخر أكثر بلاغة وذكره
لنا أمير المؤمنين (ما عبدت الله خوفا من ناره ولا طمعاً في جنته ولكن وجدته أهلا للعبادة فعبدته)
عَظمة السُنة الكونية تَجعل الإنسان يُفكر بالحكمة الإلهية ...
هل الله خلقنا وخلق كل هذا الكون فقط لنعبده؟؟؟ ....
هل من يصلي ويصوم ويطبق فروع الدين يحقق المعنى الحقيقي للعبادة؟؟؟؟؟
يقول الباري في كتابه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون}
العبادة أوسع بكثير من أن تُحصر في أُطر السلوكيات العِبادية المُتعارف عليها...
الصلاة والصوم وغيرها من فروع الدين ليست كل العبادة بل هي أساس للعبادة أساس للهدف الأسمى
الذي خلقنا الله من أجله ... لأن الله لم يَخلقنا لنصلي ونصوم ونزكي فقط فهذه الأعمال الدينية لا تتناسب مَع المنطق لأن تكون هي الهَدف الإلهي
الغرض من خلق الإنسان هو أسمى من ذلك وهو الوصول إلى الكمال
{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}
لذلك نرى أئمتنا يتحدثون في علوم مختلفة وليس الدينية فقط.
لأن الكمال هو الهدف ... الكمال بجميع جوانبه العلمية والشخصية والدينية والإجتماعية والسياسية وكل شيء..
.
الكمال هو التخطيط لإبراز أقصى القدرات البشرية في قيام مجتمع مثالي... فيسعى الإنسان لدعم
المؤسسات البناءة وإنشاء البرامج الدينية وطلب العلم بأنواعه والرقي بالمستوى البشري على جميع
الأصعدة الأخلاقية والمادية والفكرية وغيرها من المجالات التي تساهم تطبيق مفهوم الحكمة الإلهية على الأرض
ومن رحمة الله في خلقه ان فرض عليهم فروع الدين فهي بمثابة الروح في الجسد ولا نستطيع الوصول للكمال دون روح لأن الفاقد للروح كالتائه في الظلام ...
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}
ومما يلفت الإنتباه في الآية { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}
أن التعبير جاء بصيغة حث على التنافس بين الناس للقيام بأفضل الأعمال والتنافس... ونرى هذا الأمر
متجسداً في أمير المؤمنين حيث أنه كان دائماً الأسبق في نصرة النبي صل الله عليه وآله وفعل الخير
وعندما قربت وفاته نظر لزاوية الغرفة وقال (لمثل هذا فليتنافس المتنافسون)
ويقول الباري في كتابه الكريم : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (*)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )