الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين
آيات القرآن الكريم التي نزلت في حق الامام الحجة وقائم آل محمد صلى الله عليه و آله
وغيبته وقيامه في آخر الزمان، ومن هذه الآيات ما يبين التكليف والواجب الملقى على عاتق المسلمين تجاه إمامهم وقائدهم.
1- الإيمان بهإن أول الواجب على المسلم أن يؤمن بإمام زمانه لأنه من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. ولذلك قال تعالى: (ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب...) فعن الصادق عليه السلام: المتقون شيعة علي والغيب هو الحجةعجل الله فرجه.
2-الإنتظار في غيبتهبعد التعرف على الامام والإيمان به، وبعد الإطلاع على الظروف التي اقتضت غيبته عن شيعته ومواليه، يأمرنا القرآن الكريم بالانتظار لهذا الامام الغائب.وذلك في قوله تعالى: «ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين». فعن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال: طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبته، أولئك من وصفهم الله في كتابه فقال: الذين يؤمنون بالغيب. قال صلى الله عليه و آله:أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون.
فها هنا أمر بالانتظار والترقب لقدومه المبارك، والصبر مهما طالت غيبته، والإقامة على محبته والعشق له، فإن المرء يحشر مع من أحب.
3- المرابطة وهذا يوضح معنى الانتظار للامام عجل الله فرجه، فليس هو العمل على إشاعة الفساد، ولا الوقوف جانباً، بل أن نكون على أهبة الاستعداد وكامل الجهوزية لأداء الوظائف والأوامر التي يأمرنا بها مع ما يقتضي ذلك من شحذ الهمم وتمهيد الأرضية لتحقيق الأهداف المطلوبة. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). عن الباقر عليه السلام قال: اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم.
4- الطاعة: لا شك أن من لوازم الإمامة والقيادة الطاعة، فإذا آمنا بالإمام عليه السلام فإن أوجب الواجبات وأوضحها أن ندين له بالولاء والطاعة. ومع أن هذا الأمر بديهي، إلاّ أن القرآن ذكرها وشدد عليها لشدة أهميتها. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما نزلت الآية قلت:
يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟
فقال صلى الله عليه و آله:هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن،ثم الحسين،ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر،ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد ،ثم موسى بن جعفر،ثم علي بن موسى،ثم محمد بن علي،ثم علي بن محمد،ثم الحسن بن علي،ثم سميّي وكنيّي حجة الله في أرضه،وبقيته في عباده،ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره مشارق الأرض له،ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان.
قال جابر: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟
فقال صلى الله عليه و آله: إي والذي بعثني بالنبوة. إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب.