[مروان1400]

كتاب الله وعترتي , وليس كتاب الله وسنتي

1--روي عن عمر قوله ان النبي صلى الله عليه وآله قال :
(تركتُ فيكم أمرين لن تضلُّوا بعدهما:كتاب الله جل وعز وسنة نبيه )
(إسناده ضعيف أخرجه بَحْشَل في تاريخ واسط ص50، وفي سنده مجهول)

2-عن أنس بن مالك: (قد تركتُ فيكم بَعْدي ما إن أخذتُم، لم تضلُّوا: كتاب الله، وسُنَّة نبيِّكم )(إسناده ضعيف أخرجه أبو نُعَيم في تاريخ أصبهان).

3-عن أبي هُرَيرة : (إنِّي قد خَلَّفتُ فيكم اثنين، لن تضلُّوا بعدهما أبدًا: كتاب الله، وسُنتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوض)(ضعيف , في سنده صالح الطلحي وستأتي ترجمته)

4-عن أبي سعيد الخدري أيا أيُّها الناس, إنِّي قد تركتُ فيكم الثَّقلين: كتاب الله وسنتي)(إسناده ضعيف أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه ج1 ص 275, فيه: سيف بن عُمر؛ قال ابن مَعين: ضعيفُ الحديث. وقال أبو حاتم: متروكُ الحديث، يُشبه حديثُه حديثَ الواقديِّ. وقال أبو داود: ليس بشيءٍ. وقال النَّسائيُّ والدارقطنيُّ: ضعيف)
( تهذيب التهذيب لابن حجر ج4ص259).


على الرغم من ضعف الحديث فأن الجمهور قد تمسك به لسبب لكثرة تكراه ولاجتماع المخالفين على نشره رغم ضعفه وسنده وكل ذلك في سبيل ابعاد عترة النبي الكريم صلى الله تعالى عليه وآله. ورد الحديث اعلاه بألفاظ مختلفة وبمعنى واحد وهو ( كتاب الله وسنة نبيه), وكما تقدم من امثلة فهي احاديث ضعيفة مرسلة ولكن يتمسك بها المخالفون وحزب السقيفة .
...........................

السؤال : كيف يوص النبي صلى الله عليه وآله أمته من بعده بأتباع سنته,
وسنته غير مكتوبة وغير محفوظة؟ فالمتفق عليه اجماعا , أن السنة النبوية ( الاحاديث) مُنع الصحابة من كتابتها وتدوينها بأمر الخليفة الاول والثاني ومن جاء بعدهم وقُيد الحديث كتابة لأول مرة في عهد الأموي عمر بن عبد العزيزأي بعد حوالي أكثر من 80 سنة من رحيل النبي الكريم صلى الله عليه وآله, ثم وبعد وفاة عمر بن عبدالعزيز أقفل باب تدوين الحديث مرة آخرى ,
علما ان خلافة عمر بن عبد العزيز كانت حوالي عامين ,
فخلال العامين كتبت بعض الاحاديث ثم منعت السلطات كتابته مرة اخرى !
فكيف يوص النبي (ص) أمته وصحابته بما ليس مكتوب او مدون كالقرآن الكريم ؟
ويعول في وصيته لأمته بشئ غير مقيد ومختلف على سنده الى يومنا هذا ؟
إذن لابد أن يكون حديث ( كتاب الله وسنتي) حديث متقول على النبي ص الذي لاينطق عن الهوي , وقد تبين مما تقدم ضعف حديث (كتاب الله وسنتي) , ومع ذلك يتمسك به حزب السقيفة وانصارهم الى يومنا هذا لغاية !
في كل كتب الحديث التي يعول عليها المخالفون ورد حديث( كتاب الله وسنتي) وفي سنده رجال هم
( ابن ابي أويس , صالح بن موسى الطلحي , عبد الله بن كثير).
لننظر في الحديث كما ورد في كتب الحديث وفيما يلي نموذجان للحديث :

1-عن ابن أبي أويس عن أبيهعن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس وفيه :(يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه) (الحاكم في المستدرك) (ج1 ص93)
2-حدثنا صالح بن موسى الطلحي، حدثنا عَبد الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَن أَبِي صَالِحٍ،
عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وآله :
( إني قد خلفت اثنتين لن تضلوا بعدهما أبدا كتاب الله وسنتي ,
ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض) (سنن البيهقى ج2ص421)

سند الحديث كما اعلاه فيه كل من :

1-ابن أبي اويس

2-صالح بن موسى الطلحي

وهناك حديث سيأتي ذكره في الموطأ لابن مالك فيه

3-عبد الله بن كثير


.....................................

لننظر في هؤلاء الرواة


1-ابن ابي اويس

-(إِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَاسم أبي أويس عبد الله بن عبد الله أَبُو عبد الله الأصبحي وَهُوَ ابْن أُخْت مَالك الْفَقِيه
قَالَ يحيى ابْن أبي أويس وَأَبوهُ يسرقان الحَدِيث وَأَبوهُ لَا يُسَاوِي نواة
وَقَالَ النَّضر بن سَلمَة الْمروزِي هو كذاب وقال النسائي ضعيف) (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي)
..................
-(قال معاوية بن صالح عن يحيى - بن معين -: أبو أويس وابنه ضعيفان!
وعن يحيى بن معين : ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث!
وقال فيه أيضا:مخلط يكذب ليس بشئ!
وقال النسائي: ضعيف،ليس بثقة!
وقال أبو القاسم اللالكائي: بالغ النسائي في الكلام عليه،إلى أن يؤدي إلى تركه!
وقال أبو أحمد بن عدي: وابن أبي أويس هذا روى عن خاله مالك أحاديث غرائب لا يتابعه أحد عليه)
( تهذيب الكمال للحافظ المزي ج3 ص127 ترجمة ابن ابي اويس)
....................

-عن ابن أبي أويس هذا: وعلى هذا لا يحتج بشئ من حديثه،

( مقدمة فتح الباري ص 391)
-( قال سلمة بن شبيب: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول:
ربما كنت أضع لأهل المدينة إذااختلفوا في شئ فيما بينهمفالرجل متهم بالوضع!
وقد رماه ابن معينبالكذب(فتح الملك العلي للحافظ احمد بن الصديق ص 15)
-( قال سراج الدّين الشهير بِابْن الملقن فِي أول شَرحه على البخاري
فيما قرأته عليه أَنه (ابن أبي اويس) أقر على نفسه بالوضع !) ( الكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي)
- (قَالَ يحيى فيه : ابْن أبي أويس وَأَبوهُ يسرقان الحَدِيث وَأَبوهُ لَا يُسَاوِي نواة
-(قَالَ النَّضر بن سَلمَة الْمروزِي هُوَ كَذَّاب وقال النسائي ضعيف)

( الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي)
- ( اسماعيل بن أبي أويس ضعيف ) ( الضعفاء والمتروكون للنسائي)
...............................

2-صالح بن أبي موسى الطلحي

-(صالح بن موسى الطلحي وهو ابن موسى بن عبد الله بن اسحاق

ابن طلحة بن عبيد الله
-قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: صالح بن موسى الطلحي ليس بشئ.
سألت أبي عن صالح بن موسى الطلحي فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا كثير المناكير عن الثقات.
قلت يكتب حديثه؟ قال: ليس يعجبنى حديثه).( الجرح والتعديل لابن ابي حاتم الرازي)
.............................
- (حدثنا العباس،عَن يَحْيى، قَالَ: صالح الطلحي حديثه ليس بشَيْءٍ.
صالح بن موسى وإسحاق بن يَحْيى بن طلحة ليسا بشَيْءٍ لا يكتب حديثهما.
حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال صالح بن موسى من ولد طلحة بن عُبَيد الله منكر الحديث.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ صالح بن موسى من ولد طلحة بن عُبَيد الله منكر الحديث عن سهيل بن أبي صالح.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي صالح بن موسى ضعيف الحديث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال صالح بن موسى الطلحي متروك الحديث)
(الكامل في ضعفاء الرجال ابن عدي الجرجاني)
...............................
(-صالح بن موسى الطلحي متروك الحديث )( الضعفاء والمتروكون للنسائي)
.................................
(- صَالح بن مُوسَى الطلحي يروي الْمَنَاكِير عن عبد الملك بن عمير وغيره : متروك) ( الضعفاء للاصبهاني)
(- قَالَ يحيى ليس حديثه بشئ !
- قال البخاري منكر الحديث وقال السعدي ضعيف وقال ابن عدي ليس هو عند
ممن يتعمد الكذب إنما يخطئ ويشتبه عليه وقال ابن حبان يروي عن الثقات
ما لايشبه حديث الاثبات حتى تشهد لاانها معمولة ) (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي)
.........................

3-عبد الله بن كثير

ذكر العلامة جعفر السبحاني ان مالك في الموطأ ذكر حديث ( كتاب الله وسنة نبيه ) وقد ذكره مالك بلا سند ! ثم جاء ابن عبد البر الاندلسي فأراد ان يصلح ما وقع فيه مالك فروى الحديث و فيه الرواي عبد الله بن كثير , فأراد ان يصلح فوقع في ورطة !
فكان رد العلامة السبحاني كما يلي من على موقعه الرسمي :
(أمّا ( الموطّأ ) فقد جاء فيه ما نصّه : ( وحدّثني عن مالك أنّه بلغه أنّرسول الله صلّى الله عليه واله وسلم قال :
تركت فيكم أمرين لن تضلّواما تمسّكتم بهما ، كتاب الله وسنّة نبيّه)( الموطأ لابن مالك 899/3)
وهو ـ كما ترى ـ لا سند له ، فقال السّيوطي بشرحه : ( وصله ابن عبد البّرمن حديث كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف ،عن أبيه ، عن جدّه )( تنوير الحوالك ـ شرح على موطأ مالك 3 : 93)
لكن يكفينا النظر في حال(كثير بن عبدالله)المذكور.
قال ابن حجر :
قال أبو طالب عن أحمد : منكر الحديث ، ليس بشيء.
وقال عبد الله بن أحمد : ضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله في المسند ولم يحدّثنا عنه.
وقال أبو خيثمة : قال لي أحمد : لا تحدّث عنه شيئاً.
وقال الدوري عن ابن معين : لجدّه صحبة ، وهوضعيف الحديث. وقال مرّةً: ليس بشي.
وكذا قال الدارمي عنه.
وقال الآجري : سئل أبو داود عنه فقال : أحد الكذّابين.
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : واهي الحديث.
وقال أبو حاتم : ليس بالمتين.
وقال النسائي : ليس بثقة.
وقال ابن عديّ : عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال أبو نعيم : ضعّفه عليّ بن المديني.
وقال ابن سعد : كان قليل الحديث ، يستضعف.
وقال ابن حجر : ضعّفه الساجي.
وقال ابن عبد البر : ضعيف ، بل ذكر أنّه مجمع على ضعفه.
هذا ، والحديث عن أبيه عن جدّه ، وقد قال ابن حبّان :
روى عن أبيه عن جدّه نسخةً موضوعةً لا يحلّ ذكرها في الكتب ولا الرواية إلاّ على وجه التّعجب.
وقال ابن السكن : يروي عن أبيه عن جدّه أحاديث فيها نظر.
وقال الحاكم : حدّث عن أبيه عن جدّه نسخةً فيها مناكير )
انتهى كلام العلامة جعفر السبحاني في (عبدالله بن كثير)

ملاحظة: كتاب الموطأ لابن مالك ذكر حديث ( كتاب الله وسنتي) من دون سند وكما يلي :
باب كتاب القدر الصفحة 557 رقم الحديث في الموطا 1614
(وحدثني عن مالك انه بلغه ان رسول لله صلى الله عليه وآله قال اني تركت فيكم أمرين
لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه )
وقال الشارح طه عبدالرؤوف سعد في الحاشية : الحديث مرسل وتفرد به الامام مالك !!!

................................


وبذلك تبين بطلان الحديث من رواته وهم :
1- ابن ابي اويس
2- صالح بن موسى الطلحي
3- عبدالله بن كثير
فعلام يُعاد الحديث ويكرر في الخطب والفضائيات ويردده عوام الناس الى اليوم ؟ السبب هو لابعاد الشرف والعلو لعترة النبي صلى الله عليه وآله ولابعاد الخلافة والوصية عن أمير المؤمنين عليه السلام ! على كل حال وكما تبين من بطلان الحديث ان من يذكر هذا الحديث ويستشهد به فهو كذاب على النبي الكريم صلى الله تعالى عليه وعلى آله , فليستعد من يستشهد به ويقوله للسؤال يوم الحساب!
.................................................. ..

يتبع ......................