* بسم الله الرحمن الرحيم*
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
التَّأويلُ الحقيقي .. لِحُزننا من غـير سبب
عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام ومعي رجل من أصحابنا فقلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني لاغتم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ،
فقال عليه السلام : إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منا لأنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلا عليكم لأنا وإياكم من نور الله عزوجل فجعلنا وطينتنا و طينتكم واحدة ، ولو تركت طينتكم كما أخذت لكنا وأنتم سواء ، ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا .
قال : قلت : جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا ؟ فقال : إي والله يا عبدالله أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع أهو متصل به أو بائن منه ؟
فقلت له : جعلت فداك بل هو بائن منه ؟
فقال : أفليس إذا غابت الشمس و سقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منه ؟
فقلت له : نعم ، فقال : كذلك والله شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون ، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا لنشفع ونشفع ، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نار عن شماله ، وجنة عن يمينه ، فيدخل أحباءه الجنة وأعداءه النار ،
فتأمل وتدبر في حديث إمامنا الصادق عليه السلام فأن فيه أسرارا غريبة .