العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية العلوية ام موسى
العلوية ام موسى
عضو جديد
رقم العضوية : 81782
الإنتساب : Dec 2014
المشاركات : 36
بمعدل : 0.01 يوميا

العلوية ام موسى غير متصل

 عرض البوم صور العلوية ام موسى

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
iq العقيدة المهدوية.. آثار وتداعيات
قديم بتاريخ : 27-12-2014 الساعة : 02:46 PM


شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً من جميع طبقات المجتمع لاسيّما الشباب بالعقيدة المهدوية والانتظار وهذا من الظواهر الراجحة والجيّدة. وقد أدى هذا الاهتمام إلى رواج الكتب والنشريات والصحف والمحاضرات حول هذه العقيدة الحقّة.
إلا أن الذي يؤسف له أن هذا الاهتمام المتزايد لم يخل من مخاطر وانحرافات على مستوى الاعتقاد أو السلوك، مما يوجب علينا الحذر والتركيز على ملابسات هذه العقيدة. فعلى سبيل المثال من المسائل المهمة المرتبطة بهذه العقيدة والتي تحتاج الى بحث هي مسألة التشرّف برؤية الامام عليه السلام، حيث أضحت هذه المسألة مصدر تكسّب ورزق لكثير من أصحاب الدكاكين من المتشرّدين والدجالين. وكذا من المسائل التي تحتاج إلى بحث هي مسألة تطبيق الأحداث والأوصاف الواردة في الروايات على أشخاص معينين في الواقع أو على حوادث معينة وما سبّبه ذلك من مضاعفات سلبية ومشاكل.
ولذا سوف نقف عند هاتين المسألتين بشكل مختصر.
1) التشرف برؤية الإمام:
التشرف برؤيته عليه السلام له نحوان:
1) فتارة تكون دعوى الرؤية مقرونة بدعوى السفارة والنيابة.. أو دعوى أخذ التعليمات والتوصيات منه عليه السلام وبيان التكليف للناس.
2) وتارة ثانية تكون دعوى رؤيته عليه السلام غير مقرونة بدعوى السفارة أو حمل التوصيات والتعليمات منه أو بيان تكليف الناس. بأن يدعى الشخص أنه رأى الإمام ولم يعرفه إلا بعد ذهابه أو كأن يقوم بأعمال مسجد السهلة ويتشرف برؤيته (ع).
أما بالنسبة الى النحو الثاني من الرؤية والتشرف بلقائه فإنه لا مانع منه ويمكن تحقق ذلك، بل من المشهور أن جماعة من العلماء الأعلام والأخيار الأبرار فازوا بشرف لقائه عليه السلام، وأنهم على الأكثر وحسب قولهم لم يعرفوه في ذلك اللقاء وإنما التفتوا لذلك بعد مفارقته وذهابه. وهذا منقول بكثرة عن السيد محمد مهدي بحر العلوم والسيد حيدر الحلي المعروفين وغيرهما، فهذا النحو من الرؤية لا مانع منه وهو لا يتضمن أي دعوى للسفارة أو النيابة أو حمل تعليمات الإمام الى الناس.
ولعلّ الغاية من هذا التشرف والظهور لبعض العلماء والأخيار في أوقات متباعدة وأزمنة مختلفة هو لأجل الربط على قلوب المؤمنين وحفظ يقينهم وتثبيتهم في مواقع الاهتزاز وشعورهم بالأمن والسلام وأن الامام بين ظهرانيهم يشعر بهم ويعيش ظروفهم.
وأما النحو الأول من دعوى الرؤية والذي يكون مقروناً بدعوى السفارة عن الإمام والنيابة وحمل التعليمات والتوصيات إلى عموم المؤمنين أو الى العلماء خاصّة. فهذا ممتنع في زمن الغيبة الكبرى، وقد ورد عن في آخر توقيع (مكاتبة) للإمام المهدي عليه السلام الى آخر نائب له وهو الشيخ علي بن محمد السمري قوله: (من ادعى الرؤية فكذّبوه)[1].
وهذا معناه أن كل من يدعي نيابة الامام الخاصة وأنه يتلقّى التعليمات منه، فهو كاذب لا ينبغي تصديقه، بل وقال بعض الأعلام في تفسير قوله: (فكذبوه) أنه حتى لو رآه بعض الأخيار والخواص فإنه لا ينبغي له ذكر ذلك والتحديث به، ولو تحدث وذكره فينبغي عدم تصديقه لكي لا يتجرأ أحد على مثل ذلك مستقبلاً.
وأما ما يعتقده بعض العوام من الناس من أن بعض المراجع يلتقون بالإمام ويأخذون منه التعاليم والتوصيات والمواقف في الحياة العامة، فهذا القول والاعتقاد باطل جملة وتفصيلاً، ويدخل في النحو الأول من الرؤية الذي يجب تكذيب مدعيه، فالإمام لا يعطي التعليمات للمراجع، وإنما المراجع زادهم الله عزة وشرفاً يعملون بما يمليه عليهم الواجب الشرعي بحسب اجتهادهم ورؤاهم الفقهية وحسب المصلحة العامة.
وخلاصة القول: أنه في زمن الغيبة الكبرى (أي في زماننا هذا) لا يمكن لأحد رؤية الإمام بنحو يكون ذلك الشخص هو نائب الإمام وسفيره ويأخذ التعاليم والتوصيات منه فمن قال ذلك لابد من تكذيبه. والإمام في زمن غيبته الكبرى ليس مسؤولاً عن بيان تكاليف الناس من خلال الالتقاء بالمراجع، بل المراجع يعرفون التكليف الشرعي من خلال الاستنباط من الكتاب والسنة، وواجب الناس هو الرجوع الى الفقهاء الذين يتوفرون على الشروط والضوابط الشرعية لمعرفة تكليفهم حسبما مسطور في كتب الفقه.
2) التوقيت والتطبيق:
لقد وردت الروايات الكثيرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام الناهية عن التوقيت لزمان ظهور الإمام المهدي عليه السلام، حيث استفاضت الروايات في تشديد النكير على الوقاتين وتكذيبهم. فقد روى ثقة الإسلام الشيخ الكليني في الكافي الشريف بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر، متى هو؟ فقال: يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون[2]. وروى كذلك عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن القائم عليه السلام فقال: كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لا نوقّت. وأضاف: أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقّتين[3]. وهذا معناه أن أهل التوقيت يسهمون في تأخير ظهوره عليه السلام.
وهذا التوقيت المنهي عنه لا يفرّق فيه بين جانبه الايجابي أو السلبي، فكما لا يجوز القول أن الإمام يظهر في السنة الفلانية، كذلك لا يجوز القول أنه لا يظهر في وقت قريب، ذلك أنه ورد في الروايات أنه (ع): (يصلح الله أمره في ليلة)[4].
ومن المسائل المهمة المرتبطة بعقدية المهدي ومسألة التوقيت هو تطبيق الأحداث والشخصيات الوارد ذكرها في الروايات الشريفة على أحداث وأشخاص معيّنين في الواقع، وهذا من الأمور التي لا ينبغي للمؤمنين الركون اليها وتجنّبها.
إن التوقيت لزمان ظهور الإمام وكذل تطبيق الروايات على أشخاص معينين في الواقع أدى إلى حدوث مضاعفات سلبية:
1): الاهتزاز النفسي والعقائدي لدى الناس، حيث أن عامة الناس عندما يسمعون بعض (المعمّمين) يوقّتون لزمان ظهوره عليه السلام فإنهم سوف يترقّبون الظهور القريب ويستعدون لذلك، وعندما يظهر زيف كلام هؤلاء وخطل توقيتهم، فإن ذلك يؤدي الى ضعف جانب اعتقادهم بالمهدي عليه السلام.
2): الالتحاق بالحركات المنحرفة، فإن الذي يترقب الظهور القريب اعتماداً منه على كلام بعض المعممين، ما إن تخرج حركة منحرفة، فإن الإنسان الاعتيادي بسبب من قلة بضاعته في العلم والثقافة سوف ينساق خلفها، وقد رأينا في السنوات الاخيرة في خصوص العراق نماذج كثيرة من ذلك.. وقد ذكروا في التاريخ أن أحد الأسباب التي أدت إلى إلتحاق أعداد غفيرة من المؤمنين بالحركة البابية المنحرفة هو أن الشيخ أحمد الأحسائي والسيّد كاظم الرشتي زعيم فرقة الشيخية كانا يبشّران بالظهور القريب للإمام المهدي، فلما أعلن علي محمد الباب عن دعوته وأنه باب الإمام وسفيره ومن ثم ادعاء المهدوية، التحق به اعداد غفيرة من الناس لسذاجتهم وبساطتهم، وبسبب التوقيت الخاطئ.
3): استغلال المخابرات الدولية والاستعمارية لهذه التطبيقات والتوقيت لإنشاء حركات منحرفة لأجل تشويه العقيدة المهدوية.
على أن لا تفوتنا الإشارة إلى أن كثيراً من هذه التطبيقات والتوقيت لا تعتمد على أصول علمية معتمدة ومعمول بها، وذلك:
أولاً: اعتماد هؤلاء الموقتين على روايات ضعيفة سنداً ساقطة عن الاعتبار، ومن ثم لا يمكن الاستدلال بها. فوجود الأحاديث في الكتب ليس كافياً للاعتماد عليها، لأن الحديث ما لم نثبت صدوره عن الإمام ونحرز ذلك لا يمكن الاستدلال به.
ثانياً: الاعتماد على أمور ظنية غير معتبرة شرعاً كعلم الحروف وغيره كما وقع في ذلك صاحب كتاب (ظهور الإمام المهدي عام 2015 ميلادية نبوءة قرآنية). حيث اعتمد كثيراً على الروايات الضعيفة وعلى علم الحروف وعلى أحلام وغيرها من الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومع كل ذلك فإنه يبقى هذا التطبيق ظنّياً ولا يستطيع أحد الجزم والتيقّن منه، والظن لا يغني من الحق شيئاً كما يصرّح القرآن الكريم بذلك.
على أن لا تفوتنا الإشارة الى أن هذا التوقيت والتطبيق ليس بالأمر الحادث وإنما جرى في زمان الأئمة، حيث أن بعض الشيعة قد طبّق المهدوية واعتقدها في الإمام الصادق عليه السلام وقد نهاهم الإمام عن ذلك. وكذلك حصل في زمن الإمام الكاظم فيما هو معروف بالواقفة الذين وقفوا على إمامة الإمام الكاظم ولم يعتقدوا بإمامة الرضا (ع) واعتقدوا أن الإمام الكاظم هو المهدي وأنه لم يمت وسوف يظهر بعد (6) أيام أو (60) يوماً أو ستة أشهر، وقد لعنهم الأئمة وتبرّوا منهم.
وخلاصة القول: أنه لا يجوز لأحد من المؤمنين التوقيت لزمان ظهوره، ومن يفعل ذلك فنحن مأمورون بتكذيبه، كما لا ينبغي تطبيق الروايات والوقائع والأحداث والأشخاص الوارد ذكرهم فيها على أشخاص وأحداث في الواقع.
والذي يؤسف له أن بعض الناس في مواقع النت وصفحات التواصل الاجتماعي مبتلون بهذا الأمر بكثرة، حيث نراهم يطبقون الأشخاص والأحداث الواردة في الروايات على أشخاص وأحداث معينة، ننصحهم بالابتعاد عن ذلك، وأن يسألوا الله تعجيل الفرج إذ كما في الروايات حتّى الإمام المهدي نفسه لا يعلم متى يؤذن له بالخروج. إذ هذه المسألة من مختصات ربّ العزّة ومن الغيب الذي استأثر به لنفسه تعالى.
اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره، وعجّل لنا ظهوره، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

الهوامش:
[1] الغيبة، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي: 395.
[2] الغيبة، ابن أبي زينب النعماني: 304.
[3] الغيبة، ابن أبي زينب النعماني: 304- 305.
[4] مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب 1: 252.

من مواضيع : العلوية ام موسى 0 صفات عباد الرحمن - ج 1
0 عتاب الهي بليغ ‍‍!! (18-الحشر / ج28)
0 مصيبة الشيطان القرين (36-الزخرف / ج25)
0 لماذا بِعثةُ الأنبياء ؟
0 الدخول.. إلى العالَم الآخر
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:57 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية