احد اهم العلامات الحتمية التي وردت في علامات الظهور وتم التاكيد عليها .ولها علاقة بعلامات واحداث كثيرة في فترة قبل ومع وبعد الظهور \ الصيحة .
1- السفياني من حيث انه علامة من العلامات الحتمية الخمسة قبل القيام \ الخروج .
حيث ورد فيه كما في الرواية ادناه :
عن أبي عبد الله الصادقعليه السلام قال : خمس قبل قيام القائمعليه السلام : اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية .
طبعا هنا الرواية تجعل السفياني من الحتميات بعنوانه العام .
2- السفيان وخروجه الحتمي في رجب
ورد في هذا الامر بعض الروايات الصريحة المهمة كما ادناه :
* عن معلى بن خنيس، قال: (سمعت أبا عبد اللهعليه السلام) يقول: من الأمر محتوم، ومنه ما ليس محتوم . ومن المحتوم خروج السفياني في رجب)
* وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: السفياني لابد منه، ولا يخرج إلا في رجب.
- اذن : هنا هاتين الروايتين لعله نقول فيهما شيئا نعرضه في علم العلامات وفهمها اول مرة - وهو انه يتبين من قول المعصوم ( ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ) انّ تعلق المحتوم هنا جاء على شهر الخروج كما هو واضح
وفي الرواية الثانية التي وضعناها بعدها يقول الامام ع واصفا خروج السفياني ( ولا يخرج إلا في رجب ) - وهذا النفي والاثبات في التعبير عند اهل اللغة يفيد التوكيد والحصر حسب عموم علمي .
وعليه سيكون لدينا علامة خروج السفياني في رجب هنا علامة حتمية - اي نقصد شهر رجب هو الحتمي المقصود , وهو توقيت خروج السفياني وهذا يختلف عن الحيثية الاخرى للسفياني والتي تجعله علامة حتمية من بين العلامات الخمسة مضافة لحتمية شهر رجب ( اي هناك حتميتين في السفياني فارجوا الانتباه )
وعليه اذا تحقق لدينا في الخارج الواقعي المشهود ان هذه العلامة المنصوص عليها بخروج السفياني في رجب حتما - فسيكون لدينا قد انكسر توقيت الظهور \ الصيحة من الناحية المعنوية اذا صح التعبير لا الواقعية ( الكسر الواقعي لتوقيت الظهور لا يحصل الا بتحقق الصيحة حقيقتا لا تقديرا او توقعا )
ذالك ان السفياني هنا قد خرج حقيقتا حتى من دائرة البداء. واصبح واقع حقيقي . وحيث انه نعلم من الروايات شديد الملازمة بين السفياني والقائم والتاكيد عليها ولكن مما اختلف الفهم الدقيق عند الباحثين هو مسالة امكانية تعلق البداء في السفياني . وهنا في الفرض الذي نعرضه سوف يكون عمليا اصل السفياني وعنوانه العام قد تجاوز دائرة البداء ( ولكن قد يبقى البداء ساريا في تفاصيل اخر من شؤؤن السفياني لا اصله ) .
هنا بعد هذا نقول اذا تحقق لدينا ذالك الخروج الحتمي في رجب وتم تشخيصه واصبحت الرواية واقع حقيقي - واصبح السفياني حقيقة واقعة عند الناس وانكسر لديهم مبدئيا التوقيت المعنوي لظهور - اي ان الناس سوف يكونون في حال انتظار حصول الصيحة في ال 23 شهر رمضان .
ولكن قبل الاسترسال لما بعد لنتوقف قليلا عند مسالة كيفية تشخيص وتاكيد خروج السفياني في رجب وان كانت هي بذاتها حتما كما بيناه
اي لعله قد يكون الذي خرج في رجب ليس راية السفياني بل راية غيرها واشتبه عند الناس انها راية السفياني .
هنا نقول اننا نحتاج الى الرجوع الى الروايات ومعرفة العلامات التي تحصل قبل ومع خروج السفياني كما في رواية : اذا اختلف الرمحان في الشام " حيث فيها تسلسل علاماتي متنوع ينتج في اخرها خروج السفياني ( كهرج الروم وخسف حرستا \ الجابية . وغيرها )
هذه هي مؤشرات توقع خروج راية السفياني القبلية في احداث الشام كاختصار لا تفصيل
وهناك مؤشرات ترافقية وبعدية - بعد خروجه في رجب وهو قتاله لرايتي الابقع والاصهب ودخوله دمشق وكذالك هناك علامات كونية واعجازية كالصيحات الثلاثة لجبرائيل ع في اوان خروج السفياني وهي بمجموعها يمكن بها الاطمئنان الى تشخيص عنوان خروج راية السفياني في رجب المحتومة في الروايات .
لذالك انه بعد خروج السفياني المحتوم في شهر رجب كما ورد في الروايات - فان الحدث الاهم المطلق في علامات الظهور هو سيكون ترقب الصيحة الموعودة في ليلة ال 23 شهر رمضان والتي يعلن بها الظهور
وهنا نشير الى انه الفهم المتوفر في ميدان البحوث المهدوية وعلامات الظهور وبسبب اطروحة الشيخ جلال الدين الصغير - فانه سيكون لدينا احتمالين حوال الفترة ما بين خروج السفياني في رجب وحتى حصول الصيحة \ الظهور في رمضان
الفهم العام الاغلب عند الباحثين ومنهم انا شخصيا وتحقيقيا حسب وجهة نظري انها ستكون بحدود الشهرين تقريبا وهذا يعني نفس السنة .
اما اطروحة الشيخ الصغير - فانه يرى ولاسباب منطقية خاصة في حساباته وفهمه بانّ الضيحة \ الظهور سيكون بعد حوالي 15 شهرا من خروج السفياني في رجب .
ولا نريد هنا في هذا المبحث الخوض في تفاصيل الادلة لكلا الطرحين - ولكن عرضناها من حيث الفات انتباه المتابعين والمشاركين لما هو متوفر من فهم في هذه الحيثية .
*************
نرجع مرة اخرى لتكملة المطلب واحداث ما بعد خروج السفياني الحتمي في رجب . وهنا سنكون امام مسالة دقيقة ايضا في العلامات الحتمية . ونقصد اننا هنا سنكون في حال مقربة من تحقق العلامات الحتمية الخمسة المذكورة قبيل خروج الامام والقيام بثورته المباركة في العاشر من محرم .
فأي علامة اولا سيترقب الناس او يتوقع ان تحدث حسب الفهم العلاماتي الوارد في الروايات والفهم للقضية المهدوية .
الجواب وحسب فهمي لحوادث العلامات الحتمية - فأن الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في ليلة ال 23 شهر رمضان ستكون اول هذه العلامات الحتمية .
نبحث هذه المسالة من الناحية المنطقية العقلية اولا - ونقول : خروج الامام الحجة ع ( القيام ) والذي ورد في الروايات في العاشر من محرم هو سيكون مسبوق بخمسة علامات حتمية سنضعها ليس من باب التسلسل بل من باب التعداد وهي ( السفياني واليماني والصيحة والخسف وقتل النفس الزكية )
هذا العنوان الذي يسمى ( الخروج \ القيام ) الذي ذكرناه مع ما يسبقه من علامات حتمية خمسة لا يمكن تصوره حسب الفهم الثابت للقضية المهدوية
إلا ان تكون البشرية قد استكملت شرائط الظهور لليوم الموعود
واستكمال هذه الشرائط مسالة غيبية على العموم
ولا يمكن للناس ان يعلموا بتحقق الشؤائط الا ان تاتي الصيحة المعلنة للظهور وهي بذاتها تعني ان الشرائط قد اكتملت وتحقق في الخارج اليوم الموعود عند الناس
لذالك سيكون لدينا منطقيا حسب هذا الاستدلال ان عنوان الخروج لا يمكن الحديث عنه وعن علاماته الحتمية الخمسة الا ان تتحقق العلامة المحورية في القضية المهدوية وهي صيحة الظهور
لذالك ستكون كل ما ذكر من الحتميات الخمسة واقعة ما بين صيحة الظهور في رمضان وبين الخروج \ القيام في محرم
ومن هنا سيكون لدينا انه اذا وقعت الصيحة حقيقتا واعلن للناس ظهور امامهم الموعود - فستبدأ معها ان يكون عندنا عناوين هي السفياني واليماني والخسف وقتل النفس الزكية - أن تاخذ صفة الحتمية التي وردت في الروايات وفي نفس الوقت سيكون هناك امر يقيني في امكانية تشخيصها بلا شبهة .
اما ما يمكن ان نستدل به روائيا على كون الصيحة اول العلامات فهي كما في الرواية :
عن النعماني . في حديث للامام يخاطب احد اصحابه :
« يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت ، وقد قال محمد صلى اللهعليه وآله كذب الوقاتون . يا أبا محمد إن قدام هذا الامر خمس علامات : أولاهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني ، وقتل النفس الزكية ، وخسف بالبيداء
اقول هذه الرواية تبين كما يظهر فيها ان الامام يحدد اول العلامات الحتمية وهي الصيحة
في حين ان كل ما سبق في تسلسل روايات الحتميات الخمسة لم يرد فيها قرينة من الرواية تبين ان هذا التسلسل هو على سبيل التسلسل الواقعي الترتيبي لا التعدادي .
هذا مقدار فهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق - والله اعلم