أأنت حائر ومتردد وعاجز ومتناقض وهارب من الزواج..؟ زيجات كثيرة فشلت سريعاً، وأزواجا كثيرين لم يحققوا من الزواج ما كانوا يطمحون إليه، وبالتالي ليسوا سعداء ..
وتفكر لماذا أتزوج ومن الممكن أن أحصل على متعتي دون زواج!! وأنت حائر، خائف من المجهول، وتسمع إشاعات عن
هذه، وأقاويل عن تلك، ، فأصبحت لا تثق في أي إمرأة , و لتصبح كل فتاة مدانة حتى تثبت براءتها..!!
والزواج لم يعد مثل زمان حيث كانت المرأة ترعى وتعتني، وتربي، وتكون ركيزة البيت، تستوعب طيش الرجل في شبابه، وضعفه في شيخوخته، تطيعه وتقول: نعم، ويكون لها ما تريد بالطبع؛ لأنها كل حياة الرجل، وكل بيته…
والآن فقد فقدت المرأة حكمة الجدات، ولم تكتسب خبراتهن ومهاراتهن في إدارة المنزل وتربية الأطفال وترويض الرجل، فأصبحت تسأل نفسك لماذا أتزوج؟وفي حياتي "أمي" ترعاني بإهتمام وحب، ولا أتحمل معها بأي أعباء مادية أو نفسية..
أنت خائف من تحمل مسئوليات الزواج بما يعنيه من نفقات، ومسئوليات زوج وأبوة، وتربية، ورعاية، وتحمل أعباء.
خائف من زوجة تناطحك، أو من أطفال يزعجونك بمطالبهم وصراخهم، ومن مطالب بيت، ومصاريف أسرة في ظل اقتصاد ليس بالمستقر، ولا بالمنتعش..
أنت تريد رفيقة حياة جميلة مؤدبة، ذات دين و محافظة متفتحة،ومرحة و مستريحة مادياً، تجيد الطبخ، وماهرة في حُسن التبعل ، مثقفة تتفاعل معك وتشاركك وتعاونك في كل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في حلوها ومرها..
عزيزي الرجل.. لن تجد طلبك بكامل أوصافه التي ترغبها إلاّ في الأحلام فلا بأس ولماذا لا تحلم ولماذا لا تغير من نفسك فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم..؟
وأنت تعجبك الواحدة منهن، وتبدأ في نصب شباكك حولها، وتتقرب منها بما يعجبها و يناسبها وإذا استجابت لك ووقعت في شباكك وتنازلت في قليل أو كثير زهدتها وحدثت نفسك في تنازلاتها وقلت آه..!! من تنازلت مرة ستتنازل مرات..!!
وللأسباب الإقتصادية والإجتماعية زاد المعروض من الفتيات المؤهلات للزواج في سوق الزواج عن طلبهم!! وكلما كثر العرض بهذا الكم ونقص الطلب شعرت بأهميتك عند الفتيات يزيدك هذا زهوا ودلالا في مجتمع يضغط على الفتاة المتأخرة في الزواج وأهلها، ويعطيها وصمة "العانس" رغم أنها يمكن أن تكون أسعد بكثير من "زوجة" تعيسة"، ولكنها التقاليد البالية..
والأنثى الناضجة تريد الحب والحنان والجنس بالزواج الحلال، والطلب قليل، والماديات صعبة، والطموحات هائلة، وفي هذا المناخ تحاول كل فتاة أن تتجمل في زينتها وثيابها وعطرها ولا بأس من بعض الأصباغ والمكياج ولا بأس من كلمة مجاملة هنا، وابتسامة "بريئة" هناك لتشجيعك فهل هذا يشجعك أم يغذي هواجسك وتناقضاتك..؟!
وأنت تجيد الوعود، ولا تتعب من نقضها، واختلاق الأعذار، ولديك القدرة على التراجع حتى يوم الزفاف نفسه، والمبررات جاهزة وكثيرة..
ما أسهل كلمة: أحبك.. على لسانك.. تقولها مثل صباح الخير، ثم تتراجع عن مقتضياتها عند اللزوم، ومضى الزمان الذي كان فيه الرجل كلمة، وللبيوت حرمتها فمن دخلها، وقال: نعم، تحمل المسئولية حتى يموت، ولا يتراجع إلا بالأصول، وفي الضرورة القصوى..
وأنت في زمن قد ذابت فيه القيم والرجولة والأخلاق فلا بأس من "التجريب"، ولا بأس من "التقليب"، واليوم تسعى وراء فتاة ذات دين وخلق تنشد عندها الالتزام الديني، وغداً عند ذات جمال تعف بها عن النظر لغيرها، وبعده عند "ذات مال لتواسيك بمالها، وبعد ذلك مع صغيرة مدللة تلاعبها وتلاعبك، هكذا دون منطق متسق، ودون تحديد لما تريد بوضوح..
ويا فتاة لا ترمي بنفسك في هذه المصائد الشائكة، وحاولي في أن يكون لك كيانك الذي تستمدي منه إيمانك بربك، وطاعة أوامره، واربطي نفسك بمجتمعك، ولا تهملي دورك في الحياة وعليك أن تتسلحي بسلاح العلم والثقافة والدراية وإياك من الجهل والجهالة وعليك أن تتذكري دوما علي أنك من خير أمة أُخرجت للناس..