العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية المؤرخ
المؤرخ
عضو برونزي
رقم العضوية : 72182
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 1,053
بمعدل : 0.23 يوميا

المؤرخ غير متصل

 عرض البوم صور المؤرخ

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي كلمة السيد الدكتور إبراهيم الجعفري في تاسوعاء محرم بمجلس عزاء أقامه دولة رئيس الوزراء
قديم بتاريخ : 14-11-2013 الساعة : 07:47 PM


كلمة السيد الدكتور إبراهيم الجعفري في تاسوعاء محرم بمجلس عزاء أقامه دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي
الاخبار | 14-11-2013



الجعفري: كلُّ حقيقة تاريخية لا يكفي أن نُؤرِّخ لها، ونُثبِت مواعيدها إنما لابدَّ أن نُحلّل الثورة، ونُحلّل تلك الحقيقة لئلا تُسرَق؛ فالكثير من الحقائق ومنها الثورات سُرِقت في التاريخ..

الجعفري: أروع ما في الثورة أنها تنبع ممّا في عروق الناس، وتتجاوز الأجيال، وتخاطب المُستقبَل..

الجعفري: حين نقول إنَّ ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- ثورة عاطفية ينبغي أن لا نقصد الاستفراغ من مضامين الفكر، والأهداف إنما العاطفة التي تنطلق من فكر، وتتحرَّك في مسار التعاطي المنهجيِّ الفكريِّ الواقعيِّ؛ لتحقيق هدف على الأرض..

الجعفري: إنَّ الذي يُريد أن ينتصر للحقيقة ينبغي أن يدفع الثمن.. الحقيقة لا ينتصر لها المُنتفِعون، ولا تُحشَّد لها كلُّ الناس، لكنَّ الذي ينتصر للحقيقة لابدَّ أن يدفع الثمن..

الجعفري: الإصلاح الذي طرحه الحسين -عليه السلام- وهو ليس شعاراً مفصولاً عن الفكر، والمفاهيم، والأهداف..

الجعفري: الظاهرة اليزيدية مُستمِرّة، والظاهرة الحسينية المُعادِلة هي الأخرى مُستمِرّة إلى أن تقوم الساعة..

الجعفري: ثورة الإمام الحسين ثورة حُبٍّ، حُبٍّ في الله.. العشق الحسينيّ في الله جعل الحسين الملحمة الخالدة، هذا الحُبّ الحقيقيّ غير مفصول عن المنظومة المعرفية الفكرية، وليس حُبَّاً يتحرَّك في آفاق التجريد..

الجعفري: ما لنا ننصر الحسين التاريخ، ونخذل الحسين الحاضر، ما لنا نحارب الظلم، ونهادن الظالمين، ما لنا نُردِّد شعار الحسين بأننا نُريد أن نخرج كما خرج الحسين؛ لغرض الإصلاح في أمّة جده، ونسكت عن الكثير من المُفارَقات!!..

الجعفري: المعركة ليست معركة أحزاب، ولا معركة حكومة، أو أجنحة، أو غيرها إنما معركة مبادئ، ومُحاوَلة اقتلاع أيِّ ظاهره صحّية في المُجتمَع، وأيّ ظاهرة بناء دولة على أساس العدل..

الجعفري: ينبغي أن نُحشِّد شعبنا من كلِّ الشرائح الاجتماعية، ولا يخدعنا أحد بأنَّ المعركة سُنّيّة - شيعية، أو إنَّ المعركة عربية - كردية، أو إنَّ المعركة إسلامية - مسيحية، أو دينية؛ هذا خلاف الواقع فالضحايا اليوم من الجميع، وهذا يعني أنَّ الجاني يستهدف الجميع..

الجعفري: المعركة الحقيقية هي ضدّ الإرهاب ينبغي أن يعلو فيها صوت المُوازَنة والعدالة في مقابل الإرهاب، ونضع كلَّ المعارك الجانبية جانباً.. هذه المعركة الحقيقية..

الجعفري : ليس عدوّنا ابن الطائفة الأخرى، ولا ابن الدين الآخر، ولا ابن القومية الأخرى.. كلّهم مُواطِنون، ولهم علينا حقوق، وللبلد عليهم واجبات.. المعركة الحقيقية على مَن يستهدف الإنسان العراقيَّ..

الجعفري: القوى الوطنية، والشخصيات، والرموز الذين يعتلون المنابر اليوم كلّهم على المحكّ، فليبرهنوا على أنَّهم مُخلِصون لوطنهم، وأنهم بمستوى حمل الأمانة، وأمناء على أعراضهم، وأمناء على أفكارهم، وعلى تاريخهم.. هذا هو المطلوب من هؤلاء جميعاً..

الجعفري: ثورة الإمام الحسين لا تُختزَل بطائفة، ولا تُختزَل بمنطقة، ولا تُختزَل بزمن فقد امتدَّت إلى كلِّ آفاق المعرفة الفكرية، وفي كلِّ آفاق الشرائح الاجتماعية، وامتدَّت إلى كلِّ آفاق الزمن المقبل، وستبقى خالدة إلى الأبد..



نص كلمة الدكتور إبراهيم الجعفري في ليلة عاشوراء
14/11/2013
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله -تعالى- في مُحكَم كتابه العزيز: ((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ))
[الحجرات : 7]

كلُّ حقيقة تاريخية لا يكفي أن نُؤرِّخ لها، ونُثبِت مواعيدها إنما لابدَّ أن نُحلّل الثورة، ونُحلّل تلك الحقيقة لئلا تُسرَق؛ فالكثير من الحقائق ومنها الثورات سُرِقت في التاريخ، والأمّة التي تفقد تاريخها تفقد حاضرها، وتعجز عن بناء مُستقبَلها، وثورة الإمام الحسين -عليه السلام- إحدى تلك الحقائق نظّر لها المُنظّرون، وحلّلها المُحلّلون، وشرَّق وغرَّب الكثير من الكُتّاب والمُفكّرين فمنهم مَن فسَّر الثورة بأنها صراع طبقيٌّ أي استمرار ما قبل الإسلام بين بني هاشم وبني أمية، وذهب الكثير من المُؤرِّخين في موسوعاتهم التاريخية، وثبَّتوا هذه الحقيقة كاليعقوبيّ وغيره، ومنهم مَن فسَّر الثورة تفسيراً تجريدياً عاجزاً عن مُواكَبة الواقع عندما قالوا: إنها تكليف غيبيٌّ، وجرَّدوها من الحالة البشرية، وأنها تُعبِّر عن أحكام خاصة لا يُمكِن، ولا تصلح أن تُطبَّق على غير الإمام الحسين عليه السلام، واستفرغوا الثورة من قيمتها الإنسانية.

أروع ما في الثورة أنها تنبع ممّا في عروق الناس، وتتجاوز الأجيال، وتخاطب المُستقبَل، يقول لك: هذا حُكم خاصٌّ تماماً، كما كان لرسول الله حُكم خاصٌّ بأن يتزوَّج أكثر من أربع نساء، وتماماً كما أنَّ هناك حُكماً خاصاً يُحرِّم على زوجات الرسول بعد رحيله إلى جوار ربِّه أن يتزوَّجنَ هذا حُكم خاصّ، فثورة الإمام الحسين حُكم خاصّ لا يُمكِن أن يُطبَّق على الآخرين، ومنهم مَن فسَّرها تفسيراً سياسياً محضاً دون أن يعبر إلى الجانب القيميِّ، والأخلاقيّ، والاجتماعيّ، ووقعوا ببعض المحدودية، ومنهم مَن دمج بين هذه التفسيرات دمجاً مُوفـَّقاً ورائعاً كالشريف الرضيِّ، ومُؤخّراً مرتضى المطهريّ.
استهللت بالآية القرآنية الكريمة:
((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ))
[الحجرات : 7]

يمزج القرآن الكريم بين الفكر والعاطفة.
ما من فكرة إلا ووشَّحها بإكليل العاطفة حتى المفهوم الغيبيّ المُجرَّد، حتى الله -تبارك وتعالى- مُطلَق الغيب وشّحه بوشاح العاطفة:

((وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)) [البقرة: 165]

حين نقول: إنَّ ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- ثورة عاطفية ينبغي أن لا نقصد الاستفراغ من مضامين الفكر، والأهداف إنما العاطفة التي تنطلق من فكر، وتتحرَّك في مسار التعاطي المنهجيِّ الفكريِّ الواقعيِّ؛ لتحقيق هدف على الأرض.
مثل هذه العاطفة هي من صميم القرآن الكريم. انظروا إلى آيات الله -تبارك وتعالى- لمُجرَّد ذكر الله يرتجف القلب:

((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)) [الحديد : 16]
((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)) [الأنفال : 2]

القلب يتفاعل مع هذا الخزين العاطفيِّ، وما لم يخرج هذا الخزين، ويتفجَّر من القلب لا يُمكِن أن يُزلزِل الطواغيت.
قبل أن يواجه الإمام الحسين أهل العراق في ذلك الوقت، يقول للفرزدق: كيف وجدتَ أهل الكوفة؟
قال له: يا أبا عبدالله قلوبهم معك وسيوفهم عليك. وجد نفسه أمام مجموعة مات ضميرها، وشُلّت إرادتها فلابدَّ أن يُفجِّر هذا الطاقة؛ لأنهم لا يجهلون الحقيقة، إنما هم يعجزون عن مُناصَرة هذه الحقيقة، جاءهم ووقف في كربلاء، وكان يعلم أنَّ مسؤوليته كبيرة بحيث كان يجب أن يستخدم، ويُحشِّد كلَّ ما لديه من طاقة؛ حتى يُحرِّر هذا الضمير الميِّت من أسر الشلل؛ لذا تقدَّم لهم وعمامة جدِّه على رأسه ليخاطبهم، جاءهم وحريم جدّه بين يديه؛ حتى يهزَّ ضميرهم.



إنَّ الذي يُريد أن ينتصر للحقيقة ينبغي أن يدفع الثمن. الحقيقة لا ينتصر لها المُنتفِعون، ولا تُحشَّد لها كلُّ الناس، لكنَّ الذي ينتصر للحقيقة لابدَّ أن يدفع الثمن؛ لذا فالذين انتصروا للحقائق سُجِنوا، وهاجروا، وطُورِدو، وقُتِلوا. هذا هو ثمن الانتصار للحقيقة.

إذا عقدتَ العزم على أن تنتصر للحقيقة فهيِّئ جمجمتك لله تبارك وتعالى، ولا تخفْ، وتأسَّ بالإمام الحسين. الحسين ثورة لم يُطوِها الزمن، إنما ثورة تحرَّكت، وانتقلت، وعبرت من الماضي إلى اليوم، وتلتقي المُستقبَل.
كلُّ شيء قاله الإمام الحسين -عليه السلام- حُجَّة علينا: ((إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مُفسِداً، ولا ظالماً إنما خرجت -وحدَّد الثالوث- لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر))
أولاً من أجل الإصلاح، وهو ليس شعاراً مفصولاً عن الفكر، والمفاهيم، والأهداف.
من أجل الإصلاح، وساحة الحركة أمّة ليس فقط استهدف يزيد إنما الرمزية اليزيديّة القابعة في ضمير الجميع، وهي اليوم تعيش في بعض قلوب الناس المعاصرين.
استهدفها الحسين؛ لذا قال قوله الشريف: ((مثلي لا يبايع مثله))، وستستمرُّ على مرِّ الزمن.
يزيد لم يكن مثّل حالة عفا عنها الزمن إنما هو الحالة اليزيدية، والظاهرة اليزيدية مُستمِرّة، والظاهرة الحسينية المُعادِلة هي الأخرى مُستمِرّة إلى أن تقوم الساعة، وحدَّد آلية طلب الإصلاح في أمّة جدِّه: ((آمر بالمعروف، وأنهى عن مُنكَر))، أي لا أفجِّر، ولا أقطع الرؤوس، ولا أغتصب، ولا أسرق الأموال، ولا أمارس أيَّ نوع من أنواع الفساد، بل أنا المُعادِل الإصلاحيّ؛ لهذا.
الأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر آلية منهجية تتفرَّع عن خزين العاطفة في القلب، والذين يُحبِّون الله، ويُحبِّون رسوله يهون عليهم كلُّ شيء، ويُقدِّمون كلَّ شيء.
فقد يتعطّل الفكر. فرُبَّ مُثقف يحمل خزيناً من المفاهيم إلا أنّه لا يقوى على أن يستمرَّ.. إنه الحُبُّ في الله، والكره في الله. سأل رسول الله -صلى الله عليه وآله- أصحابه: أيّ عُرى الإيمان أوثق؟ قال أحدهم: الصلاة، والثاني قال: له الصوم، والثالث قال له: الحجّ، والرابع قاله له: الجهاد. قال: إنَّ أوثق عُرى الإيمان الحُبُّ في الله، والبغض في الله.
أسألكم جميعاً أحببتهم مَن يُحبِّه الله، وبغضتم من يغضبه الله، أم إننا نُواطئ الذين يبغضون الله، ونُعادي الذين يُحبُّهم الله. سُئِل الإمام الباقر عليه السلام: يا ابن رسول الله كيف أعرف أنَّ فيَّ خيراً، وأنَّ الله يحبُّني؟ قال له: ((انظر إلى قلبك فإن كان يحبُّ أهل طاعة الله، ويبغض أهل معصيته ففيك خير، والله يحبُّك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله، ويحبُّ أهل معصيته ففيك شرٌّ، والله يبغضك. المرء مع مَن يحبُّ)).



ثورة الإمام الحسين ثورة حُبٍّ، حُبٍّ في الله. العشق الحسينيّ في الله جعل الحسين الملحمة الخالدة، هذا الحُبّ الحقيقيّ غير مفصول عن المنظومة المعرفية الفكرية، وليس حُبَّاً يتحرَّك في آفاق التجريد، إنما أراد أن يُقيم أحكام الله، ويُطيح بالطواغيت.
ما لنا ننصر الحسين التاريخ، ونخذل الحسين الحاضر، ما لنا نحارب الظلم، ونهادن الظالمين، ما لنا نُردِّد شعار الحسين بأننا نُريد أن نخرج كما خرج الحسين؛ لغرض الإصلاح في أمّة جده، ونسكت عن الكثير من المُفارَقات.

المعركة اليوم -صحيح أننا نعيش في مطلع القرن الحادي والعشرين -غير معزولة عن الماضي- كُرِّست لها أموال طائلة، وجهات إعلامية مختلفة تُريد أن تسيء لشعبنا العراقيِّ البطل، وتُريد أن تُشوِّه التاريخ. بالله عليكم أيّ معركة بطرفها الظالم أسوأ من هذا الذي نراه حيث يستهدفون الذين يمشون إلى كربلاء نساءً ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً وعجائز، أيّ بطاقة تعريف نُوجِّه للعالم، ولمنظماته أوضح من هذه الرسالة؟!
أين الأمم المتحدة، والمؤتمر الإسلاميّ، وجامعة الدول العربية، وكلُّ المنظمات في العالم، أيّ هوية يُريدون أن يُعرِّفوا بها المجنيَّ عليه لتُعبِّر عن هوية الجاني. هوية الضحية تُشير إليك بدون أيِّ تكلف إلى هوية المُجرِم.
لا تحتاج إلى ميكرسكوب، ولا جدول لوغريتمات..

هؤلاء الناس الذين يمشون أيّ صورة إنسانية هذه والألغام في الطريق تتفجَّر.
ولم لن يستطيعوا أن يُوقِفوا هذه المسيرة.
مَن ينصر الحسين عليه أن يعيش أهداف الحسين؛ لئلا ينطبق علينا قول الإمام الحسين عليه السلام: ((الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درَّت معائشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلَّ الديَّانون))
اللعق من الملعقة قليل بمُجرَّد أن تضعه في فمك يزول.
المعركة ليست معركة أحزاب، ولا معركة حكومة، أو أجنحة، أو غيرها إنما معركة مبادئ، ومُحاوَلة اقتلاع أيِّ ظاهره صحّية في المُجتمَع، وأيّ ظاهرة بناء دولة على أساس العدل.



الإمام الحسين عندما أسَّس لنا نظرية الدولة (لطلب الإصلاح في أمة جدّي)، البناء الفوقيّ، لا تنشغلوا به كثيراً فالبناء الفوقيّ إفراز للبُنية التحتية. هذه نظرية الدولة، هذا خاموس الدولة (شعب، وحكومة، وحاكمية أو سلطة، ودستور، وأرض أو سيادة).
ينبغي أن نُحشِّد شعبنا من كلِّ الشرائح الاجتماعية، ولا يخدعنا أحد بأنَّ المعركة سُنّيّة - شيعية، أو إنَّ المعركة عربية - كردية، أو إنَّ المعركة إسلامية - مسيحية، أو دينية.
هذا خلاف الواقع فالضحايا اليوم من الجميع، وهذا يعني أنَّ الجاني يستهدف الجميع، فيوم حصلت التفجيرات في محالِّ العبادة لم تُستثَنَ كنيسة من التهديد، ولا مسجد، ولا حسينية. الجميع هم أهداف للإرهاب.
ينبغي أن يكون الردُّ رداً يُضاهي، ويُعادِل الهجمة الشرسة نحن أمام مسؤولية وطنية.
المعركة الحقيقية هي ضدّ الإرهاب ينبغي أن يعلو فيها صوت المُوازَنة والعدالة في مقابل الإرهاب، ونضع كلَّ المعارك الجانبية جانباً. هذه المعركة الحقيقية.
ليس عدوّنا ابن الطائفة الأخرى، ولا ابن الدين الآخر، ولا ابن القومية الأخرى. كلّهم مُواطِنون، ولهم علينا حقوق، وللبلد عليهم واجبات. المعركة الحقيقية على مَن يستهدف الإنسان العراقيَّ، وهو الإرهاب، والإرهاب وحده يتطلّب أن نُحشِّد كلَّ ما لدينا من قابليات، ونُجمِّد كلَّ الخلافات والمشاكل، ونطرحها جانباً.



القوى الوطنية، والشخصيات، والرموز الذين يعتلون المنابر اليوم كلّهم على المحكّ، فليبرهنوا على أنَّهم مُخلِصون لوطنهم، وأنهم بمستوى حمل الأمانة، وأمناء على أعراضهم، وأمناء على أفكارهم، وعلى تاريخهم. هذا هو المطلوب من هؤلاء جميعاً.
ثورة الإمام الحسين لا تُختزَل بطائفة، ولا تُختزَل بمنطقة، ولا تُختزَل بزمن فقد امتدَّت إلى كلِّ آفاق المعرفة الفكرية، وفي كلِّ آفاق الشرائح الاجتماعية، وامتدَّت إلى كلِّ آفاق الزمن المقبل، وستبقى خالدة إلى الأبد؛ لأنَّ الحسين -عليه السلام- عبَّر في مُجمَل ركبه المُبارَك عن ضمير الإنسانية كلِّها، وإلّا بماذا تُفسِّرون أن يأتي باثنين من أبناء الدين الآخر من المسيحيين، فيُستشَهدا بين يديه. هذا هو الإمام الحسين.
لندرس خطاب الإمام الحسين، وسيرة الإمام الحسين كيف استطاع أن يُترجِم هذه الثورة الإنسانية.
إخوتي الأعزَّاء.. الآلية والمنهج حدَّدهما الحسين.
الحسينيّ يُعرَف بهدفه، ويُعرَف بمنهجه، عندما ترى مُنكَراً اذكر الإمام الحسين، وانهَ عن المنكر، وعندما تجد معروفاً مُعطّلاً مُرْ بالمعروف. هذه باختصار ثورة الإمام الحسين.
الإمام الحسين لم يبادر بالمعركة، فقد كان يتحاشها إلى اللحظة الأخيرة؛ ليس بتردُّد منه إنما في غاية البطولة؛ لأنه أراد أن يُضفي على تلك المُواجَهة بُعدها الإنسانيَّ؛ لذا خلد الإمام الحسين، وعبر إلى المذهب الآخر، بل عبر إلى الدين الآخر، بل عبر إلى الضفة اللادينية، لكن عندما يقف أمام الإمام الحسين -عليه السلام- يُطأطئ رأسه؛ احتراماً وتقديراً لعظمة الإمام الحسين.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين يسيرون في ركب الإمام الحسين، وننصر هذه الدولة، وكلَّ دولة تقوم على دعائم الحقِّ، ونُواجِه الفساد بكلِّ ألوانه عندئذٍ نكون حسينيين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


من مواضيع : المؤرخ 0 هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟
0 علة نزول القرآن باللغة العربية
0 وأُطلِقتْ صفارة الفرح ( قصة قصيرة )
0 الـرسـائـل الـواردة = 1
0 دراما رمضان .. إفساد للصيام وهدم للأسرة
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:24 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية