في ظل احتدام الحرب التسقيطية التشهيرية بين الكتل والحزاب السياسية التي طغت على جميع اجواء المشهد السياسي العراقي في الاونة الاخيرة ( وهي في تصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات ) للأسف الشديد امتدت اذرع هذه الحرب لتنطوي على شريحة واسعة ممن يسمون انفسهم مثقفين حتى دخل الكثير من المثقفين والكتاب و الاعلاميين في اتون هذه الحرب من حيث لا يشعرون وأصبحوا دمى يحركهم امراء هذه الحرب ( مع جل احترامنا للكاتب و للمثقف العراقي ) وللأسف الشديد ان وسائل الاعلام ( غير المهنية وما اكثرها ) دخلت الحرب من بابها الواسع .
مادة هذه الحرب التسقيطية هي خبر مفبرك , وبكل سهولة تستطيع أي وسيلة اعلامية مرئية او مسموعة او مكتوبة ان تفبرك خبر بما يتلاءم مع اجنداتها وتوجهاتها وميولاتها في هذه الحرب ولا تحتاج في ذلك اكثر من ( مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه ) لينتقل بعد ذلك هذا الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعية ( بما تملكه من خاصية عدم الرقابة و القدرة الهائلة على الترويج والتواصل ) ينتقل كالنار بالهشيم فتتلاقفه المنشورات والصفحات والمجموعات بالشير واللايك والتعليق وإعادة النشر في اليوميات , وتقوم بنشره وسائل الاعلام الاخرى ( على عهدة الوسيلة الاولى في ابهى صور موضوعيتها ) وفي النهاية سيتلقى المواطن البسيط هذه ( الدعاية ) على انها معلومة صادقة واقعية بسبب الحجم الكبير لمتناقليها الذي وصل حد التواتر في النقل ( وكما يقولون التواتر يفيد القطع – فمؤكد ان التويتر يفيد القطع ايضا ! ) يتلقاها بعفوية وفطرية وبساطة دون ان ينظر لمصدرها والغايات التي اطلقت من اجلها .
اتذكر في هذا المقام الطرفة التي تتحدث عن شخص التقى بصديقه فسأله عن حالة وقال له يقولون اصابك سوء , فأجابه صديقه ها انا ذا بأحسن حال امامك , فــرد عليه قائلاً لكن الذي نقل لي الخبر ثقة !!