( السلام عليك يا وليّ الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليكَ يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، أتيتك عارفاً بحقك معادياً لأعدائك فاشفع لي عند ربّك).
اشهر القاب الامام موسى بن جعفر هو الامام الكاظم (ع) 1.
ومن القابه الاخرى باب الحوائج , الصابر , العالم , الزاهر , العبد، الصالح، . والنّفس الزكيّة وزين المجتهدين , والوفيّ , والأمين .والسيد لانه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم، وقد مدحه بهذا اللقب الشاعر الشهير أبو الفتح بقوله:
وإذا كنت للشريف غلاما***فأنا الحر والزمان غلامي 2.
ويكنى : ابوالحسن و ابو ابراهيم وهو أبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم، وأبو علي . وسمّي عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم 3.
وابيه سادس الائمة الامام جعفر الصادق (ع) وأمه السيدة حميدة المصفاة يقال لها: حميدة المغربيّة، وقيل: نباته4 . ويقال لها: حميدة المصفّاة 5.
لقد كانت اُم الإمام من النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصها الله تعالى فتزوجت الامام الصادق (ع) لتنجب أمامنا الكاظم (ع) فكانت من أعزّ نسائه واحبّهن إليه، وآثرهن عنده.
وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وايماناً، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية 6.
كما انّ الإمام الصادق(ع) كان يغدق عليها بمعروفه، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال، وحسن الايمان وأثنى عليها ثناءاً عاطراً، فقال فيها: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى اديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي 7.
وقداختلف المؤرخون في نسبها فقيل انّها اندلسية، وتكنّى لؤلؤة 8, وقيل إنّها رومية 9, وقيل انّها من أجلّ بيوت الأعاجم 10.
مولده الشريف (ع) :ـ
وُلِدَ الامام موسى بن جعفر (ع) في أواخر الحكم الاموي .
ولد بين مكة و المدينة فى منطقة تسمى الابواء11 عام 128 هـ ايام عبدالملك بن مروان فى السابع عشر من صفر11. يوم الأحد ويقال: الثلاثاء 12.
قال المنهال القصّاب: (خرجت من مكّة أريد المدينة فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله موسى (ع)، فسبقته إلى المدينة ودخل بعدي بيوم فأطعم النّاس ثلاثاً فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئاً إلى الغد حتّى أعود فآكل، فمكثت بذلك ثلاثاً أطعم حتى ارتفق ثمّ لا أطعم شيئاً إلى الغد 13.
مدة امامته: خمسة و ثلاثين عاماً، استلم مهام الامامة ,و له من العمر عشرين سنة عام 148 هـ .
من زوجاته: اشهر هن السيدة الجليلة «تكتم» ام الامام الرضــا (ع).
اوصافه: كان اسمراً، شديد السمرة14, ، معتدل القامة، كث اللحية15, حسن الوجه، نحيف الجسم، له هيبة و جلال. ووصفه شقيق البلخي فقال: كان حسن الوجه ، شديد السمرة، نحيف الجسم.
شهادته : كان استشهاده (ع) فى سجن السندى بن شاهك ببغداد المصادف 25 رجب عام 183 هـ متأثراً بسم دسه اليه هارون الرشيد و كان عمره خمسة و خمسون عاماً.
والامام الكاظم (ع) معروف عند أهل العراق ومشهور بالكرامات واطلق لقب من عامة الناس عليه ابو طلبه وباب الحوائج فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول:
ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب 16.
وقال الشافعى: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب 17.
زوجة الامام الكاظم (ع) :ـ
قال الشاعر
ألا أن خيـــر النســـاء نفساً ووالداً
ورهطــــاً وأجداداً علـــي المـــعظم
أتـــتنا بـــه للعلـــم والحــلــم ثامناً
إمــــاماً يــــؤدي حـــجــــة الله تكتم
وهي تكتم الطاهرة ـ (أم البنين) أم الإمام الرضا (عليه السلام).
وجاء في كتاب تراجم الشيعة :ـ (تكتم) بضم أوله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانية قبل الميم18.
وقال الشيخ الصدوق (قدس سره ) :ـ
هكذا تسمى باسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام وهي أم ولده الإمام الرضا عليه السلام، كانت من أشراف العجم جارية مولدة وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها ما جلست بين يديها مذ ملكتها إجلالاً لها.
فقالت لابنها موسى (ع): يا بني، إن تكتم أفضل مني، ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك، فاستوص خيراً بها19.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه (الأنوار البهية) أن أم الإمام الثامن الضامن المأمول المرتجى مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا (ع) هي أم ولد يقال لها أم البنين، واسمها نجمة ويقال لها تكتم أيضاً، اشترتها حميدة المصفاة أم موسى (ع) وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها .
روي أن السيدة حميدة رأت في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لها: يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى (ع) فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له، فلما ولدت له الرضا (ع) سماها الطاهرة.
يتبع