العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية عبدالله الجزائري
عبدالله الجزائري
عضو برونزي
رقم العضوية : 50999
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 514
بمعدل : 0.10 يوميا

عبدالله الجزائري غير متصل

 عرض البوم صور عبدالله الجزائري

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي ضوابط مقترحة الحوار
قديم بتاريخ : 20-05-2013 الساعة : 01:01 AM


ضوابط الحوار


لكل حوار ضوابط تحكم مساراته، وتوجه تلاقح الأفكار خلاله، وضوابط الحوار فضلاً عن كونها آداباً وأخلاقاً هي جزء رئيس ومؤثر في فعالية أي عمل يُبْنى على الحوار، ذلك أن أي عمل في بدايته هو مشروع في محتوى بعض الكلمات والأفكار التي ينميها الحوار ويخصبها، ويبعث فيها روح العمل، ولا شك أن ضوابط الحوار إنما تقوم على أصول رسخها القرآن الكريم والانبياء واهل البيت عليهم السلام وكذلك علماء ضربوا أروع الأمثلة للحوار الناجع في تمحيص الآراء المتباينة، وتجلية الإشكاليات المتوقعة، دون تَحَول الحوار إلى مهاترات يضيع معها الود لتحل محله الجفوة والقطيعة.
ومن هذه الضوابط :


1- الإنصات والاستماع:
وحقيقة الحوار في الإنصات والتدبر ، فالحوار فن الانصات للآخر، وعدم الرغبة في الاستعجال في الرد عليه، إذ إن هذه الرغبة تزهدنا فيما يقوله مَن نتحاور معه، ويحرمنا من تَدبّر قوله الذي لا يتحقق إلا بالسماع او القراءة الكاملة لهذا القول حتى آخره.
كما أن التدبر والتأمل الكامل للآخر مشعر بالاهتمام فيما يقول، ومضف على التحاور جدية، بعدم تعنت كل متفارق لرأيه، وهو في ذات الوقت دليل على وثوق المحاور فيما عنده.


2- تجريد الأفكار:
هدف الحوار هو الاستفادة من الأفكار وليس تدمير الأشخاص، ولذلك؛ فإن من أهم ضوابط الحوار: التركيز على فض الاشتباكات الفكرية دون التعرض السلبي للأشخاص بتشويه أو تجهيل، فلا خلاف مطلقاً بين أشخاص المتحاورين، وإنما بين أفكارهم، والفكرة الحسنة تُمْتدح بغض النظر عن قائلها، والفكرة الخطأ تُرَاجع دون تسفيه قائلها أو التهكم منه، فالنظر دائماً إلى الآخر من خلال ما قيل، لا من قال، مع احترام الناس، وحفظ مكانتهم ومراتبهم، ونرى أن الآخر قد يمتلك الحق أو أنه يكون هو الراجح عنده، وأن ما عندنا يحتمل الخطأ أو أن يكون هو المرجوح.
ولا شك أن التحاور ضمن هذا المبدأ، أعني مبدأ افتراض المخالفة؛ هو المدخل الذي يضع الآخر في أول الطريق الصحيح للتفكير، لأنه يرى أن من يحاوره يضع نفسه معه في موضع المجادلة المشتركة لمعرفة الحق

3- ترك المراء:
قد يُخْفِي الحوار في نفس من يمارسه حباً خفياً للتميز على الآخر، ولا يمكن اكتشاف هذه العورة النفسية إلا بأن يترك المحاور المراء والجدل، ويلتزم بيان الحق بالحجج والبراهين.


4- تغافر لا تنافر:
الحوار هو لون من ألوان التشاور حول بعض الموضوعات والأفكار، ومن ثم: فهو جلسة تناصح وتغافر وليس جلسة تصارع وتنافر، فمع قبول رأي الآخر أو رفضه تبقى طهارة القلب وصفاء السريرة نحوه، مع قبول معذرته والتغافر عن خطئه إن وقع، بل والحرص على أن يخرج الحق على لسانه.


5- الصدق والوضوح:
الصدق مع كونه ضابطاً من ضوابط الحوار، هو خلق نبيل لا خيار للمسلم في التحلي به، والوضوح في الفكرة هو وسيلة قبولها من الطرف الآخر، والوضوح في المواقف له أكبر الأثر في تصفية القلوب وإعادة الود.
ومن هنا وجب علينا في كل حواراتنا أن نتجنب الكلمات الغامضة التي تؤدي إلى سوء الفهم، ونتجنب أساليب المغالطات والدفاع عن الأوضاع الخاطئة التي تؤدي إلى إثارة الحقد، وإيغار الصدور والقلوب ، وذهاب الود بين طرفي الحوار ، ومن ثم تكون النتيجة هي فشل الحوار في تحقيق أهدافه.


6- العلم والعدل:
الحوار الناجح هو حوار يضبط العلم مساره، ويوجه العدل موقف كل طرف فيه تجاه الآخر.
فأما العلم، فإنه لا يستقيم حوار بدونه، بل في غيابه يصبح ضرر الحوار أكثر من نفعه، لأن جهود المتحاورين في هذه الحال تذهب سدى وتضيع بلا ثمرة تذكر.


7- التحاور العملي:
المتأمل في حواراتنا يجد أنها تحوي في أكثرها هوة كبيرة بين ما نتحاور له وما يترتب عليه من أعمال في الواقع، وهذه مقتلة، إذ أن الحوار ينبغي أن يكون فيما يترتب عليه العمل، وفيما ترجى من ورائه مصلحة أو منفعة، وإلا يكون لغوا .




8- الحجة الرأسية:
الحوار الناجح هو حوار يخلو من الإطالة الزائدة عن الحد، التي تُحَوّل الحوار إلى خطبة يتشدق فيها كل طرف من أطراف الحوار ويتفاصح بكثرة الكلام، بل وغرابته أحياناً



9- نبل غايات الحوار:
من ضوابط الحوار أن يبتعد كل البعد عن الهوى، فإن إتباع الأهواء مفسدة ومضيعة، بل ينبغي أن يقدم الحوار على أساس من إعلان الحق وتوضيحه


10- خلاف بلا اختلاف
مسألة الاختلاف في التوجهات والآراء مسألة قديمة، لكن حاصل ما أريده في هذه العجالة بيان أن للمتحاورين في شتى المواضيع وجهات شتى، وهذا حق لا إشكال فيه، لكن الذي لم نود وقوعه بين المتحاورين، هو انتقال الخلاف من حيز الأقوال إلى حيز الأشخاص، ومن رد الدليل بالدليل إلى التسفيه والعيب على الآخرين والقدح بهم ، بل إن بعضهم جاوز الحد في ذلك فرمى الآخرين بما لا ينبغي


مسك الختام
وبعد هذا الاستعراض للحوار من حيث منهجه وضوابطه وأساسياته، أقول:
إن الحوار المفتوح هو أداة لكشف الحقائق والآراء ومواطن الخلاف في وجهات النظر المتباينة، وفرصه للإجابة عن التساؤلات والاستفسارات التي تقبع في العقول والنفوس، ومن خلال الحوار تُنمى العقول ويكتمل نضجها وتصبح مهيأة لتبادل وجهات النظر برحابة صدر وعمق فكر، وعذر للمخالف فيما يقول.
كما أن الحوار القائم على أساس من المنهجية والحياد يساعد في اتخاذ القرار الصائب في أغلب الأحيان، وهو أداة لكشف الحق من الباطل وتفنيد الصواب من الخطأ، وهذا يدلل على كونه قيمة حضارية لا غنى عنها.
إن ما نسعى للوصول إليه هو تهيأة أرضية للحوار المفتوح، الذي يتميز بآداب المتحاورين وحفظ سلوكياتهم، وضبط النفس والتوازن في الأحاسيس والمشاعر كافة، مع الانفتاح على الطرف الآخر في إطار من الواجبات اللازم التقيد بها؛ كاحترام مشاعر الخصم ومعتقداته، ومحاورته بالحكمة والموعظة الحسنة، ودفعه عن رأيه بالتي هي أحسن, مع الحرص على تجنب الأساليب السلبية, كالتحريض والتشغيب وإثارة الفوضى، والتحامل والتشنج والتعصب الأعمى، أو استخدام أسلوب المغالطة والانكماش والتهرب والاستهزاء والسخرية، فهي مرفوضة أيضا في الحوار المنشود.

وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب



من مواضيع : عبدالله الجزائري 0 بيان حول الاعتداء على طلبة العلوم الدينية في النجف
0 نداء للسياسيين : الخطأ تجربة خصبة
0 تهنئة بمناسبة الذكرى التاسعة للمنتدى
0 اسئلة سياسية
0 نقطة نظام
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:47 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية