العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية علاء ناصر حسين
علاء ناصر حسين
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2764
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,518
بمعدل : 0.39 يوميا

علاء ناصر حسين غير متصل

 عرض البوم صور علاء ناصر حسين

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
Waz2 رحلة في كهوف الذاكرة
قديم بتاريخ : 17-01-2013 الساعة : 08:33 AM


رحلة في كهوف الذاكرة










رحلة في كهوف الذاكرة

نايف عبوش / قاص عراقي

كان يزامل والده إلى أعمامه ، كلما اشتاق لزيارتهم . ولأن أبناء العمومة أصلب عوداً ، حيث يرعون مواشيهم ، ويحصدون القمح ، ويسقون الرعاء من البئر، وعهدوا ركوب الخيل والحمير ، فقد كان الوالد يريد الصبي أن ينشدّ إليهم ، بزياراته المتكررة لهم ، فيتركه عندهم لبضعة أيام في كل مرة .. تشتاق له الأم والأخوات ، وغالباً ما كن يتذكرنه ، عند اجتماعهن لتناول الطعام ، وحينما يأوين إلى الفراش ، فيسردن حكايات مفترضة ، عن حراكه ، في حضرة أعمامه ، تسلية لشوقهن إليه .

لم يكن احد من أبناء عمومته ليناكفه ، في ركض إلى مرعى ، أو سبق إلى بيدر ، أو فصل للحملان .. فالختيارة العجوز ، زوجة عمه ، هي الأم الكبرى للجميع في القرية ، دأبت ان تحيطه بحنان زائد .. تمنحه حصة الأسد من لبن الغنم ، وتسقيه الشنينة أولاً ، حالما تروب شجوتها اللبن المخضوض ، ثم هي لا تنسى ان تعزز حصته من الزبدة ، عند فطور الصباح .. لكنه مع ذلك اعتاد بفضوله ، أن يلحس من رغوة حليب الماعز ، التي تتفاقع ، من قدر النحاس العتيق ، كلما حلبت العجوز الغنم .. دون ان يستأذنها .

تسارع دوماً لتنعته بالذكاء ، وقارئة الكف الغجرية تلقي عليه من أوصاف التطلع الشيء الكثير .. في مداراة لمزاج الختيارة ، التي لا تبخل عليها بالمقسوم ، كلما بالغت لها بتنبؤ مستقبله .

وما ان اكتسب باحتكاكه بأبناء عمومته ، تجربتهم في الرعي ، وسقاية الشياه من بئر بطن الوادي .. حتى دأب على الخروج معهم للحصاد ، عند الصباح الباكر ، مستأنساً بما كانوا يرددونه من أغاني الحصاد ، بأداء جمعي مقصود ، يستفز حماسهم ، فيضع حداً للخمول ، الذي يتسرب إلى همة البعض ، بقسوة حرارة الصيف القائض . لكن العجوز كانت تغذ السير خلفهم ، بعد أن أنجزت مهماتها ، بخض اللبن ، وكنس دوار الغنم ، حاثة خطاها بتسارع متواتر ، يطوي الأرض تحت قدميها طياً ، على امل ان تلحق بهم على عجل ، وهي تحمل معها ، جود الماء ، على كتفها الأيمن ، وشجوة اللبن على كتفها الايسر ، لسقايتهم حالما يشعرون بالعطش .




راقت لي فنقلتها لكم .. ;)

توقيع : علاء ناصر حسين
قال الحبيب محمّد ( ص ) :

إنّ الله أرتضى لكم الإسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
من مواضيع : علاء ناصر حسين 0 صورة وعِــبرة ... 1
0 من حكايات العبرة
0 إلى جنّــــة الخُلد
0 صورة وعِــبرة ...
0 فوائد الصلاة على محمد وال محمد
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:54 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية