خيال بين الماء والطين... ج1
انرلق رأسه متوسدا ًالأرض بعد أن أخذمنه التعب والإرهاق نصيبا ًوافيا ً
غادر إلى عالم آخر سلطنة النوم التي بدت له ممتعة ومتأنقة بقناديل
وأشجار متزينة بثمار لذيذة وكانت تلوح في سماء تلك السلطنة طيور
جميلة والشمس تطل من بعيد ملاحقة خيوط الضياء التي مدتها بعيدا ً
تحرك ماشيا ًبعد أن قطف ثمرة شهية من إحدى الأشجار؛ شاهد بيته
مبني على طراز جميل ويتزين بأصباغ زاهية جذبته إليه ، فطرق الباب
وإذا به يجده مفتوحا ًمواربا ً؛ ثم دخل إلى بيته فغزاه شذى وأريج الأزهار
والشجيرات الفريدة التي حوتها حديقة بيته توجه إلى الداخل وهاهو
يدفع الباب الخشبي المنزلق رتاجه بين أصابعه ؛ أثاث راق ٍ ومرتب بعناية
كل شيء موجود مما يصعب عده وتصوره ، حتى صور الحائط لأبيه وجده
وبعض من أحبهم وعاش معهم قبلا ً.
توجه إلى منضدة فاخرة وضع عليها أنتيكات ومزهريات جميلة كانت تحيط
بجهاز عصري وحديث تلفاز أسود اللون وبقربه أجهزة مستطيلة للتحكم عن
بعد بدأ يعبث بها كيفما اتفق كي يفتح جهاز التلفاز، محاولة بعدأخرى إلى
أن نجح في فتح التلفاز ، بدأ يخلبه ويطير لبه مايرى من صورومشاهد بل
وتقليعات ؛ إنه الآن واقف قبالة التلفاز يحدق بعينين ثاقبتين ويدقق في كل
مايرى ببطء وحضور ذهني، إلا أنه تذكر أنه شاهد أثناء البحث كلمة كبيرة
تظهر وتختفي في قناة أو قناتين (( عاجل ... عاجل ))...
اختار قناة ما تزودت بهذه الكلمة وانتظر قليلا ًبعد أن توسد الأرض من تحته
معلقا ًرجليه أحدهما على الأخرى في وضع ٍطائر...