اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمان الرحيم
أردت أن أضع بعض لا ادري ما أقول غباء معارضة عدم فهم لأقوال وأوامر الرسول صلى الله عليه وآله جرت بين عمر والنبي
محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
من المعروف أن النبي نهى عن قتل بني هاشم والتعرض لهم ومنهم العباس رضي الله عنه وعقيل رضي الله عنه وأمر جميع الجنود بذلك
ولكن عمر كعادته أول من يعارض .
____________________________
في وقعة بدر أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عرفت رجالا من بني هاشم وغيرهم أخرجوا كرها لا حاجة لهم لقتالنا ، فمن
لقي أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يقتله ، فانه خرج مستكرها .
(تراه صلى الله عليه وآله نهى عن قتل بني هاشم عامة ، ثم نهى عن قتل عمه العباس بالخصوص ، تأكيدا للمنع من قتله ، وتشديدا ومبالغة في ذلك )
ولما أسر العباس بات رسول الله صلى الله عليه وآله ساهرا أرقا فقال له أصحابه - كما نص عليه كل من أرخ وقعة بدر من أهل السير والاخبار - يا رسول الله مالك لا تنام ؟ قال صلى الله عليه وآله سمعت تضور عمي العباس في وثاقه فمنعني النوم ، فقاموا إليه فأطلقوه فنام رسول الله صلى الله عليه وآله
وعن يحيى بن أبي كثير : أنه لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا ، فكان ممن أسر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله فولي وثاقه عمر بن الخطاب ، فقال العباس : أما والله يا عمر ما يحملك على شد وثاقي الا لطمي اياك في رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسمع أنين العباس فلا يأتيه النوم . فقالوا : يا رسول الله ما يمنعك من النوم ؟ . فقال رسول الله : كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي . فأطلقه الأنصار . . ( الحديث )
ولكن النبي لم يكتفي بالقول حتى لا يرد أحد بأن عمر لم يعلم مقولته في بني هاشم نكمل
ولما بلغه صلى الله عليه وآله كلمة أبي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس - وكان معه في بدر - إذ قال أنقتل آبائنا واخواننا ونترك العباس ، والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف ساءه صلى الله عليه وآله ذلك من أبي حذيفة فاستنجد بعمر يقول له مثيرا حفيظته : يا أبا حفص أيضرب وجه عم الرسول بالسيف ؟ . قال عمر : والله انه لأول يوم كناني فيه بأبي حفص . ( قوية فاستنجد طبعا تلميع >> عدي الأمر)
هنا الغباوة و المعارضة وضحالة التفكير أمر مباشر من النبي بعدم قتل الأسرى وعدم قتل بني هاشم بالذات فيأتي شخص كعمر له رأي آخر
ما ان وضعت الحرب أوزارها - ونصره الله عبده ، وأعز جنده وقتل الطواغيت سبعين وأسر سبعين آخرين . وجئ بهم موثوقين - حتى قام أبو حفص يحرض على قتلهم بأشد لهجة قائلا : يا رسول الله انهم كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فمكني من فلان - لقريب أو نسيب له - فأضرب عنقه ، ومكن عليا من أخيه عقيل فيضرب عنقه ، ومكن حمزة من أخيه العباس فيضرب عنقه "
أولا : أمر النبي كان قبل المعركة
ثانيا : النبي لم ينم فقط لأنين العباس
ثالثا : توجيه أمر مرة أخره لعمر بالذات لا يقتل أو يمس العباس
فيقوم عند نهاية المعركة ويشير على النبي أن يأمره بقتل من نهى عن المساس بهم
رابعا : من هو فلان قريبه أو نسيبه لأني إذا رأيت فلان في كتب المخالفين علمت إما أنه غير موجود أو أن الرواية بها بعض الخلل
_______________________________________
أترك الأمر لكم حقيقة وما أكثر معارضاته لقول النبي صلى الله عليه وآله والنبي دائما يلقمه حجر
وهذا يؤيد ما قاله سعد بن عبادة رضي الله عنه يوم السقيفة لأبي بكر وعمر لألحقنكم إلى قوم كنتم فيه تابعين لا متبوعين
_______________________________________
المصادر
الكامل في التاريخ ج 2 / 89 ، تاريخ الطبري ج 2 / 281 ، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 3 / 172 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 2 / 281 ط بيروت ، السيرة الحلبية ج 2 / 168 ، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 ص 182
تجد هذا في غزوة بدر العظمى ص 284 والتي بعدها من جزء 3 من البداية والنهاية لابن كثير ، وفى غيرها من كتب السير والاخبار كسيرة بن إسحاق وغيرها وانما نهى عن قتل أبى البخترى لأنه كان ممن قام في نقض الصحيفة ، وكان لا يؤذى رسول الله ولم يبلغه عنه شئ يكرهه ، فكان صلى الله عليه وآله يؤثر بقاؤه حيا أملا بتوفيقه وهدايته إلى الله تعالى ورسوله ، لكن لقيه في حومة الحرب المجذر بن زياد البلوى حليف الأنصار ، فقال له ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهانا عن قتلك ، ومع أبى البخترى زميل له خرج معه من مكة ، وهو جنادة بن مليحة من بني ليث قال : وزميلي ؟ . قال له المجذر : لا والله ما نحن بتاركي زميلك ، ما أمرنا رسول الله الا بك وحدك ، قال : لا والله اذن لاموتن وهو جميعا لا تتحدث عنى نساء قريش بمكة انى تركت زميلي حرصا على الحياة . فاقتتلا فقتله المجذر ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فأتيك به فأبى الا أن يقاتلني فقاتلته فقتلته ( منه قدس ) . الكامل في التاريخ ج 2 / 89 ، تاريخ الطبري ج 2 / 282 ، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 3 / 172 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 2 / 281 ، السيرة الحلبية ج 2 / 168 ، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 / 133 و 183 .
الكامل في التاريخ ج 2 / 89 ، الدرجات الرفيعة ص 80 ، تاريخ الطبري ج 2 / 282 ، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 3 / 172 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 2 / 281 ، السيرة الحلبية ج 2 / 168 ، شرح النهج الحديدي ج 14 / 183
الكامل لابن الأثير ج 2 / 89 ، الدرجات الرفيعة ص 80 ، مجمع البيان ج 4 / 559 ، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 / 182 .
تجده في ج 5 / 272 من الكنز وهو حديث 5391 وقد أخرجه ابن عساكر ( منه قدس ) . وراجع : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 3 / 520 عن جملة من المصادر
نقل ذلك عنه ابن إسحاق وغيره من أهل السير والاخبار فراجع ص 285 من الجزء 3 من البداية والنهاية ( منه قدس ) . أقول وراجع أيضا : الكامل في التاريخ ج 2 / 89 ، تاريخ الطبري ج 2 / 282 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 2 / 281 ، السيرة الحلبية ج 2 / 168 ، ابن أبي الحديد ج 14 / 183 .
الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 3 / 249 ، صحيح مسلم ك الجهاد والسير باب الإمداد بالملائكة ج 6 / 157 ، الدرجات الرفيعة ص 82 ، السيرة الحلبية ج 2 / 190 و 191 ، ابن أبي الحديد ج 14 / 183 .
_________________________________________