|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 70732
|
الإنتساب : Feb 2012
|
المشاركات : 427
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حسن المكزوني الأزدي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 17-10-2012 الساعة : 11:30 PM
ومن خطبة له (عليه السلام)
[الخالق جلّ وعلا]
الْحَمْدُ لله خَالِقِ الْعِبَادِ، وَسَاطِحِ الْمِهَادِ(5)، وَمُسِيلِ الْوِهَادِ(6)،وَمُخْصِبِ النِّجَادِ(7)، لَيْسَ لاَِوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ، وَلاَ لاَِزَلِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ، هُوَ الاَوَّلُ لَمْ يَزَلْ، وَالْبَاقي بِلا أَجَل، خَرَّتْ لَهُ الْجِبَاهُ، وَوَحَّدَتْهُ الشِّفَاهُ، حَدَّ الاَْشْيَاءَ عِنْدَ خَلْقِهِ لَهَا إبَانَةً
____________
لَهُ(1)مِنْ شَبَهِهَا، لاَ تُقَدِّرُهُ الاَْوْهامُ بِالْحُدُودِ وَالحَرَكَاتِ، وَلاَ بِالْجَوَارِحِ وَالاْدَوَاتِ، لاَ يُقَالُ لَهُ:«مَتَى»؟ وَلاَ يُضْرَبُ لَهُ أَمَدٌ «بِحَتَّى»، الظَّاهِرُ لاَ يُقالُ: «مِمَّ»؟ وَالْبَاطِنُ لاَ يُقَالُ: «فِيمَ»؟، لاَ شَبَحٌ فَيُتَقَصَّى، وَلاَ مَحْجُوبٌ فَيُحْوَى، لَمْ يَقْرُبْ مِنَ الاَْشْيَاءِ بِالْتِصَاق، وَلَمْ يَبْعُدْ عَنْهَا بِافْتِرَاق، وَلاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِهِ شُخُوصُ لَحْظَة(2)، وَلاَ كُرُورُلَفْظَة، وَلاَ ازْدِلاَفُ رَبْوَة(3)، وَلاَ انْبِسَاطُ خُطْوَة فِي لَيْل دَاج(4)، وَلاَ غَسَق سَاج(5)، يَتَفَيَّأُ(6) عَلَيْهِ الْقَمَرُ الْمُنِيرُ، وَتَعْقُبُهُ الشَّمْسُ ذَاتُ النُّورِ فِي الْكُرُورِ وَالاُْفُولِ(7)، وَتَقْلِيبِ الاَْزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ، مِنْ إِقْبَالِ لَيْل مُقْبِل، وَإِدْبَارِ نَهَار مُدْبِر، قَبْلَ كُلِّ غَايَة وَمُدَّة، وَكُلِّ إِحْصَاء وَعِدَة، تَعَالَى عَمَّا يَنْحَلُهُ(8) الُْمحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الاَْقْدَارِ(9)، ____________
[ابتداع المخلوقين]
لَمْ يَخْلُقِ الاْشْيَاءَ مِنْ أُصُول أَزَلِيَّة، وَلاَ مِنْ أَوَائِلَ أَبَدِيَّة، بَلْ خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ حَدَّهُ(3)، وَصَوَّرَ مَا صَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ، لَيْسَ لِشَيْء مِنْهُ امْتِنَاعٌ، وَلاَ لَهُ بِطَاعَةِ شَيْء انْتِفَاعٌ، عِلْمُهُ بِالاَْمْوَاتِ الْمَاضِينَ كَعِلْمِهِ بِالاْحْيَاءِ الْبَاقِينَ، وَعِلْمُهُ بِمَا فِي السماوَاتِ الْعُلَى كَعِلْمِهِ بِمَا فِي الاْرَضِينَ السُّفْلَى.
منها:
أَيُّهَا الْـمَخْلُوقُ السَّوِيُّ(4)، وَالْمُنْشَأُ الْمَرْعِىُّ(5)، فِي ظُلُمَاتِ الاَْرْحَامِ،
____________
1. نهايات الاقطار: هي نهايات الابعاد الثلاثة المتقدم ذكرها.
2. التّأثّل: التأصّل.
3. أقام حدّه: أي ما به امتاز عن سائر الموجودات.
4. السّوِي: مستوي الخلقة لا نقص فيه.
5. المنشأ: المبتدع. والمَرْعي: المحفوظ المعنيّ بأمره.
الصفحة 358 وَمُضَاعَفَاتِ الاَْسْتَارِ، بُدِئْتَ (مِنْ سُلاَلَة(1) مِنْ طِين)، وَوُضِعْتَ (فِي قَرَار مَكِين(2) * إِلَى قَدَر مَعْلُوم) وَأَجَل مَقْسُوم، تَمُورُ(3) فِي بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لاَ تُحِيرُ(4) دُعَاءً، وَلاَ تَسْمَعُ نِدَاءً، ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلَى دَار لَمْ تَشْهَدْهَا، وَلَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنَافِعِهَا; فَمَنْ هَدَاكَ لاِجْتِرَارِ الْغِذَاءِ مِنْ ثَدْيِ أُمِّكَ؟ وَعَرَّفَكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ مَوَاضِعَ طَلَبِكَ وَإِرَادَتِكَ؟! هَيْهَاتَ، إِنَّ مَنْ يَعْجِزُ عَنْ صِفَاتِ ذِي الْهَيْئَةِ وَالاَْدَوَاتِ فَهُوَ عَنْ صِفَاتِ خَالِقِهِ أَعْجَزُ، وَمِنْ تَنَاوُلِهِ بِحُدُودِ الَْمخْلُوقِينَ أَبْعَدُ!
____________
1. السُلالة من الشيء: ماانسلّ منه.
2. القرار المَكِين: محل الجنين من الرحم.
3. تَمُور: تَتَحَرّك.
4. لا تحيرُ: من قولهم: ما أحار جواباً، أي لم يستطع ردّاً.
|
|
|
|
|