هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، ابن الخليفة الثاني ، الذي اعز به الله تعالى اسلام ابن عبد الوهاب ، عاصر عبد الله بن عمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وابو بكر ، وعمر ، وعثمان ، والامام علي عليه السلام ، ومعاوية ويزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان .
وكان عبد الله قريبا جدا من الامويين الذين لم تنقطع هداياهم له ولم يجد في نفسه كرامة لردها وهو يعلم ظلمهم وفسوقهم وفجورهم واغتصابهم لحق ال البيت عليهم السلام ، بل وكان يرى بام عينيه افعالهم الدنيئة ويسمع اقوالهم السخيفة ولم يبد أي اعتراض او نصح او انكار ، والمتتبع لتاريخ هذا الرجل يجد انه من المنافقين الذين وصف النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم من يبغض امير المؤمنين عليه السلام .
يقول عبد الله بن عمر (لقد بايعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما نكثت ولا بدلت إلى يومي هذا، ولا بايعت صاحب فتنة، ولا أيقظت مؤمناً من مرقده". ) الطبقات الكبرى لابن سعد الجزء الرابع .
متحفظ جدا هذا الرجل ومتابع وملتزم بما امر به الله تعالى وانه يرفض ان يبايع صاحب فتنة ، وهذا امر جميل ورأي سديد منه ولكن ، من هو الخليفة الذي لم يبايعه ابن عمر هذا لانه كان يراه صاحب فتنة ؟
هل بايع ابن عمر ابا بكر ؟ نعم
هل بايع عمر ؟ نعم
هل بايع عثمان ؟ نعم
هل بايع علي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل بايع معاوية ؟ نعم
هل بايع يزيد ؟ نعم
هل بايع مروان ؟ نعم
هل بايع عبد الملك بن مروان ؟ نعم
هل بايع الحجاج لبيعة عبد الملك ؟ نعم ، واي بيعة كانت ، فقد مد الحجاج رجله له وقال ان يدي مشغولة ( وكان يكتب ) فمسح عبد الله بن عمر على رجل الحجاج وتمت بيعته وخرج .
اذن ان عبد الله بن عمر لم يبايع الامام علي عليه السلام وكان يرى انه صاحب فتنة !!! ولشدّة تمسكه بالدين وعمق تدبره وتعقله امتنع هذا الرجيم عن بيعة الامام . وقد تعذر البكريون والعمريون والعثمانيون والامويون على لسان علمائهم الذين قالوا ( وكان رحمه الله لورعه ، أشكلت عليه حروب علي وقعد عنه ) . امر عجيب والله ، أي بغض هذا واي كره لا بيت النبوة عليهم السلام ؟ ورعه ؟ أي ورع هذا الذي يملكه ابن عمر ؟ واين كان ورعه من افعال معاوية وحروبه وفسقه وفجوره وقتله لاصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ ثم ، اين كان ورعه من يزيد اللعين الذي استمرت رئاسته ثلاث سنوان قتل في الاولى منها سبط الحبيب المصطفى الذي قال فيه ( حسين مني وانا من حسين ) ؟ الم يسمع بهذا ابن عمر من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ الم يسمع من عائشة وابي بكر وابيه عمر ان الحسن والحسين ريحانتا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ اين كان ورعه من قتل ابناء الحسن عليه السلام ؟ اين كان ورعه من قتل اخوة الحسين عليهم السلام ؟ اين كان ورعه من قتل اصحاب الحسين عليهم رضوان الله تعالى ؟ بل اين كان ورعه من سبي نساء بيت النبوة وتسييرهنّ سبايا من كربلاء الى الكوفة الى الشام والناس ينظرون لهن من كل جانب وصوب ؟ اين كان ورعه وراس الحسين يحمل على القنا ؟ اين واين واين .. كل هذا حدث في عام الرئاسة اليزيدية الاول .وفي السنة الثانية قام يزيد اللعين باستباحة مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفيها مازال بقايا الانصار والمهاجرين ، وقتل اولادهم واستحيا نسائهم ، وبقر بطون الحبالى واغتصب جيشه العذارى ، اين كان ورع عبد الله بن عمر ؟ لماذا سكت عن ذلك كله وكأن ما يجري فتح لبلاد الكفر ؟ ام انها العطايا التي وهبها له ملك الملوك يزيد الصعلوك عليه لعنة الله ؟
وفي السنة الثالثة من رئاسته هدّم يزيد بالمنجنيق الكعبة المشرفة واحرقها عند محاربته لعبد الله بن الزبير .. فاين كان عبد الله بن عمر واين هو ورعه من ذلك ولم لم يستنكره او يرده او يرفض بيعة السلطان الجائر الفاسق الكافر ؟
اين كان ابن عمر من الحجاج لما استباح الكعبة وهي قبلة المسلمين ويضربها بالمنجنيق ، ويسفك الدماء فيها ؟ أين كان ورعه آنذاك ؟ وهو ينظر ولم يستطيع قول حرف واحد .
أي قول هذا واي تبرير لقعود عبد الله بن عمر وامتناعه عن مبايعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام . وهل تقاس كل هذه الجرائم بحروب الامام علي عليه السلام ضد الناكثين والقاسطين والمارقين ، وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الذي اخبر بذلك ؟ فوالله والله ما هي الا ضغينة وحقد وكره لمحمد وعلي ولكل الاسلام والمؤمنين .. انها والله نزعة جاهلية ونفاق .
وبعد كل هذا وغيره الكثير الكثير مما لا مجال لذكره من مواقف ابن عمر، هل يقبل منه خبر او رأي ؟ وهل يعتبر قوله حجة ؟
انه ورب الكعبة لضلال ما بعده ضلال .
عزيزي القاريء الكريم استميحك عذرا عن الاطالة ولكنها والله الاّ لنبين ممن يأخذ ابن عبد الوهاب دينه ، وانهم له تابعون . ونتابع سند حديث ابن عمر فنجد فيه :
الزهري وهو يروي الحديث عن ابن عمر .. من المنحرفين عن أمير المؤمنين وأبنائه عليهم السلام كان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير وجده عبيد الله مع المشركين يوم بدر وهو لم يزل عاملا لبنى مروان ويتقلب في دنياهم، جعله هشام بن عبدالملك معلم أولاده وأمره أن يملى على أولاده أحاديث فأملى عليهم أربعمائة حديث. وأنت خبير بأن الذى خدم بنى امية منذ خمسين سنة ما مبلغ علمه وماذا حديثه ومعلوم أن كل ما أملى من هذه الاحاديث هو ما يروق القوم ولا يكون فيه شئ من فضل على عليه السلام وولده ومن هنا أطراه علماؤهم ورفعوه فوق منزلته بحيث تعجب ابن حجر من كثرة ما نشره من العلم والزهري هذا معروف ببغضه للامام علي عليه السلام وقد بينا ذلك سابقا ونشير هنا الى رواية واحدة في ذلك لاكمال البحث . ( وكان الزهري من المنحرفين عنه – يعني عن الامام علي عليه السلام – وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة فاذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه ، فبلغ ذلك علي بن الحسين – عليهم السلام – فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما انت يا عروة فان ابي حاكم اباك الى الله فحكم لابي على ابيك ، واما انت يا زهري فلو كنت بمكة لاريتك كير ابيك ) ذكره ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج الجزء الثالث .
وقد ذكرت مصادرهم ان الزهري كان ينكر اوليّة علي ابن ابي طالب عليه السلام في الاسلام وسابقته ويقول : ان اول من اسلم هو زيد بن حارثة محاولا بذلك نفي منقبة من مناقب الامير عليه السلام . والزهري هذا كان يروي عن قاتل الحسين عليه السلام عمر بن سعد لعنه الله فكيف يوثق يا شيخ الضلال يا ابن عبد الوهاب ؟ وقد قال الشيخ الدهلوي في رجال المشكاة ( انه ابتلي بصحبة الامراء وقلة الديانة ) وقال ابن حجر في ترجمة الاعمش ، ان الزهري كان ( يعمل لبني امية ) .
وقد ذكر لنا التاريخ ان الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام كتب الى الزهري كتابا قال فيه : " واعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت وإجابتك له حين دعيت، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة، وأن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة، إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا ولم ترد باطلا حين أدناك. وأحببت من حاد الله أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلما إلى ضلالتهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ... ) منها ما جاء في كتاب احياء علوم الدين الجزء الثاني .
أمن هؤلاء النواصب المنافقين تأخذون دينكم يا اتباع ابن عبد الوهاب ؟