الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد الموحدين وقائد الغر المجلين
عليه السلام
روحي وأرواح العالمين لتراب نعليه الفدا
هذا الإنسان العملاق بكل معنى الكلمة تقف كل كلمات الدنيا عاجزة عن أن تعطي هذا الإمام العظيم حقه
وكذلك يقف كبّار رجالات العلم والأدب والمعرفة عاجزين عن أن يصفوا هذا الإمام العظيم بوصف يكون قريبا للحقيقة مهما كان هؤلاء على درجة كبيرة من العلم والمعرفة والبلاغة والأدب
ومن ذلك قول ابن أبي الحديد
:
لاترتاب في أن علي بن ابي طالب عليه السلام
هو أفصح من نطق بالعربية ( باستثناء رسول الله)
صلى الله عليه وآله وسلم
وكذلك
سئل عبد الحميد الكاتب
أنّى لك هذه البلاغة ؟؟
فقال حفظت من الخطابة كنزا ً لايزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة , حفظت مائة
فصل من مواعظ علي بن ابي طالب
.
وسئل الأصبغ بن نباتة كيف أصبحت ابلغ أهل زمانك
قال : حفظت مئتي خطبة من خطب مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام
وأما الإمام الخميني (( قدس سره )) فقال
هل كان علي ٌعليه السلام
من عظماء الدنيا ليحق َ للعظماء أن يتحدَّثوا عنه ؟؟
أم ملكوتيا ً ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟؟
لأي رصد يريد أن يعرِّفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟
وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى مالديهم من علوم محدودة ؟؟
مافهمه العلماء والعظماء والفلاسفة بكل مالديهم من فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة
وعلي ٌ غير ذلك
عن عامر الشعبي قال:
تكلم أمير المؤمنين عليه السلام
بتسع كلمات
ارتجلهن َّ ارتجالا ً
فقأن َّ عيون البلاغة !!!
وأيتمن جواهر الكلمة !!!
وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن َّ !!!
ثلاث منها في المناجاة
وثلاث منها في الحكمة
وثلاث منها في الأدب
فأما اللائي في المناجاة فقال
الهي كفى بي عزا ً أن أكون لك عبدا ً
وكفى بي فخرا ً أن تكون لي ربا ً , أنت كما أحب
فأجعلني كما تحب
.
واللائي في الأدب فقال
امنن على من شئت تكن أميره
واستغن عمن شئت تكن نظيره
واحتج الى من شئت تكن أسيره
واللائي في الحكمة فقال
قيمة كل امري ٍ مايحسنه
وما هلك أمرء عرف قدره
والمرء مخبوء تحت لسانه
ولايوجد أفضل من كلام سيد الكونين
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
روحي وأرواح العالمين لتراب نعليه الفدا
حيث يصف المولى المقدس أمير المؤمنين
عليه السلام
باحاديث تبين منزلة هذا الإنسان العملاق
حيث قال
:
أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه
وقال صلى الله عليه وآله وسلم
أنا مدينة العلم وعلي بابها
وقال صلى الله عليه وآله وسلم
أنا خزانة العلم وعلي مفتاحه
فمن أراد الخزانة فليأت المفتاح
هذا الحديث الشريف وحده كاف لمعرفة مقام
مولانا المقدس أمير المؤمنين عليه السلام
فالحديث يثبت أن مولانا عليا يثبت أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
هو
سر محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وهو مفتاح الدخول الى معرفة هذا السر العظيم
وأنّى للناس أن تعرف الاثنين !!!
وعلى اية حال نقول
هذا شهر رمضان الكريم المبارك
هو شهر الله تعالى العظيم
وفيه شهادة وليه العظيم
وعظمة الاثنين من عظمة الله تعالى تباركت أسمائه الشريفة
وهما توامان لاينفصلان
فشهر رمضان الكريم يعني فجيعة البشرية
يعني آهات وأحزان شيعة آل البيت عليهم السلام أجمعين
تعني تجدد الأحزان والآلآم لفقدان هذا العظيم الذي لم تنجب البشرية أعظم منه سوى
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم
نبي الرحمة الذي هو نفس علي عليه السلام
بنص القرآن الكريم
من هنا أرتأينا أن نقوم بحول الله تعالى وقوته وبمشيئته سبحانه وتعالى بنشر بعض من جواهر كلام هذا الانسان العظيم في هذا الشهر الكريم
عسى أن نستفيد من تلك الخزائن المدفونة التي لو كانت دستورا لكثير منا لما أنزلقنا الى عالم الخطيئة
لأنها سفينة النجاة وشراع الأبحار في عالم النقاء والصفاء والارتقاء الى مصاف عالم الملائكة
ولكن أنّى لنا ذلك وقد أبتعدنا عن هذه الجواهر واهملناها حتى بعدت بنا الشقة
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بما نقرأ ونحفظ من جواهر هذا المولى المقدس عسى أن ينفعنا الله تعالى فيها يوم لاينفع مال ولا بنين
سنرتشف من هذا النبع الصافي في كل مرة بعض من تلك الدرر ونسال الله تعالى التوفيق
مما جآء في قوله عليه السلام
آفة الآمال حضور الآجال
آفة الجند مخالفة القادة
آفة الحديث الكذب
آفة الذكاء المكر
آفة الدين سوء الظن
آفة الرعية مخالفة الطاعة
آفة الزعماء ضعف السياسة
آفة الشجاعة اضاعة الحزم
آفة العامة العالم ُ الفاجِر
آفة العلماء حب الرئاسة
آفة العدل السلطان الجائر
آفة العمران جور السلطان
آفة الفقهاء عدم الصيانة
آفة القوي أستضعاف الخصم
آفة المشاورة انتقاص الآرآء
آفة المعاش سوء التدبير
آفة الملوك سوء السيرة
آفة النفس الوله بالدنيا
آفة الورع قلة القناعة
آفة الزراء خبث السريرة
نلتقيكم على حب الإمام إن شاء الله تعالى
نسألكم الدعاء