هلمّـــــــــــــوا .. لنجعل من الحسين عنوانا للخطى والأنفاس ، ثمّ ننتسب ونحبوا على نهج الشهيد ، ونجدّد البيعة له مع كلّ إشراق شمس ، وهو شمسنا و الأفق الرّحيب ، ونحاول أن نظلّ حسينيين روحا وفكرا وعطاء .. عسى أن نكون من المقبوليـــــــــــــــن ، وأن تكون لنا هويّة في عالم الجهالة والعمالة والفكر السقيم .
هلمّــــــــــــــــوا .. لنضع الرّحال عند أعتابهم ، ونلتمس من فتات موائدهم قوت يومنا ، والغد القادم ومن نقى الزاد عند السؤال . ثمّ نشدّ مكامن الرّوح من حبّات مسبحة أفاحت مسكا من ثرى نعلي الحسين "ع" ، ونضيء مصابيح من أفق الطّفوف ، ونرفع الشموع عند محارب وقباب ونحر الرّضيع ، وننظر نحو الأفق البعيد ، حيث العروج . وحيث تكشف الحُجب لمن أبصر، سيوفا تعانق المنايا ، وتلثم الأكفّ وترسم القبلات على فلذة من كبد النبيّ ، مهرا لدّين الحنيف .
هلمّــــــــــــــــوا .. لنأخذ من حروف وأسماء لأشباح وأسباط معاني وجمل ، وصولة عزّ وإباء ، ننتشلُ بها الذّات من واقع الذّل والصّغَار ، ونطرد من ساحتنا ذيول التشرّد والشتات ، ونرم من على كاهل يومنا المنهك بالوضاعة ،عناوين الجاهليّة وثقافة التجهيل ، ونلعن يوما عشناه بلا هوية ، ونعلن التاريخ المؤرّخين ، ونُحي يوما عرفنا فيه طعم الشهادة ، وعطر الشهيد ، وسرَّ الأسماء .
هلمّــــــــــــــــوا .. نستنشق من عبير الشهادة عند سوح نينوى ، عبقا من دماء زكيّة ، وطيب أنفاس لأرواح جلّلها الطّهر الحسيني ، تكون عزاء لأنفس قد أعياها التّصبّر والإنتظار، وعلى أثر زينب "ع" إلتمسنا نفحات الإحتساب والتسليم الجميل ، وقماشة من خرقة الرّضيع نكنسُ بها واقعا من طبع الأنانيّة ، وخُلُق الإنتهازيّة ، وثقافة التبرير والخداع ، وما فرّخت شرائعَ فلتة الجاهلية .
هلمّـــــــــــــــــوا .. لنجلس في حضرة كربلاء ، حيث يُستنسخ تاريخ البشرية والحقيقة ، ويؤرّخ للميلاد الجديد من بهاء الرّسالة المحمّديّة ، والأكفّ أوراق و رماح أقلام والمداد من دماء زكيّة . ثمّ نستلهم جملا ومعاني من فنون العشق والإيثار من فضل الفضيلة ، نزرعها عند ثرى أقدامهم أزهارا ، ومن صدى الصرخة للحقّ المقدّس نعلن الولاء ، حيث تكون الشهادة عنوانا لكلّ رسالة ساميّة ، ومن آثروا الشهادة ليهبوا لنا الحياة مسيرة .
هلمّـــــــــــــــوا .. ننشد أنشودة من لبّى النّداء ، وعلم فنون الربح والخسارة ، وأعلنها بيعة بطول الزمان وعرض المكان ، حيث مصرعٌ لمعشوق الجمال والكمال ، والحياة الأبدية . ثمّ نهلّل بكلمات العارف تمتمة الولاء :
تركتُ القوم طرّا في هواك *** وأيتمت العيال حتّى أراك فلو قطعتني في هواك طرّا *** فما مال الفؤاد إلى سواك ..
فسلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين . والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمـــــــــــــا .