[احمد آل مسيلم]

عسى....يطهّرني ...أنّي بعضُكِ


قامتْ على أوجاعِها الأحزانُ......
وتوارى عنها السيلُ والغدرانُ
وعلى الرمالِ جناحُ ظلِّ سحابةٍ......
طافتْ تنوحُ ووجهُها ظمآنُ
ذبحوا شتاءَ الماءِ فوقَ سمائِها.......
فإذا بصيفِ قلوبِهمْ أوثانُ
يا كربلاءَ الماءِ .. أرعدَ صوتُكِ.....
فأغاض ما سُقِيتْ به الأزمانُ
للآنِ دمعُ الرملِ ينزفُ حاسراً.....
فيصون حزناً باقياً ويُصانُ
للآنِ من دمكِ الطهورِ مشارفٌ.....
دارتْ وما دارتْ بها الأكوانُ
أصبحتِ وجهَ الأرضِ قرّةَ عينِها.....
نبضَ الصلاةِ ..أقرّها الأيمانُ
فخذي دمي إنّي إليكِ أنتمي.....
صُـبّيهِ فيكِ .. لينطق الإنسانُ
وخذي بكائي إنّه من زفرةٍ.....
حرّى لطينكِ هاجها العدوانُ
وخذي اليدينَ فإنّني لا أرتجي.....
من بعدِ أيدي الطفِّ لي عنوانُ
وخذي وجودي ليس لي من بعدِه.....
إلاّ وجودُكِ ..إنّه البرهان
وخذيني عندكِ حبّةً من رملكِ.....
قد سالَ يوماً فوقَها القرآنُ
فعسى يطهّرني بأنّني بعضُكِ....
وعسى يكمّلني بكِ الرضوانُ
*****************************
يا كربلاءَ الصبرِ إنّني واقفٌ........
ودمي يدقُّ .... أضرَّهُ الخفقانُ
لا ينتهي إلا لبابكِ صوتُنا ......
بابٌ به تتضرّعُ الأديانُ
منه الحسينُ يضيءُ ليلَ وجودِنا......
نورٌ وما إلاّ به التبيان
فأنا هنا في كربلاءَ مواجعٌ....
ما ضرَّ عشقَ مواجعي العصيانُ
وأنا هنا في كربلاءَ مضرّجٌ.....
بدمِ الرمالِ ... يسحُّه الإحسانُ


أحمد آل مسيلم
13/3/ 2012م ...