كم من عظماء عند قومهم ذهبوا ولم يعد لهم ذكرا
وكم من ملوك وقادة ملكوا وذهبت بهم السنون ولم يعد لهم ذكرا
وبقي الحسين منارا وذكرا يتجدد عبر كل جيل
امامته بترتيب رباني
وصى الامام الحسن لاخيه الحسين عليهما السلام
قال الصادق (ع) : لما حضرت الحسن الوفاة قال : يا قنبر !.. انظر هل ترى وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد .. فقال : الله ورسوله وابن رسوله أعلم .. قال : امض فادع لي محمد بن علي ، قال : فأتيته فلما دخلت عليه قال :
هل حدث إلا خير ؟.. قلت : أجب أبا محمد ، فعجّل عن شسع نعله فلم يسوّه ، فخرج معي يعدو ، فلما قام بين يديه سلمّ ، فقال له الحسن :
اجلس فليس يغيب مثلك عن سماع كلام يحيى به الأموات ، ويموت به الأحياء .. كونوا أوعية العلم ، ومصابيح الدجى ، فإن ضوء النهار بعضه أضوء من بعض .
أما علمت أن الله عز وجل جعل ولد إبراهيم أئمة وفضّل بعضهم على بعض ، وآتى داود زبورا ، وقد علمت بما استأثر الله محمدا (ص).
يا محمد بن علي !.. إني لا أخاف عليك الحسد ، وإنما وصف الله تعالى به الكافرين .. فقال : { كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } ولم يجعل الله للشيطان عليك سلطانا .
يا محمد بن علي !.. ألا أخبرك بما سمعتُ من أبيك (ع) فيك ؟.. قال : بلى ، قال : سمعت أباك يقول يوم البصرة : من أحبّ أن يبرني في الدنيا والآخرة فليبّر محمدا .
يا محمد بن علي !.. لو شئت أن اخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك ، يا محمد بن علي !.. أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي ، إمام من بعدي وعند الله في الكتاب الماضي ، وراثة النبي أصابها في وراثة أبيه وأمه .
علم الله أنكم خير خلقه ، فاصطفى منكم محمدا واختار محمد عليّا ، واختارني عليّ للإمامة واخترت أنا الحسين .
فقال له محمد بن علي : أنت إمامي وسيدي ، وأنت وسيلتي إلى محمد .. والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ، ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء (أي لا تغنيه كثرة البيان) ، ولا تغيّره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمنم ، أهم بإبدائه فأجدني سبقتَ إليه سبق الكتاب المنزل وما جاءت به الرسل ، وإنه لكلام يكلّ به لسان الناطق ، ويد الكاتب ، ولا يبلغ فضلك ، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله.
الحسين أعلمنا علما ، وأثقلنا حلما ، وأقربنا من رسول الله رحما ، كان إماما قبل أن يُخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم الله أن أحدا خير منا ما اصطفى محمدا (ص) ، فلما اختار محمدا واختار محمد عليّا إماما ، واختارك عليّ بعده واخترتَ الحسين بعدك ، سلّمنا ورضينا بمن هو الرضا ، وبمن نسلم به من المشكلات.
رُوي أنه لما ولد الحسين (ع) أمر الله تعالى جبرئيل أن يهبط في ملأ من الملائكة فيهنئ محمدا ، فهبط فمر بجزيرة فيها مَلَك يُقال له فُطرس ، بعثه الله في شيء فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة ، فعبد الله سبعمائة عام .. فقال فطرس لجبرئيل : إلى أين ؟.. فقال : إلى محمد ، قال : احملني معك لعله يدعو لي .
فلما دخل جبرئيل وأخبر محمدا بحال فطرس ، قال له النبي : قل يتمسّح بهذا المولود ، فتمسّح فطرس بمهد الحسين (ع) ، فأعاد الله عليه في الحال جناحه ثم ارتفع مع جبرئيل إلى السماء
التصاميم
1-
هذا التصميم جاء من وحي كلام الائمه في الامام الحسين
قال الإمام الصادق عليه السلام:
(كلنا سفن النجاة ولكن سفينة جدي الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع).
2-
لايوم كيومك ابا عبد الله مقوله الامام الحسن لاخيه الحسين عليهما السلام يوم نقش في ذاكره الايام ليتجدد
3-
تصميم عجبني عمله
ووجدت ان اعمل بفكرة الطف به
وكان هذا يحكي ان الطف على قصر مدته ولكنها خلدت وعلى الرغم من دماء ونار ولكن لم تمت مابقي و ملأ الخافقين
4-
يحكي هذاالتصميم الانسان عبر كل جيل يبكي حسينا بصدور حرى وعبرات مرة التساؤل ان لما ذبحو امام عظيم وسبوا عياله ولم يرعوا حرمه النبي صل الله عليه واله
كان الحسين (ع) إذا جلس في المكان المظلم ، يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره ، فإن رسول الله (ص) كان كثيرا ما يقبّل جبينه ونحره ، وإن جبرئيل (ع) نزل يوما فوجد الزهراء عليها السلام نائمة ، والحسين في مهده يبكي ، فجعل يناغيه ويسلّيه حتى استيقظت ، فسمعت صوت من يناغيه فالتفتت فلم تر أحدا فأخبرها النبي (ص) أنه كان جبرئيل (ع).
مر الحسين بن علي (ع) بمساكين قد بسطوا كساء لهم وألقوا عليه كِسَرا .. فقالوا : هلم يا بن رسول الله !.. فثنّى وركه فأكل معهم ثم تلا : { إن الله لا يحب المستكبرين } ثم قال : قد أجبتكم فأجيبوني ، قالوا : نعم يا بن رسول الله !.. فقاموا معه حتى أتوا منزله ، فقال للجارية : أخرجي ما كنت تدخرين
وفد أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها ، فدُلّ على الحسين (ع) فدخل المسجد فوجده مصليا ، فوقف بإزائه وأنشأ :
لم يخب الآن من رجاك ومَن***حرك من دون بابك الحلقه
أنت جواد وأنت معتمد***أبوك قد كان قاتل الفسقه
لولا الذي كان من أوائلكم***كانت علينا الجحيم منطبقه
فسلم الحسين وقال : يا قنبر !.. هل بقي من مال الحجاز شيء ؟.. قال : نعم ، أربعة آلاف دينار ، فقال : هاتها !.. قد جاء من هو أحق بها منّا ، ثم نزع بُرديه ، ولف الدنانير فيها وأخرج يده من شق الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ :
خذها فإني إليك معتذر***واعلمْ بأني عليك ذو شفقه
لو كان في سيرنا الغداة عصا***أمست سمانا عليك مندفقه
لكن ريب الزمان ذو غِيَرٍ*** والكفّ مني قليلة النفقه
فأخذها الأعرابي وبكى ، فقال له : لعلك استقللت ما أعطيناك ، قال : لا ، ولكن كيف يأكل التراب جودك .. وهو المروي عن الحسن بن علي (ع).
هو ابن مكــــــــــة
جده رسول الاسلام النبي محمد صل الله عليه واله جدته خديجة الكبرى ووالده الوصي علي بن ابي طالب وامه فاطمة يعز علي مولاتي ان لااجد لك قبرا فوضعت اسمك وقبرك في قلوبنا
فهل عرفت الامه اشرف نسبا من هذاالسبط واخاه
وُجد على ظهر الحسين بن علي (ع) يوم الطف أثرٌ ، فسألوا زين العابدين (ع) عن ذلك ، فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين
ومن شجاعته (ع) أنه كان بين الحسين (ع) وبين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة ، فتناول الحسين (ع) عمامة الوليد عن رأسه وشدّها في عنقه وهو يومئذ والٍ على المدينة ، فقال مروان :
بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجلٍ على أميره ، فقال الوليد :
والله ما قلتَ هذا غضبًا لي ، ولكنك حسدتني على حلمي عنه ، وإنما كانت الضيعة له ، فقال الحسين (ع): الضيعة لك يا وليد وقام
قال أنس : كنت عند الحسين (ع) ، فدخلتْ عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله ، فقلتُ : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟.. قال : كذا أدّبنا الله ، قال الله :
{ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } وكان أحسن منها عتقُها
قالوا عنه مشاهير اقواما غير ملتنا فوجدوا عنده هو للبشريه كلها عز وصمود واباء وتضيحه
هذه صور من وسط العاصمه البريطانيه لندن تتضمن اقوالهم عن الامام الحسين
لوحة من ذهب فوق ضريح الامام الحسين تجسد قول النبي صل الله عليه واله الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة
اني بحيرةَسيدي كيف لي بان اجسد سيرتك
وانت اعطيت لله كل شئ فاعطاك الله كل شئ
كتب معاوية إلى الحسين بن علي (ع) : أما بعد فقد انتهت إليّ أمور عنك إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها ، ولعمر الله إن من أعطى الله عهده وميثاقه لجديرٌ بالوفاء ، فإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعزل الناس لذلك ، وعظ نفسك فاذكر ، وبعهد الله أوف .
فإنك متى ما تنكرني انكرْك ، ومتى ما تكدني أكْدك ، فاتق شق عصا هذه الأمة ، وأن يردّهم الله على يديك في فتنة ، فقد عرفتَ الناس وبلوتهَم ، فانظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمد ، ولا يستخفنك السفهاء والذين لا يعلمون.
فلما وصل الكتاب إلى الحسين (ع) كتب إليه :
أما بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، فإن الحسنات لا يهدي لها ، ولا يسدد إليها إلا الله.
وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عنّي ، فإنه إنما رقاه إليك الملاّقون المشّاؤن بالنميم وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا ، وأيم الله إني لخائف لله في ترك ذلك ، وما أظن الله راضيا بترك ذلك ، ولا عاذراً بدون الاعذار فيه إليك ، وفي أولئك القاسطين الملحدين حزب الظلمة ، وأولياء الشياطين.
ألست القاتل حجرا أخا كندة ، والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ، ولا يخافون في الله لومة لائم ؟..ثم قتلتَهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة ، والمواثيق المؤكّدة ، ولا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بإحنة تجدها في نفسك.
أولست قاتل عمرو بن الحمق ، صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحُل جسمه ، وصفرت لونه ، بعد ما أمّنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ؟.. ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا بذلك العهد.
أو لست المدّعي زياد بن سمية المولود على فراش عُبيد ثقيف ؟.. فزعمت أنه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (ص) : الولد للفراش وللعاهر الحجر .. فتركت سنة رسول الله تعمّداًً ، وتبعت هواك بغير هدى من الله ، ثم سلّطته على العراقين : يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم ، ويسمل أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النخل ، كأنك لست من هذه الامة ، وليسوا منك.
أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية ، أنهم كانوا على دين عليّ صلوات الله عليه؟.. فكتبت إليه أن : اقتل كل من كان على دين عليّ ، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك .
ودين عليّ (ع) والله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك ، به جلست مجلسك الذي جلست ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.
وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد ، واتق شق عصا هذه الأمة وأن تردهم إلى فتنة .
وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها ، ولا أعلم نظرا لنفسي ولديني ولأمة محمد (ص) علينا أفضل من أن أجاهدك .. فإن فعلتُ فإنه قربة إلى الله ، وإن تركتُه فإنّي أستغفر الله لذنبي ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت : إنى إن أنكرتك تنكرني ، وإن أكدك تكدني .. فكدني ما بدا لك ، فإني أرجو أن لا يضرني كيدك فيّ ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك ، لأنك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك ، ولعمري ما وفيتَ بشرط ، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا ، وقُتلوا ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقنا ، فقتلتهم مخافة أمرٍ لعلك لو لم تقتلْهم متّ قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يُدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب !.. واعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وليس الله بناس لأخذك بالظّنة ، وقتلك أولياءه على التهم ، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلامٍ حدثٍ : يشرب الخمر ، ويلعب بالكلاب .
لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك ، وبترت دينك ، وغششت رعيتك ، وأخزيت أمانتك ، وسمعت مقالة السفيه الجاهل ، وأخفت الورع التقي لأجلهم والسلام.
سمعت قصيده ذهلتني من شاعر مصري
لله دره هذاالرجل فيما قال
اجد هذا مكانها وارد نفسي عن حيرتي
أَسْمَاُؤنَا الّصحراءُ واسْمُكَ أخْضَرُ
أرني جِراحَك كلّ جرحٍ بَيْدرُ
يا حِنطةَ الفقراءِ يا نبع الرضا
يا صوتَنا والصمتُ ذئبٌ أحمرُ
يا ذبحَ هاجر يا انتحابةَ مريمٍ
يا دمعَ فاطمةَ الذي يَتحَدّرُ
إيٍهٍ أبا الشهداءِ وابنَ شهيدِهم
وأخا الشهيدِ كأن يومَك أعْصُرُ
جسدٌ من الذِّكْرِ الحكيمِ أديمُهُ
درعٌ على الدينِ القويمِ ومِغْفَرُ
عارٍ وتكسوه الدماءُ مهابةً
لا غمدَ يحوي السيفَ ساعةَ يُشْهَرُ
الأنبياءُ المرسلونَ إزاءَهُ
"والروحُ والملأُ الملائِكُ " حُضَّرُ
ومحمدٌ يُرخِي عليهِ رداءَهُ
ويقول: يا وَلَدَاه فُزتَ وأُخْسِروا
يا أظمأ الأنهارِ قَبلكَ لمْ تكُنْ
تَروي ظَما الدنيا وتظمأُ أنْهُرُ
لولا قضاءُ الله أن تظما له
لسعى إليك من الجنانِ الكوثرُ
يا عاريَ الأنوارِ مسلوبَ الرِّدا
بالنورِ لا بالثَوبِ طُهْرُكَ يُسْتَرُ
يا داميَ الأوصالِ لا قَبْرٌ لهُ
أفْدِيكَ إِنِّ الشَّمْسَ ليستْ تُقْبَرُ
طُلاّبُ موتك يا اَبْنَ بِنْتِ محمدٍ
خَرَجوا من الصحراءِ ثم تصحّروا
وكأن خيل الله لم تركض بهم
والسامرين بمكة لم يسمروا
وكأن برقًا ما أضاء ظلامهم
فمشَوا تجاه النور ثم استدبروا
وكأنما ارتدوا على أعقابهم
فأبوك أنت وهم جميعا خيبرُ
أوَلم يشمُّوا فيك عطرالمصطفى
كذبوا فعطر المصطفى لا يُنكَرُ
كلُّ القصائدِ فيك أمٌّ ثاكلٌ
في حِجْرِها طفلُ النبوةِ يُنحرُ
عريانةٌ حتى الفؤادِ قصيدتي
والشِّعْرُ بَيْنَ يَدَيّ أَشْعَثُ أَغْبَرُ
قلْ ليْ بمن ذا يَعدِلونك والذي
فطرَ الخلائقَ شسعُ نعلِك أطهرُ
شتانَ ما بين الثريا والثرى
بُعْدًا ويختصرُ المسافةَ خنجرُ
لولا قضاء الله لارتد الردى
عن حُر وجهِك باكيًا يستغفرُ
وَلَرَدَّ ذؤبانَ الفلاةِ ليوثُها
واحتز حمزةُ في الرؤوسِ وجعفرُ
ولذاد عنك أخوك أشجع من مشي
-إلا أبوك وجدُك المدثرُ-
ولكان أول من يرد رؤوسَهُم
للشام يعسوبُ الحقائقِ حيدرُ
والله لو لمحوا اللواءَ بكفِّهِ
لرأوا وطيسَ الحربِ كيف يُسعَّرُ
هو مَنْ علمتَ ويعلمونَ بلاءَهُ
وهو الفتى النبويُّ لا يتغيرُ
تمشي الملاحمُ تحتَ مَضْربِ سيفهِ
ووراء ضربتهِ يلوحُ المحشرُ
لو حارب الدنيا بكلِّ جيوشِها
تتقهقرُ الدنيا ولا يتقهقرُ
يأتي زمانٌ لا نجومَ ليهتدوا
يأتي زمانٌ لا غيومَ ليمطروا
يأتي زمانٌ ليس يعلم تائهٌ
هل فيكَ أم في قاتليكَ سيحشرُ؟
يأتي زمانٌ والمودةُ غربةٌ
والكُرْهُ بلدتُنا التي نستعمرُ
يأتي زمانٌ كلُّ شيء ٍزائفٌ
حتى اللِّحى العمياءُ وهي تُبصِّرُ
يأتي زمانٌ وابنُ آدمَ خُبزُهُ
دينٌ يدينُ به وفيه يُكفَّرُ
يأتي زمانٌ والكرامة سُبَّة
والعار فرعون الذي يتجبر
يأتي زمانٌ والسقوطُ وجاهةٌ
والناسُ مرعًى والرعاة الشُّمَّرُ
يأتي زمانٌ كل شيء ضده
الليلُ يُشْمِسُ والظهيرةُ تُقْمِرُ
يأتي زمانٌ لا زمانَ لأهلهِ
إلا رجال الله وهي تبشِّرُ
يأتي زمانٌ فالسلام على الذي
ذبحوه في الصحراء وهو يكبِّرُ
هذا ولائي يا ابن بنت محمد
أنت الشهادة والشهيد الأكبرُ
بسر الهي حط الحسين رحاله بها وجاء جيش يزيد من الشام لقتله واهل بيته فيها فعادت تبكيه كل يوم
تغص بالملايين لزيارة هذاالامام العظيم
وتندبه شيبة شباب
عن ابن عباس
كنت مع أمير المؤمنين (ع) في خرجَتِه إلى صفين ، فلما نزل بنينوى وهو بشط الفرات قال بأعلى صوته :
يا بن عباس!.. أتعرف هذا الموضع ؟.. قلت له : ما أعرفه يا أمير المؤمنين ، فقال (ع) : لو عرفتَه كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تكبي كبكائي .. فبكى طويلا حتى اخضلّت لحيته ، وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معا وهو يقول :
أوّه أوّه !.. ما لي ولآل أبي سفيان ؟.. ما لي ولآل حرب حزب الشيطان ، وأولياء الكفر ؟.. صبرا يا أبا عبدالله !.. فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم