السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
========================================
رسالة الحقوق و هي رسالة من الإمام زين العابدين علية السلام إلى بعض أصحابه, و قد رواها عنه ثقة الإسلام ثابت بن دينار المعروف بأبي حمزة الثمالي.
ورواها عنه بالإسناد الشيخ الصدوق في كتابه (الخصال) و الحراني في (تحف العقول) و الشيخ الكليني بشهادة السيد ابن طاوس.
و قد ذكر فيها الإمام عليه السلام الحقوق الملقاة على عاتق كل مكلف, و قبل أن يدلي الإمام عليه السلام ببيان الحقوق تفصيلا قدم عرضا موجزا لمجمل الحقوق.
قال عليه السلام : اعلم -رحمك الله- أن لله عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها أو حال حلتها أو منزلة نزلتها أو جارحة قلبتها أو آلة تصرفت بها بعضها اكبر من بعض:
أ - فأكبر حقوق الله عليك: ما أوجبه لنفسه تبارك و تعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق و منه تفرع.
ب - ثم ما أوجبه الله عز و جل لنفسك,من قرنك إلى قدمك, على اختلاف جوارحك:
فجعل للسانك عليك حقا, و لسمعك عليك حقا,و لبصرك عليك حقا, و ليدك عليك حقا, و لرجلك عليك حقا, و لبطنك عليك حقا, ولفرجك عليك حقا.
فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الأفعال.
ج - ثم جعل عز و جل لأفعالك عليك حقوقا:
فجعل لصلاتك عليك حقا, و لحجك عليك حقا, و لصومك عليك حقا, و لصدقتك عليك حقا, و لهديك عليك حقا, و لأفعالك عليك حقا.
ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك, من ذوي الحقوق الواجبة عليك, و أوجبها عليك:حقوق أئمتك, ثم حقوق رعيتك, ثم حقوق رحمك, فهذه حقوق يتشعب منها حقوق.
د - فحقوق أئمتك ثلاثة: اوجبها عليك حق سائسك بالسلطان, ثم حق سائسك بالعلم, ثم حق سائسك بالملك.
وكل سائس إمام.
هـ - و حقوق رعيتك ثلاثة:
أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان, ثم حق رعيتك بالعلم, فإن الجاهل رعية العالم, ثم حق رعيتك بالملك. من الأزواج و ما ملكت الإيمان.
و - و حقوق رحمك كثيرة, متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة.
فأوجبها عليك أمك, ثم ابيك, ثم ولدك, ثم حق أخيك, ثم الأقرب فالأقرب, و الأول فالأول.
ز - ثم حقوق الآخرين:
حق مولاك المنعم عليك, ثم حق مولاك الجارية نعمتك عليه, ثمة حق ذي المعروف لديك, ثم حق مؤذنك لصلاتك, ثم حق إمامك في صلاتك, ثم حق جليسك, ثم حق جارك, ثم حق صاحبك, ثم حق شريكك, ثم حق مالك, ثم حق غريمك الذي يطالبك, ثم حق خليطك, ثم حق خصمك المدعي عليك, ثم حق خصمك الذي تدعي عليه, ثم حق مستشيرك, ثم حق المشير عليك, ثم حق مستنصحك, ثم حق الناصح لك, ثم حق من هو أكبر منك, ثم حق من هو أصغر منك, ثم حق سائلك, ثم حق من سألته ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل, عن تعمد منه أو غير تعمد, ثم حق من جرى على يديه مسرة من قول أو فعل ثم حق أهل ملتك عامة, ثم حق أهل ذمتك.
ح - ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال و تصرف الأسباب.
فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما اوجب عليه من حقوقه, ووقفه لذلك و سدده.
يتبع ان شاء الله :o