|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
(( الإمامُ الحسنُ :ع: خليفةٌ للمسلمين بعد شهادة أبيه :ع:))
بتاريخ : 30-12-2011 الساعة : 01:52 PM
(( الإمامُ الحَسنُ: عليه السلام : خليفةٌ ُللمسلمين بعد شهادة أبيه :ع: ))
==========================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد أوصى الإمام علي :عليه السلام: إلى ولده الحسن :ع: مانصّه:
عن سليم بن قيس قال :
شهدتُ وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهدَ على وصيته الحسين عليه السلام ومحمدا(ابن الحنفية) وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته
ثم دفع إليه الكتاب والسلاح
وقال:ع: لابنه الحسن عليه السلام :
يا بني أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي
كما أوصى إليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله ودفع إليَّ كتبه وسلاحه
وأمرني أن آمرك إذا حضركَ الموتُ أن تدفعها إلى أخيك الحسين عليه السلام ،
ثم اقبل على ابنه الحسين عليه السلام فقال :ع:
وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى ابنك هذا ، ثم أخذ بيد علي بن الحسين عليه السلام
ثم قال:ع: لعلي بن الحسين : وأمَرَكَ رسول الله صلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي
واقرأه من رسول الله صلى الله عليه وآله ومني السلام.
:الكافي :الكليني :ج1:ص298.
وبعد رحيل الامام علي :ع: شهيداً الى الرفيق الاعلى هبَّتْ الكوفة الى المسجد فزعة مذهولة لهول المصاب الاليم الذي حل بالمسلمين
فوقف الإمام القائد الحسن المجتبى :ع: السبط الاول المعصوم ابن رسول الله :ص:
ووجه أول بيان له للمسلمين
حيث قال :ع:
لقد قُبِضَ في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون بعمل
لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ،
فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه .
ولقد توفي عليه السلام في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم عليه السلام ، وفيها قبض يوشع بن نون وصي موسى
وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ،
أراد أن يبتاع بها خادما لأهله
ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه .
ثم قال : ع: أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
أنا من أهل بيت افترض الله حبهم في كتابه فقال عز وجل :
((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ )) :الشورى23
فالحسنة مودتنا أهل البيت .
ثم جلس
فقام عبد الله بن عباس رحمة الله عليهما بين يديه فقال :
معاشر الناس ، هذا ابن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه .
فإستجاب له الناس
وقالوا : ما أحبه إلينا ! وأوجب حقه علينا .
وتبادروا إلى البيعة له بالخلافة
وذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
فرتب :ع: العمال وأمر الأمراء ، وأنفذ عبد الله بن العباس رضي الله عنه إلى البصرة ، ونظر في الأمور
:الأرشاد:المفيد:ج2: ص9.
:إعلام الورى بأعلام الورى: الطبرسي: ص 208.
وما أن أنهى الامام :ع: خطابه حتى نهض (عبد الله بن عباس ) يُحفّزالناس على بيعة الامام الحسن :ع:
وبايع الناس الإمام الحسن :ع: خليفةً واميراً للمؤمنين في الكوفة
فبدأ :ع: بعد تسلم زمام الامورفي الكوفة بإحكام السيطرة على مفاصل الدولة الاسلامية أنذاك
ولكنه :ع: واجه مشكلة تمرد معاوية في الشام وعدم اذعانه للحكومة الشرعية في العراق .
وبدأت عملية تبادل الكتب والرسائل بين الإمام الحسن:ع: ومعاوية ومن دون نتيجة إيجابية
وبعد هذا تحرك معاوية من الشام بإتجاه العراق مُعلنا الحرب على الإمام الحسن :ع: إمام وقته
مما جعل الحسن :ع: يُبادر الى اعلان حالة الدفاع لمواجهة العدو الزاحف من الشام الى العراق عاصمة الدولة الاسلامية أنذاك
,فأذاع الامام :ع: بياناً دعا فيه الأمة الى حشد طاقاتها والتجهيزللحرب لصد خطر البغاة(معاوية وجيشه).
وجاء في إحدى بيانات الامام الحسن :ع ::
(أما بعد فإن ّ الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرها ً ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين
(إصبروا إنّ ألله مع الصابرين)
فلستم أيها الناس نائلين ما تُحبون إلاّ بالصبر على ما تكرهون إخرجوا رحمكم ألله الى معسكركم حتى ننظر وتنظروا ونرى وتروا)
:هذا الحديث موجود في شرح نهج البلاغة : لأبن أبي الحديد المعتزلي :ج :16 :ص :38 .
ومما يُؤسف له أنّ الناس الذين إستمعوا الى بيان الامام الحسن :ع: قد خدعتهم الدعايات الاموية
فتقاعسوا عن وظيفتهم الشرعية مع الامام :ع: في قتال البغاة (معاوية وجيشة)
وقبلوا بالعافية والقناعة بالامر الواقع المؤلم وتركوا إمام الوقت الحسن :ع: بكل برود تام .
فلم يبق من جيش الامام :ع: الذي سار الى معسكر النخيلة (وهو موضع قريب من الكوفة بإتجاه الشام ) إلاّ أفراد قلائل من اصل اربعة الاْف مقاتل .
فواجه الامام :ع: امراً واقعاً صعبا لابد من التعامل معه بحكمة ودقة
مما إضطر :ع: وتحت ظروف قاهرة قطعا على توقيع وثيقة السلم المؤقت مع الباغي معاوية لحقن دماء المسلمين و لإبقاء شرعة الاسلام العزيز التي كانت في خطر محدق لولا حكمة الحسن :ع : وحذاقته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي :النجف الأشرف:
|
|
|
|
|