[الرجل الحر]

في لحظة غروب آسر
وقفت هذا المساء
امام انسياب الشمس بعيدا في الافق
وضياء من الارجوان
قد غطى مياه النهر
واشعل الاشجار بوهج قاتم
يصبغ الاوراق بحياء
فيجعلها تيجاناً من النور
تكلل الاغصان الرمادية
ورياح الخريف تداعب شعري بحنان
وتمسح وجهي برهف افتقده منذ عصور
اغمضت عيني بحرارة الشوق اليك
فرأيت ابتسامة اعرفها
اعشقها
اتنفس كل ما فيها
رأيت حلم الصبا
ينصب في كف الخريف
واوراق الشجر من حولي
تتطاير كما تفعل كل عام
حيث كانت تذهب بأحلامي
حسبتها سوف تأخذك مني
تنزعك من خيالاتي
واحلامي
وصباي الساكن في قعر الخريف
حسبتها سوف تذهب بعيدا
بأجمل لوحة
من بين كل اشيائي الجميلة
وتنثر اوراقها على قارعة السنين
حسبتها تجتث جذورك
من اعماق اوردتي
وتتركني انزفك حتى آخر عمري
شعرت بحرارة خوفي
وحزني
وخفقات قلبي
فتحت عيني
وانا في فورة وجدي
فرأيتك كل ماحولي
رأيتك شجرا
يشع الوانا
وشمسا تصنع الجمال القرمزي سحرا
رأيتك نهرا
اعيش احلامي بين ضفتيه دهرا
فتشهقتك نفسا
ملأت به رئتي
وسار بدمي
فأسكن بهدوء جوارحي
فتيقنت حينها
ان اوراق الخريف
غادرت دونك
وتركت كل ما فيك لي انا وحدي
كانت اجمل لحظة غروب رأيتها
جعلتني اشعر انك ملكي