يقول آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره): جاءني أحد المؤمنين الأفريقيين واسمه حاج جعفر شريف ديوجي وقد كان ثرياً محترماً ومعروفاً.
قال: إنني أذهب إلى بعض قرى أفريقيا كل عام، واختار قرية ليس فيها رجل دين لأقرأ لهم عشرة المحرم من دون مقابل. فذات مرة وصلتُ إلى قرية وسألتُ أهلها: هل عندكم عالم دين خطيب؟ قالوا: لا. قلت: هل تقرؤون على الحسين (عليه السلام)؟ قالوا: نعم.
قلت: هل تودّون أن أقرأ لكم هذه السنة؟
قالوا: نعم تفضل.
فأخذوني إلى بيت كبير وكان السواد وأعلام العزاء معلقة على الجدران فيه.. تماماً كما هو عندنا نحن الشيعة في الأماكن الأخرى. كنت عندهم يوماً قبل دخول شهر محرم فلما حان وقت صلاة الظهر لم اسمع صوت الأذان، فسألتهم: لماذا لا تؤذّنون للصلاة؟ قالوا: ما معنى الأذان؟! قلت: الأذان هو الله أكبر و... فسكتوا ولم يستوعبوا كلامي فسألتهم: أين المسجد هنا؟ قالوا: ما معنى المسجد. فسألت غيرهم ممن كان هناك فلم يعرفوا المسجد ماذا يعني!
فسألت أحدهم: ما دين أهل هذه القرية؟
قال: إنهم بوذائيون!
قلت: كلهم؟
قال: نعم.
قلت: ليس هنا دين الإسلام؟
قال: فما هو الإسلام، نحن أساساً لا ندري معنى كلمة الإسلام.
فلما حان وقت ارتقائي المنبر.. رأيت جميع الشعائر الحسينية حاضرة ما عدا قضية الحسين نفسها! فقلت لهم: أيها السادة، الإمام الحسين دخل قريتكم هذه، ولكن ربّ الإمام الحسين وجدّه وأمه وأخوه وأولاده وقرآنه لم يدخل قريتكم، فنحن نعمل شيئاً ليتوسط لنا الإمام الحسين كي تدخل هذه القضايا قريتكم أيضاً.
فأخذت أشرح لهم العقائد والمفاهيم الإسلامية حتى آخر عشرة محرّم فتحوّل كلهم إلى دين الإسلام وأصبحوا من شيعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام).