السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شكر الله ليس على نعمة بذلها العبد لربه فيشكره عليها
فإن الله هو المانح دائما والعبد هو الممنوح دائما
وليس لأحد على الله منة
بل المنة كلها من قبل ومن بعد لله إثابة المحسن وأنه لايضيع اجر العاملين
فهو سبحانه يوفق عباده للخير ثم يعطيهم ويُثيبهم على العمل
بهذا الخير الذي ساقه اليهم
والله يشكر القليل من العمل ويعطي عليه الثواب الجزيل
فالحسنة بعشرة امثالها ويُضاعف لمن يشاء
ويشكر عبده بأن يُثنى عليه في الملأ الاعلى ويذكره عند الملائكة
ويجعل ذكره في الارض بين العباد
كما أن العبد اذا ترك شيئا لله أبدله الله أفضل منه شكرا له
الم ترى لما عقر سليمان الخيل غضباً لله لما اشغلته عن ذكر الله فعوضه الله
عنها بالريح وعلى متنها يكون سفره وتحمل جنوده من الإنس والجن
ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها في سبيل الله
عوضهم الله بالدنيا وفتح عليهم مُلك فارس والروم
ولما تحمل يوسف الصديق عليه السلام ضيق السجن شكر الله
وذلك له ومكن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء
ولما بذل الشهداء دماءهم في سبيل الله
شكر الله لهم وجعل أرواحهم في حواصل طير خضر
تسرح في الجنة وترد انهار الجنة
وتؤوى الى قناديل معلقة تحت العرش
حتى اعداء الله يشكرهم الله على ما يفعلونه من الخير بالمعروف
في الدنيا فيُعطيه الصحة والغنى والاولاد ونحو ذلك من متاع الدنيا
اما في الآخرة فليس له فيها نصيب
ومن امثلة شكر الله لعباده ماجاء في الحديث
قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم :
.(نزع رجلا لم يصنع خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه فألقاه
وإما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة ).
أن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم قال :
بينما رجل يمشي فأشتد به العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج
فإذا بكلب يلهث ( اجلكم الله ) يأكل الثرى من العطش
فقال :
لقد بلغ هذا ماقد بلغ بي فملأ خفه ثم امسك بفيه ثم رقى فسقى الكلب
فشكر الله له فغفر له
فأخوتي وأخواني الافاضل
من شكر الله لعباده انه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان
فسارعوا الى شكر الله لتنالوا رحمته الواسعة
وان الله لايضيع هذا الشكر مادمتم من اهل التوحيد فهو سبحانه الشكور على الحقيقة
المتصف بصفات الكمال
سبحانه وتعالى
هذا الموضوع من كتابتي ارجوا ان ينال اعجابكم
تحياتي لكم